رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سامح وهناء..ودعم «التعايش السلمى» بين صغار الصعيد

كتبت ــ دعاء جلال

فى قريتى «حجازة» و«الشغب» بمحافظتى قنا والأقصر، انطلقت مبادرة من نوع خاص نفذها مصريان، شاب قبطى وفتاة مسلمة، هدفها كان ومازال التعامل المبكر مع مقدمات فكر التعصب بين أطفال الصعيد من المسلمين والمسيحيين، وتغليب الفكر المعتدل لتحقيق التقارب بينهم، من أجل تنشئة جيل جديد يحارب التطرف والتعصب الدينى.

يحكى سامح ثابت، مؤسس مبادرة «التعايش السلمى»، عن أنه تعرض لمواقف عدة، منذ سنوات الطفولة الأولى حتى تخرجه فى الجامعة، شكلت وعيه بالتفرقة الطائفية التى يمارسها من يتخذون الدين “ستارة سياسية لهم”، وفقا لتعبيره. وعلى خلفية كل هذه التجارب، وردت لـ”ثابت” فكرة المبادرة بالمشاركة مع هناء كمال، شريكته التى توفاها الله قبل أشهر قليلة، ومازال شريكها فى مبادرة التعايش يحكى عن دورها بتأثر بالغ.

المسألة بدأت، وفقا لثابت (35 عاما)، فى 2017، وبتمويل ذاتى من جهته وشريكته (المرحومة هناء)، كما ظل يشير إليها فى سياق إجاباته على أسئلة “الأهرام”، التى تقوم فى الأساس على خلق أنشطة رياضية وفنية تجمع أطفال الصعيد من المسيحيين والمسلمين، لتجاوز فكرة “الاختلاف” ودعم التقارب. “أول دورات الأنشطة كانت فى قرية هناء، قرية حجازة”، يحكى ثابت عن شجاعة شريكته السابقة التى بادرت بإطلاق مثل هذه المبادرة فى مجتمع بالغ المحافظة فى الصعيد وبالمشاركة مع زميل مسيحى.

ويضيف: “لكن أسرتها كانت سعيدة بالمبادرة وأهدافها، خاصة بعد رؤيتهم تأثيرها الإيجابى على كثير من الأطفال وأسرهم”. وتوالت دورات الأنشطة الموجهة للصغار ما بين الرسم والإبداع باستخدام الصلصال، والمسرح و”البانتوميم”، وكذلك إعادة تدوير المخلفات والموسيقى والألعاب الرياضية. “ساعدت هذه الدورات الأطفال من الديانتين على المشاركة والاندماج بعيدا عن أى اعتبارات”، وفقا لثابت، وهو ما يكرس فكرة التآخى ويدعمها فى مواجهة أى أفكار متطرفة قد يقابلها هؤلاء الأطفال حاضرا أو مستقبلا.

ومن ضمن الأنشطة التى أسفرت عنها المبادرة وحققت أكثر من هدف، كان تشكيل فريق لكرة القدم مختلط من الفتيات والفتيان. الفريق الكروى نجح فى تشجيع الفتيان على تجاوز فكرة التعامل مع الفتاة على أنها محدودة القدرات، واستبدال قناعة أنهن قادرات على المشاركة فى كل شىء بها، مع تشجيع الفتيات فى الوقت نفسه على تجاوز المتوقع وتطوير قدراتهم الرياضية والاجتماعية.

بعض الأنشطة شكلت تحديات أكثر من غيرها، مثل دعوات إفطار رمضان داخل الكنائس، وبمشاركة أطفال مسلمين ومسيحيين مع أسرهم. الفكرة لاقت تجاوبا محدودا فى البداية، ولكن بعد تنفيذها ودمجها بعدد من الأنشطة الترفيهية للأطفال، بدأت أعداد المشاركين تزداد والتجاوب بات أكبر.

“مستقبل المبادرة بدأ بالفعل فى تحقيق أمنية هناء وتحويلها إلى مؤسسة تنموية لخدمة هدف التعايش السلمى”، حيث يوضح “ثابت” أن الأفكار التى يسعى إلى تحقيقها مستقبلا تتضمن تنفيذ “سيارة التعايش السلمى”، التى يفترض أن تستهدف الانتقال بين القرى النائية بأنحاء الجمهورية، و”رابطة التعايش السلمى” التى من المقرر أن تضم شخصيات عامة لتحقيق أهداف التعايش ونبذ الأفكار المتطرفة منذ الصغر.

ثابت متفائل بمستقبل المبادرة، التى حازت على المركز الأول ضمن مهرجان “بنكمل بعض” فى وزارة الشباب والرياضة، واختارتها مؤسسة “أديان” اللبنانية، التى تهتم بمبادئ المواطنة والمعايشة السلمية، لتصوير فيلم تسجيلى عنها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق