منذ ستة أشهر نشر لى (بريد الأهرام) كلمة بعنوان "الأستاذ والسلالة الواعدة" تحدثت فيها عن معاناة أستاذ جامعى استطاع إبان ابتعاثه إلى الخارج فى قناة علمية للحصول على الدكتوراه بأحد المعامل البحثية، اكتشاف سلالة بكتيرية واعدة لها تطبيقات مفيدة فى مجالات عدة، ولقد بعث المعهد العلمى الأجنبى إلى الزميل بعد اجراء تجارب مستفيضة استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً على هذه السلالة البكتيرية يطلب منه توقيع الجامعة المصرية التى يعمل بها عقدا طويل الأجل لتسويق السلالة البكتيرية الواعدة - والتى سجلت كبراءة اختراع - على نطاق تجارى على مستوى العالم باعتباره صاحب حق الملكية الفكرية لها، وبمجرد نشر كلمتى بـ«بريد الأهرام» وعلى الرغم من أننى لم أذكر اسم الجامعة ولا اسم الزميل فلقد بادر مكتب وزير التعليم العالى بالاتصال بالزميل كما تفاعلت وزيرة البيئة ورئيس الجامعة فى وقت قياسى، وتابعت عن كثب الاتصالات والمكاتبات العديدة المتبادلة بين الجانبين المصرى والأجنبى إلى أن كلل هذا المجهود بالنجاح بفضل الله ثم بفضل «بريد الأهرام».
وفى اجتماعه الأخير منذ أيام هنأ مجلس جامعة الإسكندرية الدكتور ابراهيم محمد السيد الأستاذ بكلية الزراعة بمناسبة توقيع عقد استغلال وتسويق السلالة البكتيرية بواسطة شركة فرنسية تابعة للمعهد الوطنى للبحوث الزراعية بفرنسا، وقد طلبت هذه الشركة من جامعة الإسكندرية السماح لها باستخدام هذه السلالة ومشتقاتها والتى تم عزلها والتعرف عليها من الجبن منذ عام 1987 على يد د. ابراهيم محمد السيد ، وذلك فى سابقة فريدة من نوعها للجامعات المصرية، وهو ما أكده الدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية فهذه هى المرة الأولى للجامعات المصرية التى يتم فيها تسويق براءة اختراع على المستوى التجارى الدولى، وأردف أنه تم الاتفاق على أن تكون حصة الجامعة 10% يخصص منها 5% للباحث وذلك من عائد التسويق، وبعد الحصول على موافقة وزارة البيئة المصرية، وحرصت المواقع الاخبارية المختلفة على نقل هذا الحدث العلمى المهم.
وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لكل المسئولين الذين بذلوا جهداً دءوبا، واستطاعوا تذليل كل العقبات التى كادت تحول دون توقيع العقد. والشكر موصول لـ«بريد الأهرام» نبض لكل المصريين بأفراحهم وأتراحهم وآمالهم وآلامهم ، فبريد الأهرام كما وصفه أديب نوبل نجيب محفوظ هو (نبض مصر)، وعظيمة يا مصر بأبنائك النابغين.
د. محمد محمود يوسف
أستاذ بزراعة الإسكندرية
رابط دائم: