رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فكرة للمناقشة

بريد;

صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (446) لسنة 2019، بتسجيل تمثال ديليسبس ضمن الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، وكان أبطال المقاومة الباسلة فى بورسعيد قد أسقطوه من فوق قاعدته كرمز استعمارى بغيض، إبان العدوان الثلاثى الغاشم على مصر عام 1956، ويدور الجدل من آن لآخر حول التمثال لدوافع وطنية صادقة، بين طرفين أحدهما يعارض عودة التمثال إلى قاعدته، أو إلى موقع آخر بالمدينة، حيث يرى فى عودته نزع صفحة مجيدة سطرها أبناء مصر الأبرار بعرقهم ودمائهم، بعد تأميم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس لتجنى مصر ثمارها التى كانت غالبيتها تذهب لفرنسا وانجلترا، ويكاد هذا الطرف يحمل ديليسبس مغبة مطامع الدول الكبرى فى القناة وما نجم عنها، بل ومسئوليته عن إزهاق أرواح عشرات الآلاف من المصريين الذين استشهدوا فى أعمال حفرها طوال عشر سنوات فى ظروف بالغة القسوة.. أما الطرف الآخر المؤيد لعودة التمثال، فيرى أن الموقف أصبح مواتيًا لعودته فى ظل ما تتميز به حاليًا العلاقات المصرية ـ الفرنسية، باعتبار أن دور ديليسبس الأساسى كان هو إحياء فكرة المشروع القديمة وتطويرها وإنجاحها، أما عن عشرات الآلاف من ضحايا الحفر، فلم تكن قد اخترعت - آنذاك - معدات الحفر الحديثة، إذ كانت غالبية أعمال الحفر تجرى بوسائل يدوية تناوب على أدائها نحو مليون فرد، وبالمثل كانت وسائل امداد العاملين بالمؤن ومواد البناء، بالإضافة لوسائل نقلهم وإمدادهم بالطعام ومياه الشرب، وإسعافهم وعلاجهم فى صحراء جرداء.

أيضا يرى المؤيدون أن الزمن قد تغير، وتتغير معه الإمكانات وطبيعة الظروف والأحكام والعلاقات، فها هو الاتحاد الأوروبى على سبيل المثال، يجمع دول أوروبا بروابط وثيقة وأهداف متوافقة وبمصالح مشتركة، بعد فظائع حروب الماضى بينهما، والتى يقدر عدد ضحاياها بالملايين، وبالمناسبة فقد تابعنا مشهد الرئيس الفرنسى الراحل «جاك شيراك»، مشهد استقباله عند زيارته عام 2001 لمدينة الجزائر عاصمة المليون شهيد، وكان وصف وسائل الإعلام للاستقبال بأنه لم يسبق له مثيل منذ استقبال الشعب الجزائرى الرئيس الذى دعم الثورة الجزائرية، وهو الرئيس جمال عبد الناصر فى زيارته للجزائر عام 1963 بعد عام من استقلالها، عقب استعمار جائر خانق ظل جاثمًا فوق أرضها طوال 132 عامًا (1830 – 1962).

نعود إلى التمثال ونترك أمره للجنة محايدة على مستوى عال تضم خبراء فى السياسة والدبلوماسية والتاريخ والثقافة، وأن تراعى اللجنة حق زعماء مصر الذين حرروا القناة فى إقامة تماثيل تليق بدورهم الوطني، وهم: جمال عبد الناصر الذى أممها عام 1956، واستردها كحق لمصر والمصريين، وأنور السادات بطل الحرب والسلام الذى حررها بعد حرب أكتوبر المجيدة وأعاد افتتاحها عام 1975، وتعمد أن يكون حفل الافتتاح يوم 5 يونيو لكى يمحو آثار هزيمة 5 يونيو 1967، ومن الواجب أيضًا مراعاة حق الجندى المصرى المجهول الذى استشهد ودفن تحت مياه القناة، عند اقتحامه خط بارليف فى 6 أكتوبر 1973، ووارت المياه أيضًا أمثاله فى معارك حرب الاستنزاف، وكذلك حق الفلاح الكادح المجهول، ومعاناته فى حفر القناة، وعدم إغفال حق الخديو اسماعيل الذى استكملت القناة فى عهده، وقام بافتتاحها فى 16/11/1869« ستحل ذكرى مرور 150 عامًا على الافتتاح يوم 16 نوفمبر المقبل»، وبعد الافتتاح بعشر سنوات تم نفى الخديو عام 1879 خارج مصر وعمره لا يتجاوز 48 عامًا بأمر من السلطان العثمانى عبد الحميد الثاني، وبتدخل وإيعاز وضغط من جانب انجلترا وفرنسا بحجة تردى موقف مصر المالي، نتيجة بذخ الخديو وكثرة مشروعاته الضخمة، وتوفى وعمره 64 عامًا قضى منها 16 عامًا فى المنفي، ومثلها فى حكم مصر التى أحبها وأنجز الكثير من أجلها ليجعلها قطعة من أوروبا.. أما عن مواقع التماثيل، فيترك أمر تحديدها للجنة المقترحة!

جلال إبراهيم عبد الهادى ــ مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق