تختتم اليوم فاعليات الدورة الـ32 من مهرجان طوكيو السينمائى، الذى كان شاهدا على أكثر من ظاهرة خاصة بصناعة السينما فى اليابان، أبرزها كان الاحتفاء بسلسلة أفلام «تورا سان» ذات الأجزاء الخمسين، التى بدأ عرضها فى صالات العرض نهاية الستينيات، وعكست بطابعها الكوميدى مختلف التطورات التى طرأت على المجتمع اليابانى فى مرحلة التعافى من آثار الحرب العالمية الثانية.
أفلام «تورا سان» بدأ عرضها فى 1969 بعد انتهاء إذاعة الحلقات التليفزيونية التى كانت تقوم على التيمة نفسها لبائع متجول، يدعى «تورجيرو كوروما»، يتسم بالعطف ويقع فى حب امرأة يطلق عليها لقب «مادونا»، وبين بدايات الحب وخساراته تقع الكثير من المواقف التى ربطت المشاهد بالشخصية والسلسلة التليفزيونية والسينمائية.
مهرجان طوكيو السينمائى كرم إرث «تورا سان»، الذى احتفظ به بطله «كيوشى أتسومى» على مدى عقود قبل أن يتوفى، لتكون العودة فى ختام الشهر الماضى بتقديم ابن اخى شخصية «تورا» بطلا للسلسلة المزمع تجديدها. «تورا سان» كانت مؤشرا على تحولات اجتماعية وثقافية مختلفة، كما كانت «عنصر» تأثير قوى على المحيط الآسيوى، وتحديدا فى الصين، التى كان يتوافد سائحوها على المواقع اليابانية التى تظهر فى سلسلة الأفلام الشهيرة.
مهرجان طوكيو للأفلام، كما أكد مخرجه لثالث عام تاكيز هيسماتو، كان يهدف فى هذه الدورة تحديدا إلى الدفع باليابان إلى «دائرة الضوء السينمائى»، وسعيا لذلك، كان تركيزه على أفضل ما تبرع فيه اليابان، مثل القسم الخاص بالرسوم المتحركة، الذى استعرض أحدث الأدوات التكنولوجية فى ذلك المجال، والاحتفاء بجديد الإنتاج السينمائى فى مجال الرعب، الذى تم اقتباس تيماته اليابانية حول العالم فى عدة أفلام. كما تم التمهيد، وفقا لموقع «هوليوود ريبورتو»، لدعم إنتاج شباب السينمائيين الآسيويين من خلال قسم «مستقبل آسيا»، الذى ضم إنتاج شباب السينما من إيران وكوريا والصين والهند والفلبين. ويؤكد مخرج المهرجان، وفقا لتصريحاته التى نقلها «إيكونميك تايمز»، أن الإنتاج السينمائى المقدم فى مجال «الرعب» و»الإثارة» يكشف عن ثراء الإنتاج الآسيوى فى هذا الخصوص، وفى مقدمته «الهوية» للمخرج الفلبينى إيريك ماتي، وغيره من المخرجين الذين استفادوا من إرث آسيا الغنى بالأساطير والروحانيات.
رابط دائم: