يحمل اسم «عبدالرسول» كلمة السر فى عائلة ارتبطت بتاريخ عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة بالأقصر، وتحديدا منطقة الدير البحرى ووادى الملوك، وعلى رأسها اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون.
فالفرعون الصغير بإحتفاء عالمى لاينضب وفى الأهتمام الذى تحظى به جولتة العالمية الحالية أكبر دليل فمنذ أيام، حط معرض الفرعون الذهبي فى العاصمة البريطانية لندن ، ليشاهد العالم مشاركة 150 قطعة من مقتنيات الفرعون الذهبي.
الاهتمام الخاص من جانب أهل المملكة المتحدة بالمعرض يرجع فى جانب منه إلى أن صاحب الاكتشاف الأشهر لمقبرة الملك توت عنخ آمون، هو الإنجليزى هوارد كارتر. ولكن ما لا يدركه الإنجليز ومعهم كثيرون، أن أحد العوامل الأساسية وراء الاكتشاف كان بطلا مصريا آخر اسمه حسين عبدالرسول.
الأكيد أن شخصين فى عائلة عبد الرسول لهما دور فى اكتشاف المقبرة. يوضح الباحث الأثرى فرانسيس أمين، أن حسن عبد الرسول، أحد أبناء الجيل الثانى للعائلة والمنتمى إلى محمد عبدالرسول، الجد الأول للعائلة صاحبة اكتشاف خبيئة الدير البحرى ذات الـ 40 مومياء عام 1881، كان رئيس فريق العمال الذين مهدوا لهوارد كارتر اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
ويؤكد أمين أن حسن لاقى ظلما عظيما، فالعالم كله يعرف كارتر، ولكن لا يعرف الكثير عن بطل أساسى فى دراما اكتشاف المقبرة هو رئيس عماله. وكان كارتر قد حصل على تصريح بأعمال التنقيب بمنطقة وادى الملوك لمدة 5 سنوات من عام 1917.
أما ابن عبد الرسول الثاني، فهو الحفيد حسين عبد الرسول، (12 عاما وقتها) والذى كان يساعد عمه وفريقه خلال عمليات الحفر والتنقيب. ويحكى أن حسين الصغير، وفقا لرواية أمين، وضع دلو المياه الذى كان بحوزته ليجد الأرض غير مستوية، فينادى عمه ورفاقه، ليبدأ الكشف عن أول درج فى سلم المؤدى إلى المقبرة الشهيرة، التى تم الكشف عنهاكاملا بفضل جهود حسين وعمه.
ويروى أمين أن طاقم العمال استخدم وقتها «مقبرة سيتى الثاني»، كمخزن لإيداع مقتنيات مقبرة أمون، ويضيف «يصعب أن تجد صورة توثق اكتشاف المقبرة ونقل مقتنياتها، إلا وللشيخ حسن عبدالرسول موقعا فيها إلى جوار كارتر»، يوضح أمين مشددا الرواية التاريخية لاكتشاف المقبرة تغافلت عن دور عبدالرسول ولكنه أيضا ظلم من كارتر نفسه». موضحا انه عندما غادر كارتر مصر عام 1936 لم يعط حسن مستحقاته المالية لقاء جهده وفقا للمتفق عليه. «وقبيل وفاته فى الستينيات، كان الشيخ حسن دائما ما يذكر كارتر مشيرا إليه بالاسم «كركر» ويحكى أنه ظلمه».
أما البطل الصغير للقصة، حسين عبدالرسول، فقد وضع كارتر «قلادة توت عنخ آمون» حول رقبته، وصوره بها، مستغلا ملامحه المصرية الأصيلة التى جعلت الصورة تنشر بصحف «تايمز» الإنجليزية، وصحيفة «أخبار لندن» المصورة عام 1923.
وتجددت شهرة صورة حسين وقلادة أمون عام 1997، عندما تم عرضها ضمن معرض خاص لصور تجسد الأقصر قبل 100 عام. تواصلت الأهرام مع الحاج النبوى عبدالرسول، ابن حسين عبدالرسول، والذى قدم رواية مختلفة حول دور ابيه فى دراما المقبرة.
يوضح الحاج النبوى أن اباه كان مساعدا لجده حسن خلال عمليات الحفر والتنقيب. وأضاف النبوى أن اسرته مشهورة فى الأقصر منذ أجيال بخبرتها فى أعمال الكشوف الأثرية.
ويحكى النبوى «كان كارتر يعمل فى الأقصر وتعرف على اللورد كارنفون، وهو أمريكى من أصل إنجليزى نزل بمصر عام1912 واتفقا على التنقيب فى وادى الملوك»، وفقا للنبوي. ويضيف أن شهرة جده فى مجال التنقيب جعلته هدفا للتعاون من جانب كارتر، وأنه عام 1920 عثر على أول درج فى السلم المؤدى إلى مقبرة توت عنخ أمون، مما أدى إلى تغيير مسار أعمال الحفر. ليكون والده وجده أصحاب دور رئيسى فى العملية .
رابط دائم: