رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهر الحياة

بريد الجمعة;

ــ هالة ج. ق: المعاشرة بين الزوجين يجب أن تكون بالمعروف والبر، لقوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء19)، ومن ثم يجب ألا يهين الزوج زوجته لأن هذا ليس من المعروف بل من سوء العشرة، وإن كره الزوج من زوجته خلقًا فعليه أن يتخذ التدابير الشرعية فى إصلاحها.. والحقيقة أن التآلف بينهما قد يكون أنفع من الهجر، فى بعض الأحوال مثل حالتك، فالأولى للزوجة ألا تهجر زوجها وألا تخاصمه؛ لأن الهجر لا يؤتى ثماره غالبا إلا إن صدر من شخص له سلطة وولاية على المهجور، مثل الحاكم مع أحد رعيته، والوالد مع ولده، والزوج مع زوجته، والمرأة عادة ضعيفة مع زوجها، وقد لا يؤثر هجرها له فى زجره، بل قد يؤدى ذلك إلى وقوع محاذير شرعية كتقصيرها فى أداء حقوقه وعدم طاعته فيما لا يجوز عصيانه فيه، وربما يؤدى إلى مزيد من الشقاق، وتفاقم المشكلات بينهما.. لكن إن رأيت أن الهجر سيفضى إلى المقصود منه، وأنه لن يترتب عليه محاذير شرعية فلا بأس أن تهجريه حينئذ، إن كان الهجر لحق الله تعالى، وزجرا له، وما يقصد بالهجر هنا هو تركك الكلام مع زوجك وإعراضك عنه، وعدم الرد عليه إن كلمك، وعدم تناول الطعام والشراب معه، وعدم مشاركته فى الأمور الحياتية المعتادة، ولكن ينبغى ألا يتعدى ذلك إلى منعه من حقوقه الزوجية كالهجر فى الفراش إلا إذا ظلمك وهضم حقوقك؛ لأن امتناع المرأة عن فراش زوجها من كبائر الذنوب التى جاء فيها الوعيد الشديد.. وبصفة عامة فإن الأفضل لكلا الزوجين الصبر على أذى الآخر، والابتعاد عن الانتصار الشخصى والغضب للنفس، بل يجعل غضبه لله سبحانه، وأن يحرص على استمرار الحياة الزوجية، فإن وجد من زوجه الأذى، فينبغى له الصبر ورد الإساءة بالإحسان، والسعى فى الإصلاح باللطف واللين والنصح بالمعروف لقوله تعالى: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت34)، كما يجب النظر فى أسباب المشكلات واتخاذ التدابير الشرعية اللازمة لعلاجها، والتذكر دائما أن الحياة الزوجية قائمة على المحبة والود، والمعاملة بالمعروف والإحسان، وأن سفينة الزواج لا تسير إلا بالتضحية والإيثار، وأن يتنازل كل طرف للآخر، وثواب ذلك عند الله عظيم، وما عند الله خير وأبقى .

..............................

ـ مروة ج. ل: أرجو أن تعلمى أن هناك تأثيرات ضارة للزواج المبكر، وتؤكد ذلك حقائق وأرقام منها أن معدلات الإجهاض ووفاة الأمهات فى أثناء الحمل تتزايد بالنسبة للفتيات اللاتى يتزوجن فى سن مبكرة، ويزداد خطر وفاة الطفل المولود بنسبة ستين فى المائة إذا كانت الأم أقل من ثمانية عشر عاما، كما أن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بنقص الوزن عند الولادة وسوء التغذية وتأخر النمو البدنى والإدراكي، وتتعرض الفتيات اللاتى يتزوجن مبكرا للعنف والاعتداء البدنى والاستغلال أكثر من غيرهن، ويكن أقل سعادة فى حياتهن الزوجية وعلاقتهن الجسدية مع أزواجهن، لعدم إدراكهن كيفية مناقشة الأمور الأسرية، وينجبن عددا أكبر من الأطفال ويتعرضن للإجهاض المتكرر، فلا تنزلقى إلى تزويج ابنتك قبل أن يكتمل نضجها، وتتم تعليمها، وسوف تجد وقتها من هو جدير بها، وإياك والتسرع فى مثل هذه الأمور، ولابد أن تناقشى هذه المسألة مع والدها، ولا تتخذى القرار بمفردك، مع أخذ رأيها هى أيضا بعد أن تكبر وتصبح فى سن مؤهلة لذلك.

..............................

ــ على م. و: يقدم الكثيرون على الطلاق فى كل الظروف والأحوال، حتى لو كانت الزوجة مسالمة ومحترمة لزوجها، فبمجرد أن يميل قلبه إلى أخرى يطلقها حتى لأتفه الأسباب، وليس صحيحا أن الإنسان حر فى أن يطلق لأى سبب، فـ «الكمال بن الهمام» فيلسوف الفقه الحنفي، عندما تطرق إلى الأسباب التى تبيح شرعا الطلاق، قال: «هى الحاجة إلى الخلاص - أى الافتراق - وذلك عند تباين الأخلاق» أى عند تباين الأخلاق والكره؛ كأن تحتقره أو تتعالى عليه، أى أن أخلاق الزوج فاضلة، أما الزوجة فمصابة بأخلاق لا تطاق، وفى هذه الحال لا يمكن للشرع أن يقول للزوج عليك أن تبقى فى عذاب مستمر.

وهناك نوعان من الكره بين الزوجين، نوع لا يؤدى إلى الانحراف، وقد شجع القرآن على تحمله، وأغرى بالصبر عليه، كأن تكرهها لكنها مؤدبة ولا تُسيء إليك، فيقول تعالى «فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلُ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» وهذا الصبر مطلوب والزوج يدفع ثمنه، لكن كل شيء فى هذا الكون له مقابل، يقول المولى عز وجل: «إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا».

والنوع الثانى من الكراهية هو الكره الذى يتسبب فى «البغضاء الموجبة عدم إقامة حدود الله تعالى»، ويقول تعالى: «إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ»، فهناك كره يمكن الصبر عليه وتستمر الأمور، لكنّ هناك كرها قد يدفع الشخص للانحراف والتجاوز فى حق الطرف الآخر، وهذا النوع مبيح للطلاق، فالإسلام دائما يعطى ميزانا للأضرار، والقاعدة هى أن «الضرر الأكبر يزال بالضرر الأصغر»، والضرر الأكبر هنا هو انحراف الزوج إذا استمر مع زوجته، بينما هناك ضرر أصغر وهو الطلاق، لذا نزيل الضرر الأكبر بالضرر الأصغر.

..............................

 وائل ط. ل: هناك خيط رفيع بين الحب والإعجاب, فكم من المشاعر التى شعرنا بها والعلاقات التى دخلناها، ولم نكن نعرف إن كانت مشاعر حب أم إعجاب، والإعجاب بشخص ما يأتى بسبب الإنجازات، والنجاحات، والسلوكيات، والفكر والمعرفة التى حققها، وعندما نعجب بشخص ما، نريد أن نكون مثله ونعتبره قدوة ومثلا لنا، أما عندما نحب شخصا ما، فإننا نحبه سواء يحمل هذه الصفات أو لا، وفى بعض الأحيان يكون هناك تداخل بين الحب والإعجاب، فالشخص الذى أعجبت به أصبح قابلا للوصول إليه، ويتحول الإعجاب إلى مشاعر أخرى قد تكون مشاعر الحب، فلا تحكم على إحساسك ومشاعرك بقرار، وتريث وستصل حتما إلى النتيجة الحاسمة التى تبين لك إذا كانت مشاعرك حبا أو إعجابا.

..............................

ــ نسمة و. ر: الشجار بين الأخوة غالبا ما يكون سببه اختلاف فى وجهات النظر، فلكل واحد منهم شخصيته المستقلة، ورأيه الخاص وهذا أمر طبيعي، وكذلك فإن الغيرة بين الأخوة تكون عادية مادامت لا تتضمن نية لأذية الأخ أو الأخت، ولا تخرج عن حدودها المعقولة. والملاحظ أن نسبة الشجار بين الأخت والأخ أقل من نسبته بين الأختين، ويعود سبب ذلك إلى أن العلاقة بين الأخوات تكون حساسة جدا لأنهن من الجنس نفسه ولديهن المطالب نفسها تقريبا، خصوصا إذا كن فى سن متقاربة مما يجعل العلاقة التنافسية بينهن تأخذ شكلا عنيفا فى بعض الأحيان.

وللشجار والغيرة، إذا كانا فى إطارهما الطبيعى، نتائج إيجابية. ولأن لكل ابن شخصيته وميزته فى التطور والنمو، فإنه على الأهل احترام خصوصية كل ابنة أو ابن، وتجنب المقارنة بينهم، فيزيدون بذلك الحب والتعاون والاحترام المتبادل بينهم، إن الغيرة تنمى روح المنافسة بين الأبناء وتجعلهم أكثر استقلالية. وللوالدان دور أساسى فى تحويل الغيرة بينهم إلى أمر إيجابي، فعندما ينال جميع الأولاد العاطفة ويشعرون بالعدل والمساواة, فإن ذلك يعزز التفاهم والمحبة بينهم. أما الشجار فهو يزيد عند الأبناء قدرة التفاوض، وقبول مبدئى الخسارة والربح واختبار قدرتهم على نيل حقوقهم والأخذ فى الاعتبار حقوق الغير، وكلها أمور تساعد كلا منهم على الانفتاح على المجتمع خارج إطار العائلة، ففى المدرسة مثلا سوف يقابل المراهق نماذج مختلفة من أقرانه الذين يشكّلون بالنسبة له مصدرا للمنافسة.

أما إذا كثرت ظاهرة الشجار بين الأختين إلى درجة أن تصبح يومية، فهذا مؤشر لوجود مشكلة داخلية لدى إحداهما، وغالبا ما تكون الغيرة، وبالتالى يأخذ الشجار شكلا آخر فيبدو عنيفا، وفى هذه الحالة على الأهل التنبه إلى ما إذا كانت إحداهما فى حال غيرة دائمة مع شقيقتها، أما إذا كانت تواجه صداما مع أختها بسبب اختلاف وجهات النظر فهذا شيء طبيعى تعيشه كل مراهقة مع أختها، فابحثى أمر ابنتيك فى ضوء ذلك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق