رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أوبرا عايدة بمبدعين من مصر

محمد بهجت
مشاهد متنوعة من العرض بدار الأوبرا

هناك بعض الأقوال الشائعة التى تصبح بمرور الوقت من الأحكام الجاهزة المسلم بها ومنها أن الجمهور المصرى لا يتذوق فن الأوبرا ولا يستسيغه.. وهو حكم يثبت عدم صحته يوما بعد يوم بالنجاحات الهائلة التى تحققها عروض الأوبرا العالمية فى مصر.. وربما من أهمها عرض أوبرا عايدة الذى قدم مؤخرا على المسرح الكبير بدار الأوبرا بمبدعين أغلبهم من مصر.

قام بالإخراج الفنان هشام الطلى وتولت الدكتورة إيمان مصطفى الإشراف الفنى كما لعبت دور عايدة بطلة العمل وقدمت جولى فيظى وجيهان فايد بالتناوب الشخصية الرئيسية الثانية أمنيريس والتى ربما يزيد حجم دورها على دور عايدة نفسها كما تناوب فى دور أموناصرو ملك الحبشة المهزوم عماد عادل ومصطفى محمد وتناوب الفنان رضا الوكيل مع جراتسيانو دالافالى فى شخصية رامفيس بينما لعب دور القائد المصرى الشاب راداميس بطل العمل داريو دى فيترى بالتناوب مع انريكى فيرير.. والمدهش أن الجمهور ملأ أكثر من ثلثى القاعة واستمتعوا بالعرض المكون من أربعة فصول ويتجاوز زمنه الثلاث ساعات بالرغم من حاجز اللغة والتى تحاول دار الأوبرا معالجته عن طريق شاشات جانبية تعرض الترجمة باللغتين الإنجليزية والعربية.. وبالرغم من كثرة المونولوجات الطويلة التى يزخر بها عرض عايدة حيث تكون الحركة على خشبة المسرح شبه معتمدة على الممثل الواحد ومدى حضوره وجاذبيته وتأثيره على المشاهدين.. وقد أثبت نجوم العرض المصريون أنهم لا يقلون أبدا مهارة وإمكانيات صوتية وتدريبا عن زملائهم الأجانب.. وثبت أن تجربة المزج بين نجوم أوبرا محليين وآخرين أجانب قد نجحت وربما نشاهد فى القريب عروضا كاملة بفنانين مصريين.. كما أجاد هشام الطلى استخدام عناصر الديكور المبهر والباليه فى تجسيد أجواء القصور والمعابد المصرية القديمة

ولابد من الإشادة بتصميمات الفنان محمد عبد الرازق للديكور حيث استخدم الكتل الكبيرة للتماثيل الفرعونية على جانبى المسرح والعمق بينما وظف باقى أنحاء المسرح لحركة الممثلين والراقصين.. كما لعبت إضاءة ياسر شعلان دورا مهما فى إخفاء شخصيات فى مناطق خافتة مثل أمنيريس وهى تتلصص على حوار عايدة وراداميس ومثل جلوس عايدة فى ظل أحد الأعمدة بداخل القبو الذى سجن فيه حبيبها بحيث يفاجأ برؤيته لها.. وبالطبع أكسبت رقصات أرمينيا كامل الراقية المزيد من الإبهار والمتعة البصرية وملاءمة الأجواء المصرية الفرعونية.. وحاز قائد الأوركسترا كريستان فراتيما تحية خاصة من الجمهور مع بداية كل فصل كما هى تقاليد الأوبرا وتصفيقا مضاعفا عند نهاية العرض.. ولعله يجدر بنا الآن أن نسأل لماذا لم تقدم أوبرات مصرية التأليف والموسيقى برغم كل ما نحمله من تراث وقصص تصلح لذلك المجال.. ولماذا لا نفكر حتى فى إعادة ما لدينا من أوبريتات يختلط فيها الغناء بالتمثيل ولا يصح وصفها بالأوبرا.. ولكنها كانت محاولات رائعة ورائدة فى هذا المجال.. وعندما أعيد تقديم أوبريت ليلة من ألف ليلة تأليف شاعر الشعب بيرم التونسى وتلحين العبقرى محمد صدقى حازت نجاحا هائلا وحققت أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح المصرى فى القطاع العام وأعادت النجم الدكتور يحيى الفخرانى إلى خشبة المسرح التى يعشقها وزامله فيها عدد من كبار النجوم فى التمثيل والغناء.. ولدينا أوبريتات عديدة لبيرم التونسى وبديع خيرى تحمل بصمات أكبر الملحنين مثل سيد دوريش وزكريا أحمد وغيرهما فلماذا لا تكون هناك خطة لإعادة تقديم تلك الأعمال فى محاولة للارتقاء بالذوق العام؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق