الثقافة الكورية باتت أكثر «إبداعا» في الترويج لنفسها، وتطوير حضورها في كثير من المواقع حول العالم.
إمارة دبي كانت من المراكز التي استضافت أخيرا واحدة من أهم تظاهرات ما بات يعرف بـ «الموجة الكورية»، أو «الهاليو»، في إشارة إلي «الثورة الناعمة» مجسدة في مظاهر الثقافة الكورية الوافدة إلي العالم. بخلاف الحضور القوي لكل ما هو كوري، فإن الأهم، ما كشفه هذا المعرض عن اهتمام متنام من جانب شباب المنطقة العربية والرافدين إليها بملامح الثقافة والترفيه الكوري، من أدوات التجميل، إلي خطوط الأزياء والماركات التجارية التي تحاول مزاحمة نظيرتها الغربية وإن يصعب توقع التفوق لها قريبا، إلي دراما كوريا، والأهم موسيقاها للبوب، التي تعرف بمسمي «كيباب».
فرغم أن اللغة الكورية ليست رائجة في أوساط أهالي الشرق الأوسط، فإن الهوس الشبابي بفرق «البوب» الكوري، وتحديدا فرق SF9 ، و «17»، BTS التي كان لها عروض جذبت المئات خلال المعرض، وحد الحضور الممثل لمختلف الجنسيات الذين رددوا كلمات الأغاني بطلاقة واضحة، واصطفوا لساعات من أجل الحصول علي توقيع أعضاء الفرق. حفلة «BTS» تحديدا كانت أحد أبرز أمثلة نجاحات الـ « هاليو» في العالم وتحديدا الوطن العربي. احتفي ممثلو «الجيش»، وهو المسمي الذي يطلق علي قاعدة معجبي الـ BTS دوليا، في الإمارات بوصول الفريق الذي تم أدراجه ضمن قائمة مجلة التايم للمائة الأكثر تأثيرا علي مستوي العالم خلال عام 2019، وكان أول فريق كوري يقتنص جائزة قائمة الـ «بيلبورد» الأمريكية عام 2017.
استقبالBTS كان حاشدا في تذكرة بنجاحه الكبير خلال الرحلة الفنية التي قام بها قبل أيام إلي الرياض تحت مسمي « حب نفسك، عبر عن نفسك». وسواء في دبي أو الرياض، أكد الفريق الكوري وري وحفلاته أن الـ «هاليو» يتصدر. فعناصر فرق الـ «كيباب» تعد أحد أبرز المشروعات المعدة خصيصا من جانب السلطات الكورية لتحقيق «انتشارها الثقافي»، فيتم تدريبهم علي أيدي وكالات ترفيه متخصصة في إعداد المؤدين المختلفين في مجالات الموسيقي والدراما.
الــ «كيباب» شكلت عنصر جذب مزدوجا لحضور المعرض الذين اهتموا بزيارة الأجنحة وحضور الفاعليات الخاصة بفنون التجميل الكوري. فالتشبه بالأناقة والجمال البسيط للكوريين، جعل ورشة خاصة لخبراء التجميل المتخصصين في التعامل مع نجوم البوب، تحظي بأعلي معدلات الإقبال. فصناعة التجميل الكورية تندرج تحت نطاق الصناعات الترفيهية، حيث تعد كوريا خامس أكبر دولة مصدرة لمستحضرات التجميل في العالم، وثامن أكبر سوق لمنتجات التجميل والعناية الشخصية. وهي صناعة متنامية والفضل في جانب كبير للـ«هاليو».
فكرة الترويج إلي الـ «هاليو» التي يقودها نجوم الغناء والتمثيل الكوري قد بدأت منذ عام 2010، وإلي جانب أهدافها التجارية والاقتصادية، فتسعي هذه الموجة إلي مساعدة الأجيال الجديدة والشابة في كوريا علي التفاعل مع شباب مختلف الثقافات. وكان معرض دبي من أبرز المعارض التي حققت نجاحا كبيرا لموجة الـ «هاليو» وأكدت انتشارها في المنطقة العربية.
رابط دائم: