شهدت صناعة الالماس فى إسرائيل منذ بداية العام الحالى انخفاضا بنسبة 22 % فى صادرات الألماس المصقول، ويرجع ذلك إلى التباطؤ الاقتصادى العالمى والمخاوف التجارية الدولية. وذكرت مصادر فى تل أبيب أن صادرات الأحجار الكريمة فى الشهور الأولى من عام 2019 تراجعت مقارنة بعام 2018 الذى كان عاما قويا نسبيا لصناعة الألماس، ففى الربع الثالث من العام الحالى ،انخفضت واردات وصادرات جميع أنواع الألماس فى إسرائيل بنسبة 28% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى المستوى العالمى تمر تلك الصناعة بتراجع مماثل، على الأرجح بسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، والمخاوف من الاحتجاجات المتصاعدة فى هونج كونج وغيرها من المخاوف الدولية. وقال يورام دفاش، رئيس بورصة الألماس الإسرائيلية ، إن هناك أزمة عالمية وعلى الحكومة مساعدة الصناعة، لأنهم يدركون أن هناك صعوبات فى الوقت الحالى خاصة ان حرب ترامب التجارية مع الصين والاحتجاجات فى هونج كونج تؤثران على هذه الصناعة. فهونج كونج تمثل نحو 30 % من صادراتنا. وحكومة هونج كونج قالت إنه فى الفترة الأخيرة كان القطاع الأكثر تضررا هو صناعة المجوهرات. وقال دفاش إن التجار فى هونج كونج يبيعون مجوهرات بمليارات الدولارات سنويا، معظمها لصينيين من الطبقة المتوسطة والعليا الذين يبحثون عن صفقات أرخص، مما يمكنهم العثور عليه فى الصين نفسها. وأضاف أنه فى الوقت الحالى لا تمنح الحكومة الصينية تأشيرات دخول للسفر إلى هونج كونج بهدف الضغط على رجال الأعمال هناك وإلحاق الضرر بالاقتصاد، وهذا يشكل ثانى أكبر سوق للمجوهرات فى العالم، وقال مسئول آخر من بورصة الألماس الإسرائيلية إن أزمة مالية شملت العديد من شركات الألماس الهندية الكبيرة أثرت على الصناعة العالمية. وأضاف ان الحروب وتراجع الاهتمام بالأحجار الكريمة لدى جيل الشباب كان لهما دور فى هذا التراجع .
ويعد الألماس من أغلى وأخطرالمعادن فى العالم لعلاقته بالحروب والسلاح والتجارة غير المشروعة ، وتعد اسرائيل من كبدى الدول المصدرة له برغم أنها لا تستخرج هذا المعدن من الأراضى التى تحتلها إلا أنها تستورد هذا المعدن النفيس من عدة دول فى أوروبا وأمريكا وإفريقيا و تقوم بصقله وتشكيله .
وتمتلك اسرائيل بورصة الألماس فى مدينة رامات جان قرب تل أبيب وتحتل مركزاً متقدماً فى صناعة صقل الألماس والأحجار الكريمة والملونة لانها تستخدم أجهزة متقدمة فى هذا المجال، بل والعمل على تطوير هذه الاجهزة، فمثلا تستخدم أجهزة لقطع الألماس بالليزر وماكينات تلميع آليا ونظم تصميم بمساعدة الكمبيوتر وتعمل التكنولوجيا الإسرائيلية على تطوير هذه الأجهزة دائما، وأيضا لليهود تاريخ كبير فى هذا المجال حتى من قبل قيام إسرائيل، ويوجد بها أيضا مكاتب لممثلى الشركات العالمية فى مجال تعدين الألماس وممثلون لشركات تجارة الألماس الخام والمصقول .
وصناعة الألماس وتصديره من أهم الصناعات بالنسبة للدولة العبرية لأن صادراته من أعلى العائدات هناك ، فعلى سبيل المثال وصلت صادرات الألماس سنة 2011 إلى 30.1 % من إجمالى الدخل، وفى آخر تقرير لصادراته لسنة 2014 والصادر عن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية جاء فيه انه برغم الصعوبات التى واجهتها إسرائيل هذا العام من خلال الحرب على غزة فإن صادرات الألماس ارتفعت إلى 6.3 مليار دولار . وصناعة الألماس تسهم بنحو 800 مليون دولار سنويا فى إحداث توازن فى ميزان المدفوعات الاسرائيلى ، ويسهم هذا القطاع سنويا بمبلغ مليار دولار فى ميزانية الدفاع الإسرائيلى . وفى محاولة منهم لإيجاد معادن نفيسة فى الأراضى المحتلة منحت الحكومة الإسرائيلية شركة شيفا ياميم عام 2012 ترخيصا بإجراء اختبارات جيولوجية بالقرب من مدينة حيفا .
وإذا نجحت إسرائيل فى استخراج معدن الألماس من هذه المنطقة، فسوف تكون من رواد تصدير الألماس المصقول وغير المصقول فى آن واحد .وبالفعل فى نهاية سنة 2014 أعلنت الشركة فى بورصة تل أبيب أن الهدف الرئيسى من العملية تم بنجاح وأن العينات التى تم فحصها من هذه المنطقة والتى تم العثور فيها على ما يقرب من 168.51 قيراط من الياقوت وغيرها من المعادن النفيسة حسب ما جاء فى بيان الشركة . وصادرات الألماس الإسرائيلى المصقول وهى بمليارات الدولارات سنويا تصل إلى عدة أسواق أهمها الولايات المتحدة الأمريكية التى تصل الصادرات اليها من الألماس المصقول الى 2.4 مليار دولا سنويا و 50% من الألماس الذى يتم شراؤه فى أمريكا يأتى من اسرائيل.
وهناك عدة دول لتوريد الألماس إلى إسرائيل أهمها روسيا وكندا وبعض الدول فى غرب إفريقيا، أهمها الكونغو بناء على اتفاق بين هذه الدول كما هو موضح فى موقع وزارة الاقتصاد الإسرائيلية .
ويرجع تاريخ واردات الألماس من روسيا إلى إسرائيل إلى فترة الهجرات، لأن اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل عملوا كوسيط بين البلدين لنقل الألماس الخام بينهم بأسعار منخفضة نسبيا ،وجاء فى صحيفة معاريف أن هذا الأمر زاد فى عهد الرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسين .
رابط دائم: