ينتابنى شعور بالحنق والحزن حين أتصفح وسائل التواصل الاجتماعى، وأجدنى ألتمس انفلاتاً أخلاقياً مريعاً حيث تتراءى أمامى صور لمن أغتيل بدم بارد مقابل شهامته، و آخر مقابل دفاعه عن لقمة عيشه، وثالث يدفع حياته مقابل تفوقه، وجدة تتفنن فى تعذيب حفيدتها وتقدمها لقمة سائغة لابنها، وأب يعتدى على ابنته، وغير ذلك، وأتساءل: لماذا وصل الناس إلى هذه المرحلة من انعدام الأخلاق والتساهل فى ارتكاب الجرائم من إزهاق أرواح أبرياء إلى اعتداء على الممتلكات والأعراض وترويع البشر دون أى شعور بذرة ندم أو حزن على ما اقترفته أيديهم؟، لماذا تلاشت المروءة والشهامة والطيبة والكرم بين الناس، وإذا كنا قد وصلنا لهذه المرحلة المتدنية وانعدام القيم مع عدم وجود رادع حيث إن هناك من يمحص ويفحص لإخراج هؤلاء من جرائمهم الشنيعة كما يقال: «مثل الشعرة من العجين»، فماذا سيحدث فى سنوات مقبلة يلازمها مزيد من الإنهيار الأخلاقي؟، وإلى أين ستصل بنا الحال؟، ولماذا لا يضع كل فرد هذه الآية نصب عينيه، «وَأتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ، ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (البقرة281)، وقد صدق رسول الله حين قال: «تحرم النار على كل قريب هين لين سهل».. أفاقنا الله من ذلك وأخلف علينا بمستقبل واعد وأعاد للبشر ما جبلوا عليه من قيم ومبادئ وتعاليم سمحة.
ميرفت الشربينى
رابط دائم: