يتزايد الاستخدام الواسع للبلاستيك فى حياتنا اليومية ويتزايد معها الخطر على الصحة والبيئة وقد اتجه العالم منذ فترة إلى إيجاد حلول بديلة لمواجهة ذلك الطلب المتزايد والضار بصحة الإنسان والمدمر للبيئة البحرية والبرية على حد سواء .
لذلك يمكن التساؤل هل يمكن الاستغناء عن الأكياس البلاستيك.. فى هذا الصدد يشير الدكتور على مصيلحى وزير التموين فى تصريح خاص للأهرام أن استبدال الأكياس البلاستيكية لتعبئة المواد الغذائية بأخرى صديقة للبيئة يتطلب مشروعا قوميا تشارك الدولة فيه بكل أجهزتها ، وهو تحت الدراسة الآن لنشر فكرة استخدام أكياس قابلة للتحلل ، وأطالب كل سيدة مصرية باستخدام أكياس من القماش متعددة الاستخدام.
وينبه المهندس منير بشرى خبير معالجة النفايات أنه لابد من خطوات ممنهجة ومدروسة تبدأ من تشجيع كل المواطنين على استخدام الشنط المصنعة من القماش ، وكذلك تجار السلع لاستخدام الأكياس الورقية مع حظر تداول الأكياس البلاستيكية فى المناطق الساحلية والسياحية ونوادى الغطس ، مع تقديم الدعم المالى من قبل البنوك والدولة لإنشاء مصانع لإنتاج أكياس ورقية وأكياس بلاستيكية قابلة للتحلل ، مع ضرورة نشر الوعى بخطورة تلك الاستخدامات المسرفة على البيئة والصحة .
المجتمع المدنى يتحرك
يقول المهندس احمد ياسين رئيس احدى الجمعيات الاهلية من خلال 28 متطوعا فى الجمعية على نشر الوعى من الخطورة العالية لاستخدام البلاستيك الأحادى مثل الأكياس والأكواب والشفاطات ، وبدأوا نشاطهم فى مدينة الاسكندرية منذ عام ، وصمموا أكياسا من القماش تعادل فى استخدامها 6000 كيس من البلاستيك، ونظموا 4 حملات لتنظيف الشواطئ بالتعاون مع بعض المدارس فى القصير بالبحر الأحمر بمحمية المانجروف وأبيس بالاسكندرية ، وقد تم إزالة ما يقرب من 6 أطنان من الأكياس فى منطقة بحرى بأبى العباس ، وأن الجمعية سوف تركز فى الفترة المقبلة على إقناع الصيادين باستبدال شباك الصيد البلاستيكية بأخرى مصنعة من الحبال .
ومن جانبها تحذر الدكتورة ولاء صفوت نائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على البحر المتوسط من أن خطورة الأكياس البلاستيكية تكمن فى أنها تظل لأكثر من 400 سنة لكى تتحلل ومع خفة وزنها تتطاير وتترسب فى الشعاب المرجانية ، وبعض السلاحف البحرية تتغذى عليها كذلك بعض الأسماك التى يتناولها الانسان وتترسب فى أمعائها ويتناولها الإنسان مما يؤدى لأمراض الكلى والكبد ، كذلك بعض الطيور تتغذى عليها عند تواجدها على الشواطئ وتؤدى لموتها .
يشير أحمد فتحى رئيس إحدى الجمعيات الأهلية إلى أن الجمعية قدمت لرئيس مجلس الوزراء طلبا لإصدار قرار بمنع صناعة وتداول الأكياس البلاستيك لحماية الشواطئ المصرية كما وقعت بروتوكولا يتضمن برامج لتنظيف الشواطئ بالتعاون مع جمعيتين ببورسعيد والاسكندرية لنشر الوعى البيئى ونظافة الشواطئ .
وكشفت المهندسة ميسون نبيل مدير برامج التحكم فى التلوث الصناعى بوزارة البيئة خلال إحدى ورش العمل بالوزارة لوضع ضوابط الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية إلى أن مصر تستخدم 12مليار كيس سنويا بما يسبب أخطارا عديدة بسبب المخلفات البلاستيكية بحريا أو بالحرق المكشوف، كذلك تسبب مشاكل فى الصرف بسبب إلقائها فى المصارف ، وتضيف ميسون أن دراسات مركز تكنولوجيا البلاستيك منذ عام 2017 حتى الآن أظهرت أن حوالى 46 ألف قطعة بلاستيكية ألقيت فى المياه المصرية وسببت اختناقات للأحياء البحرية ، ولذلك وضعت الوزارة برنامج سويتش مات لجمع البيانات لكميات البلاستيك المستهلك فى مصر .
وباستطلاع رأى بعض المواطنين فى مدى معرفتهم بخطورة الأكياس البلاستيك قالت منال عبدالصمد من شبرا الخيمة إنها بعد علمها بذلك صنعت شنطة من القماش من بقايا ملابس قديمة وتفكر فى تصنيعها من الخوص حتى تتحمل احتياجاتها ، كما يشير شريف حسن حارس عمارة إلى أن الأكياس البلاستيك مشكلة فى أنها تسبب أحيانا روائح كريهة إذا استخدمت فى القمامة ، كذلك يقول ابراهيم نوفل شيخ الصيادين ببحيرة المنزلة أن الأكياس البلاستيكية يقذفها تيار المياه على الشاطئ فتلوثه.
للمرأة دور
وحول دور المجلس القومى للمرأة فى نشر التوعية بتلك المشكلة أوضح المهندس عمرو سليمان رئيس لجنة البيئة بالمجلس أن المرحلة المقبلة ستشهد عددا من الحملات المكثفة لتوعية المرأة لحماية أسرتها من كافة الأضرار ، كذلك سوف تكون مدارس الفتيات أيضا ضمن حملاتنا بهدف تجنب استخدام البلاستيك واستبداله بالقماش والورق .
الأضرار السامة
وعن الأضرار السامة للبلاستيك خاصة الأكياس يوضح الدكتور محمود محمد عمرو الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمى أن البلاستيك هو خليط من مواد كيماوية تحتوى على العديد من المذيبات العضوية والتى تذوب عند درجة حرارة من 40 درجة مئوية حتى 50 درجة وبالتالى ينتج عن ذلك مادة شديدة الخطورة وهى الديوكسين وهى مادة مسرطنة وخطورتها أنها تصل أيضا للجنين ، وعند حرقه تكون الكارثة أكبر لأن لديه قدرة جاذبية لعوامل البيئة المحيطة بشكل كبير مما يكون له تأثيرات ضارة على الكبد والكلى.
رابط دائم: