رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى مهرجان الشارقة السينمائى للأطفال والشباب..
أعمال إنسانية صاغتها القلوب.. ومطالب بميزانيات أكبر

رسالة الشارقة ــ نهاد صالح
> الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى

  • نرمين تدعو للأمل.. وجاد ينتقد «الإنترنت».. والشناوى : الفيلم الذى يقبل عليه الأطفال يحقق ايرادات أعلى

كشفت كواليس مهرجان الشارقة السينمائى للأطفال والشباب فى دورته السابعة عن عدد من الأعمال الفنية التى تمس موضوعات إنسانية صاغتها القلوب، وإبداعات مصرية سينمائية تناولت دعوة نسائية للأمل، وانتقادات مشروعة للاستسلام للإنترنت، ومطالب بزيادة الميزانيات المخصصة للجيل الجديد فى مصر والعالم العربى.

لقد تجاوزت سينما الاطفال والشباب كونها مجرد وسيلة للتسلية أو قتل الوقت أو تذوق الفنون التى تجتمع ضمن إطار الشاشة، إلى ترجمة ما توصلت إليه الشعوب من تقدم وحضارة وما حققته من مكتسبات فى جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها.

فعلى مدار ستة أيام بالعاصمة العالمية للكتاب لعام 2019.. استمتعنا خلال المهرجان بمشاهدة 132 فيلما من 39 دولة، وبعض الأعمال السينمائية المستوحاة من الكتب «وسط أجواء القراءة والمعرفة وتصاميم ديكور مستلهمة من أفلام مأخوذة عن روايات عالمية شهيرة فكان المهرجان ليس للأطفال أو الشباب فحسب بل للعائلات والمؤسسات الحكومية وصناع الأفلام وهواة التصوير، لأن أى نوع من الفن هو عابر للأجيال كما هو عابر للغات والجغرافيا والأعراق».

هذا ماقالته الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى مدير مؤسسة «فن» ومديرة المهرجان الذى ضم كوكبة من المبدعين من مصر ومختلف أنحاء العالم، وعشت تفاصيلها وجمالها.

قصة نرمين المصرية

احتفظت بذاكرتى بكم كبير من تلك الإبداعات والآراء التى صاغتها أسماء مبدعة فى فنون سينما الاطفال والشباب.. فهناك فيلم «أمنيتى» الذى يحكى قصة نرمين الشابة المصرية التى لم تستطيع التكيف مع وفاة شقيقتها وفى لحظة مليئة بالأمل تقرر تحويل حزنها إلى فعل وتنطلق فى رحلة لسبر أعماق أرض الأموات بهدف استعادة اختها وفعلا تعثر نرمين على اختها ولكنها لا تتمكن من إحضارها إلى الحياة مجددا.. لقد أنارت هذه الرحلة قلبها، وخففت من حزنها.


> جوان سلمون - > مصطفى جاد

لا أرى لا أسمع لا أتكلم

أمر ممتع أن نقضى الكثير من أوقاتنا على الإنترنت لكن هل سبق وتساءل أحدنا: إلى أى مدى يمكن أن يذهب بنا ذلك الأمر؟ وماذا سيحدث عندما تتحول الحياة على الإنترنت من مجرد فكرة إلى واقعنا؟

هذا ما قاله المخرج المصرى مصطفى جاد 26سنة وهو من الإسكندرية عن فيلمه القصير «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» الذى شارك به فى المهرجان وكان مشروع تخرجه من المعهد العالي للسينما قسم الرسوم المتحركة،ويحكى كيف يقضى الشخص حياته كلها من خلال الشاشة الزرقاء حتى مماته.

وينتقد مصطفى الاستخدام الزائد لهذا العالم الافتراضى، وقد عرض فيلمه فى كثير من المهرجانات منها اسبانيا الآن ومهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة والمهرجان القومى للسينما وجميع قصور الثقافة وحصل على أفضل فيلم من قبل لجنة التحكيم بمهرجان الأقصر .


> خالد ربيع - > طارق الشناوى

تحلو بالشجاعة

لم يكن الفن منفصلا عن العمل الإنسانى فهو المعبر الأسمى عن الإنسانية فى أجمل صورها.. هذا ما أحسسته حينما شاهدت فيلم «تحلو بالشجاعة»، وتقابلت لأجله مع المخرجة «جوان سلمون» التى ولدت وهى تعانى متلازمة «تريتشر كولينز» وهى حالة جينية فريدة تسبب التشوه بعظام الوجه مما يسبب لها متاعب فى التنفس وصعوبات فى السمع وتعيش فى الوقت الحالى فترة أحلامها كمصممة رسوم متحركة فى إحدى شركات الإنتاج.. وأنجزت فيلمها الذى تروى فيه معاناتها وقصة حياتها الواقعية فلم تسمح للحياة بان تنزل بها الهزيمة، بل مضت وراء شغفها وتحلت بالشجاعة لإرساء أسس السعادة فى حياتها الخاصة.

انتقاد مصرى للميزانية

وبما انه يحظى بخبرة فى النقد الفنى كان علينا أن نسأله عن أهمية هذا المهرجان وخاصة بالنسبة للطفل وللمرأة؟ فقال طارق الشناوى الناقد السينمائى المصري: هناك جزء عميق وواضح فى هذا المهرجان إذ فيه توجه تجاه المرأة والطفل حتى على مستوى التنظيم والعروض والأفلام وجزء كبير منها موجه للفتيات والأطفال ومنح المرأة فى الإمارات جزءا مما تستحقه حيث أصبحت المراة الاماراتية نموذجا للعالم العربى.

وعن رأيه فى سينما الاطفال فى مصر قال: للأسف أقل ميزانيات توجه فى عالمنا العربى للاطفال ولو رجعنا إلى برامج الأطفال الموجهة للأطفال نجد المذيع الذى لم يثق فى نفسه يوضع فى برنامج للاطفال وهذا خطأ كبير لأن البنية التحتية للوطن هم الاطفال، فإذا أردت ان تخلق مجتمعا ناضجا لابد أن تبدأ بالطفل.

ويستطرد قائلا: توقف مهرجان سينما الاطفال فى مصر منذ عام 2012 وذاك لنقص أولًا «الميزانية» وثانياً «الإرادة» وعدم وجود آلية واهتمام حقيقى بسينما الطفل.

ويضيف: اليوم طفل الألفية الثالثة أصبحت عينه ثقافية وبصرية ولديه طموحات اكثر ووجود الفضائيات والميديا والكمبيوتر خلقت لديه نوعا من الثقافة المختلفة وبمفردات مختلفة ولا تستطيع أن تقدم له عملا فنيا بشكل قديم، فالفيلم الذى يقبل عليه الأطفال أصبح هو الذى يحصد أعلى الإيرادات العالمية لأن الطفل هو الذى يقود المسيرة ويجعل أسرته تجلب تذكرة السينما له ولهم، وبالتالى فإن اقتصاديات سينما الأطفال إذا وجهت بطريقة صحيحة، وصنع لهم فيلما جيدا فسوف يحقق رواجا اقتصاديا ويخلق فكرة لمشروع قادم.

خالد ربيع الناقد السينمائى وعضو لجنة تحكيم الافلام التى عرضت بالمهرجان يقول من جهته إن المهرجان منذ أن عرفت عنه فكرة مبهجة فلا يوجد مهرجان خاص بسينما الطفل، إضافة الى فئة الشباب التى زادته أهمية. وهو جدير بأن ينمو ويتوسع، فما ألاحظه أنه محدود الانتشار حتى على مستوى السينمائيين.

وعن أهمية وجود أفلام عربية تضاهى الأفلام الأجنبية التى تبهر أطفالنا قال: أعتقد أن عملية انتاج أفلام عربية للأطفال مهمة شركات الإنتاج المتخصصة فى تثقيف الطفل، وهى قليلة ونادرة، لذا ينبغى على وزارات التعليم تشجيع هذا الاتجاه، بتخصيص مسابقات وتوفير صناديق دعم وتهيئة بيئة صناعية متكاملة لصناعة هذا النوع من الأفلام. سواء أكانت رسوما متحركة أو دراما بشرية... وغنى عن الذكر أن التراث العربى مليء بالقصص التى تحتوى على معارف وعبر وفوائد للأطفال، فأين هى العقول التى تفكر فى استثمار ذلك؟.

ويتابع: هناك بعض الجهود فى بعض الدول العربية لإنتاج أفلام للأطفال، تعرض فى المحطات الفضائية المخصصة، وهى قليلة، لذلك أتمنى أن تطرح هذه القضية فى المنظمات الخاصة بالطفولة وتوضع آلية متكاملة للإنتاج، بمشاركة الأطفال أنفسهم من خلال دعوة المدارس وجمعيات الأطفال.

الحقيقة أن الحكايات لا تنتهى بنهاية الأفلام، بل يبقى صداها فى الذاكرة إلى الأبد، لقد شاهدنا باقة متنوعة من الأعمال السينمائية المتميزة لمخرجين عرب وأجانب، أعمال صاغتها القلوب، وأبدعت فيها الرؤى المتميّزة، أعمال سينمائية ذهبنا معها إلى مدن بعيدة، وعوالم ساحرة، اكتشفنا من خلالها ثقافات العالم، وخصوصيته من أرض الشارقة، لنقدم الحكايات التى تترسخ فى ذاكرة الأجيال الجديدة وتقودهم فى المستقبل لصناعة سينما عربية تعبر عن طموحاتهم وآمالهم، لنكون شركاء فى صياغة حاضر ومستقبل مشرق للأطفال والشباب.

الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمى، اختتمت كلمتها قائلة: «نجدد العهد بمواصلة العمل لإثراء معارف وخبرات الأطفال والشباب السينمائية والإبداعية، لأننا نؤمن بأن الفنون هى المحرك الأساسى للارتقاء بالإنسان والمجتمعات، وهذا العام اخترنا أن نحتفى بالكتاب، الراية الأهم التى ترفعها الشارقة كعنوان لمشروعها الثقافى الكبير الذى أسس له الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ليكون منطلقاً لبناء الإنسان على المعرفة والإبداع والجمال».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق