حينما تجتمع مجموعة فنية لعرض خبراتها وأفكارها بانتماءات متنوعة لأفرع الفن التشكيلي، فإن عناصر الإبداع وتبادل الرؤى وتلاحق الأجيال يصبح واقعاً نتلمس أرجاءه، كما فعلت قاعة مشربية للفنون، فى عرض فريد يقام حالياً يجمع بين جدرانه أربعة من الفنانين التشكيليين بخلفيات وأجيال فنية متعددة وهم : الفنان مجدى عبدالعزيز الذى تمكن من ايجاد ساحته الفنية وبصمته التشكيلية منذ سبعينيات القرن الماضى من خلال فن الجرافيك واستلهام خطوطه من تكويناتنا التراثية والشعبية، وعنه تحدث الفنان الراحل احمد فؤاد سليم منذ سنوات: «هذا هو مجدى عبدالعزيز مقارباً لخاصية الفحص والتدقيق متميزا عن أبناء جيله نحن أمام لوحات لا تفصح عن باطنها دون تأمل.. وإيقاعها مبتهل وصوفي».
أما المشاركة الثانية فكانت للفنان الكبير عادل ثابت والذى أثرى الحركة التشكيلية بالعديد من الأعمال ذات التنوع ويغلب عليها أهم عناصر التميز وهو الإبقاء على ممارسة الفن بمنطق الهواية لا الاحتراف، لتبدو لوحاته الزيتية دائماً داخل أجواء من الانطلاق ومفعمة بالكثير من التفاصيل والألوان المستقاة من فنوننا الشعبية وتقاليدنا.
ثم تأتى الفنانة تنسيم المشد فى مشاركتها بلوحاتها الزيتية فى شكل بنائى من الألوان المتراكمة بتكوين تمتزج خلاله أشكال المبانى مع جسد المرأة المتصدر فى أدوار بطولية تعلن عن نفسها بالحجم والكتلة.
أما المشاركة المتفردة والشابة فجاءت من خلال فن الخزف داخل هذا المعرض الجماعى متعدد المجالات، يقدمها الفنان الواعد محمد سمير الجندي، حيث ابتعد بخياله وأدواته التى تشكلت بمحتوى شديد الثراء والرؤية منذ نعومة أظافره من خلال والده الفنان والخزاف سمير الجندى رائد الشكل المعاصر لإحياء فن الخزف الإسلامي، إلا أن الجندى الابن أراد تشكيل هويته وتكوينه المعبر عنه لكن مع الإنتماء لنفس قيمة الطمى المصرى الأصيل، ليعلو بسقف الإبداع ويتمكن من طرح تشكيلات خزفية تراثية، لكنها بأعلى مستويات التقنيات العالمية وبتجارب خزفية ومكتسبات لونية لم تعتد عليها أعيننا لكنها تدهشنا بقدر يجعلنا ننتظر من هذا الفنان المتميز الكثير بالمستقبل.
ويستمر هذا المعرض حتى اواخر شهر أكتوبر الحالي.
رابط دائم: