رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يسار أوروبا.. استفاقة ما بعد ضربة «بريكست»

محمد عبدالقادر

شكل تصويت البريطانيين على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى فى يونيو ٢٠١٦ ضربة قوية لتيار اليسار على مستوى القارة، خاصة بعد ما ساهم فى تحقيق أحزاب اليمين المتطرف بعض المكاسب المحلية، مما أثار المخاوف من تفكك أوروبا وتكرار مآسى الماضى. الأمر الذى دفع الناخبين إلى ضرورة الاختيار ما بين اليمين واليسار.. أو بمعنى أدق الاختيار ما بين استحضار شبح الحروب أو استمرار الاستقرار.

ومع تعثر اتمام «بريكست» بريطانيا حتى الآن، نجحت قوى اليسار فى قلب الطاولة على الأحزاب اليمينية الشعبوية والمتطرفة، بعد استعادة الكثير من توازنها والدعم لخطابها السياسى على مستوى القارة العجوز، وهو ما ظهر فى استمرار الحفاظ على مكانتها بالبرلمان الأوروبى، إلى جانب فوزها بالانتخابات فى كل من إسبانيا والبرتغال وألمانيا، واستعادة السيطرة فى إيطاليا. 

ففى إسبانيا، حقق الحزب الاشتراكى بزعامة اليسارى بيدرو سانشيز الفوز بأكثر من ٢٨٪ من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية التى جرت أواخر أبريل الماضى، كما واصل الحزب النجاح فى انتخابات البرلمان الأوروبى مايو الماضى، بعدما حل فى المرتبة الأولى بنسبة ٣٣٪. وعلى ذات المنوال، نجح اليسار فى إعادة إيطاليا (ثالث قوة اقتصادية فى منطقة اليورو) إلى مسار الدفاع عن المشروع الأوروبى مجددا، ذلك بعد انهيار حكومة الائتلاف اليمينى التى أراد من خلالها ماتيو سالفينى زعيم حزب «الرابطة» اليمينى ووزير الداخلية السابق، جر روما إلى السقوط فى نفق «بريكست» جديد.

 وتوصلت حركة خمس نجوم إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطى اليسارى أواخر أغسطس الماضى لتشكيل ائتلاف حكومى جديد يحل محل حكومة الحركة مع حزب الرابطة بزعامة سالفينى، حيث تولى ٩ من أعضاء الحزب الديمقراطى حقائب وزارية فى الحكومة الجديدة، والتى نالت ثقة البرلمان فى سبتمبر الماضى. 

واستمرارا لمسيرة النجاحات، استطاع اليسارى أنطونيو كوستا رئيس الوزراء البرتغالى البقاء فى السلطة، بعد فوز حزبه الإشتراكى بنسبة ٣٦٫٦٥٪ من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية مطلع أكتوبر الماضى، نتيجة لسلسلة المكاسب الاقتصادية التى حققها عقب وصول الحزب إلى السلطة عام ٢٠١٥، حيث ألغى إجراءات التقشف القاسية التى أقرتها الحكومة اليمينية السابقة، مسجلا أفضل نسبة نمو منذ عام ٢٠٠٠، مع انخفاض نسبة البطالة والعجز العام.

وفى ألمانيا، أصبح حزب اليسار الألمانى «دى لينكه» أقوى حزب سياسى فى ولاية تورينجن، ذلك للمرة الأولى بعد فوزه بنسبة ٣١٪ من الأصوات فى الانتخابات المحلية التى أجريت أوآخر أكتوبر الماضى، وهو ما جاء كتتويج لنشاط حركة «أنهضوا» اليسارية التى تأسست فى سبتمبر ٢٠١٨ على يد سارة فاجنكنيشت رئيسة كتلة الحزب فى البرلمان الألمانى، ردا على المد اليمينى الشعبوى.  وتهدف الحركة الى تحقيق أغلبية يسارية قادرة على تشكيل حكومة اتحادية فى ألمانيا بعد ١٤عاما من حكم المستشارة أنجيلا ميركل، كذلك مواجهة صعود الحركات اليمينية المتطرفة.

وبشكل عام، فقد نجحت قوى اليسار الأوروبية فى تحقيق الاستفاقة ما بعد ضربة «بريكست»، من ثم استعادة نغمة الانتصارات ووقف موجة المد اليمينى المتطرف على مستوى القارة، مما سمح لها بالحفاظ على مكانتها كثانى أقوى كتلة فى البرلمان الأوروبى عقب انتخابات مايو الماضى، كذلك تعيين جوزيب بوريل وزير الخارجية الإسبانى السابق والمنتمى للحزب الإشتراكى اليسارى فى منصب الممثل الأعلى للسياسة والشئون الخارجية الأوروبية خلفا لفيديريكا موجرينى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق