رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صباغة القطن دون ماء..
براءة اختراع مصرية تعيد إحياء صناعة النسيج والملابس

أشرف أمين
د. طارق أبوالمعاطى يعرض نماذج القطن المصبوغ دون ماء

  • د.طارق أبو المعاطى: التقنية  طوق نجاة  مع شح المياه..  وموفرة للطاقة بنسبة 30%

 

 

في ظل التحديات الدولية من شح المياه العذبة والحاجة المستمرة لخفض الصناعات المهدرة للطاقة والملوثة للبيئة ، وأملا في تعزيز صناعة النسيج في مصر اعتمادا على التقنيات الحديثة، نجح فريق بحثي مشترك من كلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط والمركز القومي للبحوث في الحصول على براءة اختراع عن صباغة منسوجات من القطن الخام دون ماء.

الابتكار الذي تم عرضه أخيرا بمعرض القاهرة الدولي السادس للابتكار يمثل نتاج خمس سنوات من العمل البحثي المستمر لنقل التكنولوجيا من اليابان ثم تطويرها على مستوى الصبغات والمثبتات والتقنيات البحثية والصناعية.

يقول د. طارق أبو المعاطي الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط إن الصباغة الجافة تطبق على المستوى الصناعي منذ 8 سنوات فى العديد من دول العالم بعد جهود بحثية لأكثر من 30 عاما لفرق بحثية بألمانيا لاستبدال الماء بغاز ثاني أكسيد الكربون في عملية الصباغة. حيث يتم تعريض الغاز لمعدلات ضغط وحرارة مرتفعين بما يسهم فى تمتع ثاني أكسيد الكربون بخواص السائل والغاز، وبالتالي تتم عملية الصباغة بأقل قدر من الطاقة والكيماويات ودون ماء.

ورغم نجاح العديد من الدول الأوروبية والآسيوية فى توطين التكنولوجيا وتصنيع ملابس رياضية باستخدام الصباغة الجافة فإن هناك العديد من التحديات البحثية من أهمها التوصل لصبغات جديدة تتفاعل كيميائيا مع الأقمشج القطنية وملائمة للتقنية الحديثة غير المتوافرة حاليا، أما التحدي الثاني فهو تثبيت الألوان على خامات القطن الخام وهو أمر بالغ الصعوبة فى عدم وجود الماء كوسيط ولم يثبت نجاحه دوليا بالمقارنة بخامات البولي استر والقطن المخلوط بالخامات الصناعية. تلك المشكلات البحثية كانت محل دراسة الفريق المصري وبالفعل نجحنا فى توطين التقنية بدعم من صندوق العلوم والتكنولوجيا والتوصل لأنواع من الصبغات وتقنية لصباغة الأقطان بكفاءة عالية وتم تسجيل ابتكارنا كبراءة اختراع، وللتأكد من كفاءة المنتج تم تجربته على نطاق نصف صناعي فى جامعة فوكوي باليابان وأظهرت النتائج ثبات الألوان على المنسوجات القطنية وجودة الصبغات التي أوصينا بها.

ويشير د. طارق إلى أنه مع تراجع صناعة المنسوجات محليا فإن عودة مصر لهذا المجال الصناعي يجب أن تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيات الحديثة والمتطورة، وهو ما نأمله أن تتحمس الشركات لهذه التقنية الحديثة فهي طوق نجاة لنا مع شح المياه وموفرة للطاقة بنسبة 30% ، ويكفى الإشارة إلى أنه لصباغة قميص واحد يتم استهلاك 25 لتر مياه أضف لذلك تكاليف معالجة المياه بعد الصباغة بما يمثل هدرا للجهد والوقت كل هذه المشكلات تم حلها فى التقنية الحديثة.

ويقول د. عبد الله موسى رئيس قسم الصباغة بشعبة بحوث الصناعات النسجية بالمركز القومى للبحوث، والباحث المشارك فى الدراسة، إن هذا التعاون المشترك أسهم فى توطين خبرات اليابان وألمانيا بمصر كما، استحدثنا صبغات جديدة للصوف والأقطان غير مستخدمة صناعيا، وأضاف أن الصباغة الجافة تم ابتكارها منذ 20عاما على يد العالم الألمانى شولماير وخلال تلك السنوات تطورت التقنية من المستوى المعملي إلى التطبيق الصناعي حيث قامت الشركات الأوروبية بماكينات عالية الأمان لصباغة دون ماء اعتمادا على ثاني أكسيد الكربون. ونظرا لما تتمتع به هذه التكنولوجيا الجديدة من مميزات كثيرة من توفير الكيماويات والأحماض والقلويات والطاقة المستخدمة فى كل من عمليات الصباغة و الغسيل بالإضافة إلى حماية البيئة من التلوث الصناعي وهدر المياه. كما أن نجاح توطين التكنولوجيا بمصر سيشجع دول الخليج على إنتاج ونقل التقنية لتدعيم صناعة الغزل والنسيج وكذلك للتغلب على مشكله نقص المياه العذبة.


د. عبدالله موسى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق