«الخط» يحارب دون أن يندثر، يؤكد أن دوره الفنى والجمالى سيبقى بعد أن تراجع بنسبة كبيرة دوره الوظيفي، ويبدو أن أحد مكامن قوته الأساسية سيكون فى أيدى عاشقات الخط العربي، ويبدو أن محافظة دمياط المصرية ستكون منصة أساسية لجهود الحفاظ على الخط العربي.
سر ما يجعل «دمياط» مصدرا لعدد كبير من المهتمات والماهرات بفنون الخط العربى فى مصر، التى يشارك 8 منهن ضمن معرض «عاشقات الخط العربي» الذى يبدأ فاعلياته يوم الأول من نوفمبر بالمكتبة الموسيقية فى دار الأوبرا، ويفتتحه الفنان الكبير خضير البورسعيدي، نقيب الخطاطين، بمشاركة إجمالية لـ60 فنانة خط عربى من مصر وعدد من الدول العربية من بينها الجزائر وليبيا والعراق واليمن، بالإضافة إلى إيطاليا.

> لوحة للفنانة نادية نقشارة
توضح رشا القاسم، من أبرز فنانات الخط فى مصر والعالم العربي، وتنتمى لمحافظة دمياط، ملامح السر «أهل دمياط فنانون فى كل ما هو يدوى»، وتضيف أن مواطنى محافظتها يبدعون فى الفنون اليدوية الدقيقة سواء كان ذلك «حفرا لقطع الأثاث» أو «خطا تزينه الزخارف»، ولكن ميزات أهالى دمياط لا تنتهى، «يسعون لتطوير الذات ودعم مواهبهم، حتى بأقل قدر من الإمكانات»، توضح رشا وتضرب المثل بنفسها، فتحكى أنها تخرجت فى المعهد الفني، قسم زخرفة، لتنضم بعده إلى معهد الخط بدمياط لمدة 6 سنوات، أبدعت خلالها فى فنون الزخرفة، واليوم رصيدها لا ينتهى من تنفيذ معارض مستقلة أو مشتركة فى دول عديدة مثل السعودية والإمارات والكويت وماليزيا، تحكى رشا «كنت مدفوعة بمحبة الخط منذ انضمامى إلى المعهد حتى إننى كنت أنفذ مهام الزخرفة للسنوات النهائية منذ العام الثاني، كنت أحب نقل اللوحات القرآنية بالخطين «الثلث» و«الديوانيى» وتفريغها على لوحات زجاجية وخشبية، والبدء فى زخرفتها وإعادة خلقها».
رشا لم تكتف بإلإبداع فى عوالم الخط، كدمياطية بدأ دورها فى تعليمه بعد أن تعلمت، فلسنوات طويلة قامت بالعمل فى معهد الخط الدمياطي، ومدارس التعليم الأزهري، بالإضافة إلى عقد عدد من ورش التعليم فى دول عربية متعددة.
أما نادية نقشارة فترى أنها مثل كل دمياطى تبحث عن التحديات الفنية، فلذلك اختارت «الخط الفارسي» الذى يتسم برشاقة و«شياكة» خاصة به، تجعله الأصعب بعد الخط «الثلث»، فأبدعت فى فنونه وزخرفته، وذلك فى تخصص قليلا ما تدخل أروقته السيدات، وترى أنه مثل كثير من عناصر الفنون التراثية، فإن الخط العربى يعانى تحديات ولكنه فى النهاية « جزء من هويتنا التى يجب الحفاظ عليها».
وترى شيماء الزهري، دمياطية مبدعة فى فنون الخط الكوفى القيروانى والتذهيب، أن محافظتها خرجت عددا كبيرا من المزخرفين، لأنهم أهل فن ودقة، تلك الدقة دفعتها إلى تحد خاص، وهو التخصص فى «الكوفى القيرواني» وهو ذو أصول تونسية لا يدرس هنا فى مصر على شكل واسع، فكان السبيل أن تطلع على كل ما له علاقة بفنها المميز عبر وسائل الاتصال والمعارض المختلفة التى شاركت بها داخل مصر وخارجها.
أعمال الدمياطيات المبدعات ستشارك ضمن معرض «عاشقات الخط العربي» الذى يستمر حتى السابع من نوفمبر تحت إشراف الفنان جودت محمد.
رابط دائم: