أكد رامون خيل كاساريس سفير إسبانيا بالقاهرة أن المظاهرات وأعمال العنف التى شهدها إقليم كاتالونيا عقب صدور أحكام قضائية بحق القادة الانفصاليين بالإقليم مخططة ومدبرة، وتم الإعداد لها مسبقا، مشيرا إلى أن الهدف الأساسى من وراء هذا التصعيد هو سقوط أى «قتيل» حتى تتم المتاجرة به على أنه «شهيد الاستقلال»، مثلما حدث فى الاحتجاجات السابقة فى أكتوبر 2017. وقال كاساريس فى تصريحات أدلى بها لمجموعة من المحررين الدبلوماسيين بمقر السفارة بالقاهرة تعليقا على أحداث كاتالونيا، وعلى الانتخابات العامة التى تجرى بعد غد الأحد ، وهى رابع انتخابات عامة تشهدها إسبانيا فى غضون أربع سنوات فقط، إنه لا توجد أى دولة فى العالم اعترفت أو أيدت الحركة الانفصالية فى كاتالونيا، وأضاف أن هناك محاولة لتصوير ما يحدث فى كاتالونيا على أنه صراع بين إسبانيا وكاتالونيا، وهذا غير دقيق، لأن أغلبية سكان كاتالونيا يؤيدون البقاء ضمن الدولة الإسبانية، وأن مؤيدى الاستقلال لا يشكلون أغلبية فى الإقليم، لدرجة أن ذروة التأييد للانفصال بلغت 48% فى الاستحقاقات الانتخابية الماضية، مقابل 52% يؤيدون البقاء مع حكومة مدريد، وأكد السفير أيضا أن هذه النسبة من مؤيدى الانفصال تراجعت كثيرا فى الفترة الأخيرة. وكشف السفير الإسبانى النقاب أيضا عن أن هناك توجها فى كاتالونيا لتدويل العنف، بدليل أنه تم القبض خلال الاحتجاجات الأخيرة على 300 متظاهر من خارج كاتالونيا، بعضهم من إقليم الباسك، والبعض من يوجوسلافيا السابقة.
وقال أيضا إن حرق صور ملك إسبانيا خلال المظاهرات يفترض أن يمثل جريمة، ولكنه فى إطار الزخم الاحتجاجي، يتم التعامل معه على أنه «حرية تعبير». وأكد السفير أن إسبانيا مستعدة للحوار مع مؤيدى الانفصال، شريطة أن يتم ذلك فى إطار من الدستور والقانون، فى حين أشار إلى أن شعار «اجلس لنتحاور بدون شروط» الذى يرفعه الانفصاليون هو مبدأ مرفوض، لأنه يريد التنصل من الدستور والقانون عند حواره مع مدريد. وحذر السفير من أن اليمين المتطرف، وبخاصة حزب «فوكس» اليميني، سيكون من أكثر المستفيدين من أحداث كاتالونيا فى انتخابات الأحد على الأرجح، لأن الحزب نفسه خرج من رحم أزمة كاتالونيا، ويبحث عن هوية بأى صورة.
رابط دائم: