رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

معركة بين أحمد بهاء الدين وموسى صبرى حول الرئيس السادات

إبراهيم عبدالعزيز

قبل حوالى 33 سنة دارت معركة جادة وطريفة بين كاتبين كبيرين هما أحمد بهاء الدين وموسى صبرى، الأول كان موقفه وسطا لم يبالغ فى خصومة الرئيس السادات ولم يغال فى انتقاده والانتقاص من قدره، كما انفعل آخرون طمست الكراهية بصيرتهم، فلم يروا من القمر سوى نصفه المظلم فقط، أما أحمد بهاء الدين فكان موضوعيا متزنا فى آرائه وأفكاره،أما موسى صبرى فكان محبا للسادات، وفيا لسيرته ومسيرته فى حياته وبعد رحيله، ولذلك كان يشهر قلمه فى وجه منتقديه، ومن هنا قامت هذه المعركة السياسية بين قامتين صحفيتين، تعتبر نموذجا راقيا وموضوعيا فى السجال السياسى، وهذا شأن الكبار دائما، أما سبب هذه المعركة فهو «الأنفلونزا»، وأما محورها فهو الرئيس أنور السادات، وزمنها شهر ديسمبر 1986، ومكانها صفحات الزميلة «الأخبار » التى كان يرأس تحريرها موسى صبرى نفسه، والذى كتب مقالا على الصفحة الأولى ردا على كتاب أحمد بهاء الدين «محاوراتى مع السادات»، والذى كان ينشره على حلقات فى عدد من الصحف العربية، وقد وجد فيها موسى صبرى ما يستوجب التصحيح والتعليق، خاصة وأنه كان طرفا فى واقعة وجد أن ذاكرة بهاء قد خانته فيها، معتمدا على ما سجله بهاء على نفسه أنه فى كل ما كتبه عن السادات كان يستقيه من ذاكرته.

...................................

أما الواقعة التى جعلت موسى صبرى يخرج فيها عن صمته، فيرويها هكذا فى مقاله الذى جعل عنوانه «لعن الله الأنفلونزا.. يا أحمد بهاء الدين» قال فيه: «يتناول أحمد بهاء الدين واقعة حدثت بينى وبينه ولم يكن معنا ثالث، وكانت فى غرفة نومه، وهو طريح الفراش، بسبب الأنفلونزا.. ولعنة الله على الأنفلونزا التى هيأت للكاتب قصة خيالية، وحوارا حدث عكسه تماما، فقد شاء أن يجعل زيارتى وحوارى معه فى سياق الخط الدرامى لقصته، وهو أن السادات ظل يلهث وراءه ويسعى أن يلقاه، وكان دائما يستجيب على مضض وضجر، ولكنه فى هذه المرة قال: لا، لن أقابل السادات. كتب أحمد بهاء الدين أننى طلبته فى التليفون أكثر من مرة، وكان الرد أنه مريض وبعيد عن التليفون، وأننى تصورت أنه يهرب منى، ولذلك فاجأته بالزيارة فى منزله، لأقول له إن السادات تحدث معى طويلا عنه وأنه يريد أن يلقاه، وأن القطيعة بينهما يجب أن تنتهى، ولكن بهاء رفض هذه الدعوة، وأصر على الرفض، لأن السادات ألقى خطابا عنيفا هاجم فيه الكتاب المصريين الذين يكتبون فى صحف عربية، ووجه إليهم اتهامات يرفضها أحمد بهاء الدين، وهو مصر على الكتابة فى الخارج، ولذلك فإن اللقاء لا جدوى منه.. وهكذا سافرت أنا من القاهرة إلى أسوان للقاء الرئيس وحدى، رغم أننى التزمت أمام السادات أن أحضر أحمد بهاء الدين معى».

أما الحقيقة لوجه الله والتاريخ كما يرى موسى صبرى فهى مخالفة لما رواه بهاء الدين تماما، أو كما يقول: «اتصل بى المرحوم أمين عدلى العضو المنتدب السابق لمؤسسة أخبار اليوم، وأبلغنى أن بهاء فى القاهرة، وأنه مريض وأنه يريد رؤيتى، واقترح أمين عدلى أن أكون البادئ بالسؤال عنه، وفعلا سألت عنه تليفونيا وهو الذى رد على، واتفقت معه على زيارته فى اليوم التالى، ولم أعتد فى حياتى أن أقتحم منزل أحد ولو كان من أعز الأصدقاء من غير موعد، وهى ليست المرة الأولى التى أرى فيها أحمد بهاء الدين فى بيته كما ذكر فقد دعيت إلى بيته مع المرحومة زوجتى أكثر من مرة.. وأذكر تماما أن أحمد بهاء الدين قال لى إنه لا يجد الآن مبررا لقطيعة السادات وغضبه منه، إنه يعطى السادات كل العذر لغضبه، ويقدر مشاعره الإنسانية عندما لا يجد قلم أحمد بهاء الدين مناصرا له بعد كامب ديفيد.. هذا صحيح..ولكن بهاء فى المقابل لم يهاجم السادات أبدا فى صحف عربية كما فعل غيره، والتزم بذلك تماما. ثم قال أحمد بهاء الدين: وعلى كل حال فإن موضوع كامب ديفيد قد انتهى تماما.. لقد انتصر السادات، ووضع جميع القادة العرب أمام الأمر الواقع، وكلهم سوف يتبعونه شاءوا أو لم يشاءوا».. ثم قال لى أحمد بهاء الدين: لقد قررت أن أنهى جميع أعمالى فى الكويت، رغم أنهم حريصون على استمرارى، والرئيس السادات يعلم لماذا سافرت، لقد استأذنته فى قبول العمل بالكويت لأننى كنت أريد أن أؤمن أسرتى ببوليصة تأمين كبيرة القيمة.. وهذا تحقق والحمد لله. ثم طلب منى أحمد بهاء الدين بكلمات واضحة لا تحتمل أى لبس، أن أدبر له موعدا مع الرئيس السادات، لكى يشرح له كل شىء . ووعدت بهاء بأننى سأتصل به بعد يومين، من أسوان، لأخطره بما سوف يجرى.وسافرت إلى أسوان، وذهبت فى موعدى للقاء الرئيس السادات، واستمع السادات منصتا لكل ما رويت ولم يقاطعنى.. وفى نهاية كلامى سألت: متى يمكن أن تستقبل أحمد بهاء الدين؟ إنه فى القاهرة ينتظر تليفونا منى. ودهشت لإجابة السادات: ألم يقل لك إنه قرر إنهاء أعماله فى الكويت، وأنه سيعود بعد ذلك لإقامة دائمة فى القاهرة؟.قلت: نعم. قال: إذن سأقابله بعد أن يعود إلى القاهرة، وبعد أن ينهى أعماله فى الكويت. وحيرتنى هذه الإجابة التى لم أكن أتوقعها، وقلت للرئيس السادات: لماذا هذا الموقف يا سيادة الرئيس من أحمد بهاء الدين، إنه كاتب معتدل، وهو وجه مقبول من العرب، وهو فعلا لم يهاجم شخصك أبدا كما فعل الآخرون. وبدأت نبرة السادات فى الحديث تتغير، وعلا صوته وقال فى غضب: كاتب معتدل ومقبول من العرب، على رأسى، ولكننى لن أقابله.. وامسك التليفون وقل له ذلك. قلت: وهل هذا معقول يا ريس، ولماذا لا تكسب كل الأقلام بدلا من أن تخسرها.. الرجل عائد وهو يقول إنك انتصرت فى معركتك مع العرب، وأنك وضعت الجميع أمام الأمر الواقع، وأن الكل سيتبعك. وقد قرر العودة إلى مصر، فكيف يا سيادة الرئيس ترفض لقاءه؟!. وتضاعف غضب السادات وهو يقول بقصد إنهاء الحوار: اسمع.. أنت تخرجنى عن طبيعتى.. ولا يهمنى تأييد كاتب، ولا يهمنى أن يكون بهاء مقبولا أو مرفوضا من العرب، ولكن الذى يهمنى رأيى الشخصى فى أحمد بهاء الدين، إنه كاتب بلا مواقف، إنه دائما يمسك العصا من الوسط.. وأنا لا أحب الذين يرقصون على السلالم.. عد إلى فندقك وأبلغه بالتليفون رأيى بنص كلماتى. وسألت السادات: لم أكن أتصور أن هذه مشاعرك يا ريس.. بهاء انسان معتدل جدا عند مقارنته بغيره، ولا أعرف حتى الآن لماذا هذا الإصرار على عدم رؤيته؟. وعاد إلى السادات غضبه وهو يقول لى: أنا فاهم بهاء أكثر منك.. بهاء لم ينه أعماله فى الكويت، كما ذكر لك، وهو يريد أن يقابلنى فى القاهرة، لكى يعود إليهم فى الكويت، فهو الكاتب الذى نسعى إليه فى القاهرة، إنه يفضل البقاء فى الكويت.. يا موسى.. اسمع أنا تعبت من الحركات دى، خلينا نشوف شغلنا.. إيه مقترحاتك للخطاب؟.

هذه هى القصة كما حدثت تماما، ولست أدرى لماذا تحولت إلى نقيضها فى خيال أحمد بهاء الدين، ولعن الله الأنفلونزا!!، وأقول للعزيز بهاء: «من المستحيل أن يعتمد كاتب على ذاكرته، ولولا أننى سجلت هذا الذى جرى فى مذكراتى، لما استطعت أن ألم بتفصيلاته الدقيقة. بقيت قصة كتبها بهاء، وهى أنه طلب منى أن أبلغ السادات أنه أى بهاء يريد أن يتمتع بالحقوق التى تتمتع بها المطربة شريفة فاضل التى تغنى فى كباريه فى مصر وكباريه فى لندن.. وأنه يطالب بهذا الحق، وبالمساواة مع شريفة فاضل فى كباريهات الصحافة. أقسم غير حانث أننى لا أذكر شيئا من هذه القصة ولا أنفيها».. ولم يتأخر أحمد بهاء الدين فى الرد على موسى صبرى، معترفا أنه فعلا كتب ما كتب معتمدا تماما على ذاكرته، تاركا للقارئ حرية أن يصدق ما يريد، من منطلق رأيه فى مدى صدق كل كاتب من الذين يقرأ لهم، ويضيف مخاطبا موسى صبرى: الغريب أن الواقعة التى نسبتها إليك ليس فيها أى انتقاص منك، فخلاصتها أنك تطوعت بمحاولة رأب الصدع بينى وبين الرئيس، فلم أقل كما ذكرت فى كلامك أن السادات هو الذى طلب منك ذلك، وتطوعت كزميل صحفى لرأب الصدع بين رئيس الدولة وبين زميل صحفى آخر، حسبت أنه مديح لك وليس ذما، حيث أنك تعرف كما أعرف أن الأمر الشائع فى حياتنا الصحفية هو أن «يدس» الصحفى ضد زميله لدى رئيس الدولة أو أى مسئول، كلما سنحت الفرصة، ولذلك فإننى لا أعتقد أن ما رويته عنك هو سبب غضبك ومقالك الطويل على واقعة عارضة تماما، إنما سبب غضبك فى تقديرى هو انتقاداتى لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات، وهو الأمر الذى لا تطيقه على الإطلاق.. وهذا حقك، وهو خلاف فى الآراء والمواقف السياسية لا غير. ولكن اسمح لى أن آخذ عليك طريقة تناولك لبعض الأمور،كوصفك سفرى إلى الكويت لرئاسة تحرير مجلة «العربى»، بأننى فعلت ذلك «لتأمين أسرتى ببوليصة تأمين كبيرة القيمة»، هذا الأسلوب من الإيحاء غير البرىء لا أرضاه لك، فمن المؤكد أنك تعلم أننى كنت رئيسا لتحرير جريدة «الأهرام» عندما أصبت بجلطة فى شرايين الدماغ، أصابتنى بشلل استمر شهرين، وأرسلنى الرئيس السادات بعدها إلى مستشفى البحرية فى أمريكا، حيث استمر علاجى شهورا طويلة أخرى، وقد قبلت رئاسة تحرير مجلة «العربى» بعد هذا المرض، لأن رئاسة تحرير مجلة ثقافية شهرية غير رئاسة تحرير جريدة سياسية يومية كبرى، ولعلك تعلم أن فترة عملى فى الكويت لم تحقق لى مع الأسف «بوليصة التأمين» هذه التى تتحدث عنها أو تتخيلها، فأنت تعلم أن الذى يعمل نظير مرتب شهرى لا يحقق ثروة، فهو ليس تجارة ولا مقاولات ولا استيراد وتصدير.. إلخ، كما تعرف أننى وأنا فى مكانى فى القاهرة قبل ذهابى إلى الكويت، وبعد عودتى منها، تنشر مقالاتى فى أكثر من صحيفة فى العالم العربى وفى أوروبا منذ أكثر من عشر سنوات، وأن هذا يحقق لى دخلا يفوق بكثير أى دخل يمكن أن أحققه من عملى فى الكويت أو غيرها. ذكرت واقعة قولى لك إننى أطلب للكتاب المصريين المساواة مع المطربة شريفة فاضل التى تغنى أسبوعا فى القاهرة وأسبوعا فى لندن، تعليقا على قرار السادات بتخيير الكتاب المصريين بين الكتابة فى مصر أو فى الخارج ولكنك رغم أنك تكتب مذكرات يومية، لم تسجل هذا الحديث، كما سجلت حسب قولك كل جملة خاصة بهذه الواقعة، ربما لسخافة النكتة. والواقعة منشورة فى باب «أخبار الناس» بقلم أبو نضارة.. لقد كان يكفى أن تهاجم الكتاب كله، فأنا وأنت نختلف حول تقييم سياسات كثيرة للرئيس الراحل أنور السادات، دون هذه الزوبعة من التشكيك والغمز واللمز، فإنى حريص على حقائق التاريخ حرصى على مودتك. أحمد بهاء الدين.

ولم يشأ موسى صبرى أن يترك رد أحمد بهاء الدين يمر عليه دون تعليق منه، فنفى نشر واقعة شريفة فاضل فى صحيفة «الأخبار» وتحداه أن يثبت ذلك، وأضاف يخاطبه قائلا: وقبل أن أتناول سطورك بالتعليق، أرجو أن أبرئ نفسى أمام صداقتنا من تهمة الغمز واللمز التى نسبتها لى، وعندما ذكرت قولك لى أنك سافرت الكويت لكى تؤمن أسرتك ببوليصة تأمين كبيرة، فإننى لم أفعل أكثر من أننى رددت ما قلته لى فى «جلسة الأنفلونزا»، فمن أين لى أن أعرف بقصة هذه «البوليصة»؟. وقد وصفت أيها الأخ العزيز الواقعة التى نسبتها لى بأنها عابرة وتافهة، وأنها أزعجتنى بغير مبرر، لأنها فى المقام الأول مديح لى، إذ حاولت رأب الصدع بينك وبين رئيس الدولة.. هذا صحيح، ولكنك أوردت الواقعة بصورتين، صورة تمتدح مسلكى، وأخرى تظهر السادات وهو يسعى إليك لاهثا راجيا متوسلا أن يلقاك. وهذا وجه الغرابة فيما كتبته أنت عن هذه الواقعة، وغيرها من عشرات الوقائع التى سردتها فى كتابك. إن «الأهرام» قد نشر لك مقالا عن وزارة الثقافة، وكانت كامب ديفيد هى الموضوع الأول والأساسى فى ساحة السياسة، فسأل الرئيس السادات المرحوم على حمدى الجمال رئيس تحرير «الأهرام» أمام باقى رؤساء التحرير، وكنا معه فى الطائرة: هل معقول أن يكتب أحمد بهاء الدين عن وزارة الثقافة الآن؟. وسألنى على حمدى الجمال بعدها: ماذا يقصد الرئيس، هل يقصد المنع من الكتابة؟، وكانت إجابتى أن الرئيس السادات لا يقصد المنع، ولكنه يرى أن هذا المقال تهربا من مناقشة موضوع السلام وأؤكد لك يضيف موسى صبرى مخاطبا أحمد بهاء الدين: لو كنت كتبت منتقدا لكامب ديفيد أو لاتفاق السلام، بأسلوبك الموضوعى الرقيق، لما كان هناك جدل حول ما تكتب، وشاهدى على ذلك زميلنا وصديقنا الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى، لم يكن مقرا لاتفاق السلام، وصارح السادات برأيه فى جلسة نقاش طويلة، وكانت وجهة نظره ألا يسمح بسفارة لإسرائيل فى مصر إلا بعد جلاء آخر جندى إسرائيلى، ولم يغضب السادات ولم يمنع الشرقاوى من الكتابة، وعندما استقال الشرقاوى من رياسة مجلس إدارة ورياسة تحرير «روزاليوسف» بعد حملة صحفية عنيفة ضد حكومة ممدوح سالم بعد أحداث 18 و19 يناير، أصدر السادات قرارا بتعيين الشرقاوى رئيسا للمجلس الأعلى للفنون والآداب، بدرجة وزير، واستمر على أطيب صلة بالشرقاوى. إن السادات لم يكن يكدره رأى ينقده أو يعارضه، بل كان يؤلمه أشد الألم ما وراء الرأى الناقد من خفايا. كان السادات يعرفها بحكم خبرته بالأشخاص وعلمه بسلوكهم. كان هذا هو ميزان السادات فى الحكم على الكلمة المكتوبة. وإذا كان صحيحا أن السيدة جيهان السادات قد عرضت عليك أى أحمد بهاء الدين رياسة تحرير «الأهرام»، فأنت أول من يعلم أنها لا تملك حق تقديم هذا العرض، وإذا كانت أرادت أن تجاملك فى جلسة عائلية وبصفتها الشخصية، فإن هذا لا يعنى عرضا من السادات، ومع ذلك فإذا كان السادات راغبا فى أن تتولى رئاسة تحرير « الأهرام « بعد وفاة على حمدى الجمال، فهذا يؤكد أن الرجل يثق فى كفاءتك ونزاهتك، وأنه لا يهتم بالخلاف فى الرأى إذا كان نابعا من موقف شرف واقتناع. وبعد.. فهذه هى الحقائق أيها الأخ الكريم أحمد بهاء الدين، ولسنا فى مجال تبادل الحراب والجراح، ولكننا فى حوار « مودة «، نترك بعده للقارئ أن يحكم لك أو عليك. ونسأل الله جميعا أن يحمى ذاكرتنا ومذكراتنا من غدر «الأنفلونزا» أو غير «الأنفلونزا».. ولك تحيتى وحبى. موسى صبرى.. وكان يمكن لأنيس منصور أن يكون طرفا فى هذه المعركة، فقد اعترف لى أنه ادخر رده فى كتاب مشترك مع موسى صبرى، يصححان فيه لأحمد بهاء الدين بعض الوقائع التى جاءت بكتابه عن السادات، وكانا شاهدين عليها، ولكن هذا المشروع المشترك لم يكتب له أن يتم، فقد مرض موسى صبرى مرضه الأخير، وعاجل القدر أحمد بهاء الدين فغاب عن الحياة من حوله بينما ظل جسده حيا، مما جعل أنيس منصور يصرف النظر عن الرد عليه، فليس من الفروسية أن يصارع بقلمه من لا يملك القدرة على إمساك القلم. رحم الله الجميع فقد كانوا كبارا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق