رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شخصية كل أسبوع..
«نوبل» بين الحرب والسلام

تقدمه ــ عبير فؤاد
نوبل

ولد المخترع والكيميائي ورجل الأعمال السويدي «ألفريد نوبل» في 21 أكتوبر عام 1833. هذا اليوم يجعل منه شخصا طموحا ومجتهدا، يتمتع بحس عملي ومظهر بشوش وجذاب، لكن بداخله أيضا قسوة وتشدد كبير.

هذا العالِم والمخترع، الذي تحمل جائزة «نوبل» اسمه مولود في برج الميزان الهوائي. الهواء في الأبراج هو رمز للتفكير، وبالفعل كان «نوبل» مفكرا ومخترعا مهما في مجال صناعة الأسلحة التفجيرية وتطويرها.

من أشهر اختراعاته »الديناميت« و«الجيليجنيت« وكانا يستخدمان في البداية بمجال التعدين وبناء شبكات النقل، ثم اخترع »البالستيت« وهي المادة الدافعة في قاذفات الصواريخ. الغريب أن هذا الرجل الذي قام ببناء 90 مصنعا للأسلحة ينتمي لبرج الميزان المحب للعدل والسلام، وبرغم تأكيد »نوبل« علي إيمانه بالسلام ومحاولة توظيف اختراعاته في أعمال سلمية.. هو لم يكف عن التوسع في تشييد مصانع السلاح! إن هذا التناقض في شخصيته يرجع أولا ليوم ميلاده الذي يجعله طموحا بقسوة، وثانيا نشأته.. كان أبوه عاملا في صناعة المتفجرات والصواريخ وقد نشأ »ألفريد« منذ الصغر علي أن هذه الصناعة أمر طبيعي في الحياة لمواجهة الشر بالقوة، وقد يري الميزان أحيانا أن ذلك هو العدل. الميزان أيضا شديد التعلق بعائلته، ومن الصعب عليه أن يعترف بأخطاء الأهل! كما أن طموح »ألفريد نوبل« دفعه لاستكمال توسعه في بناء مصانع أكثر أمنا بعد موت أخيه الأصغر عام 1864 في انفجار جزء من مصنع عائلة »نوبل« في ستوكهولم وأسفر ذلك عن موت خمسة أشخاص، من بينهم أخوه!

الجدير بالذكر أن »نوبل« لم يتزوج بسبب ميله للوحدة ولإصابته بنوبات اكتئاب متكررة. أظن أن إصابة »نوبل« بالاكتئاب فترات طويلة من حياته ترجع للتناقض الذي كان يعيشه بين نشأته وطبيعته المحبة للسلام.

هناك سبب آخر لاكتئاب الميزان أنه يحتاج دائما للشعور بأنه محبوب ومحط إعجاب الجميع، وقد رُفض طلب »نوبل« للزواج مرتين من فتاتين أحبهما.

هذا الاحتياج للحب والإعجاب قد جعل »نوبل« يوصي بجائزة تحمل اسمه لمن يخدم البشرية. في عام 1888 مات أحد إخوته في فرنسا وظن الفرنسيون أن »ألفريد« هو الذي مات.. ونشرت صحيفة فرنسية الخبر بعنوان »تاجر الموت ميت«، وأضافت الصحيفة: »الدكتور ألفريد نوبل، الذي أصبح غنيا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقتٍ مضي، توفي بالأمس«. حينئذ شعر »نوبل« بالذنب وقرر تخصيص جزء من ثروته لمنح خمس جوائز سنوية لأكثر من أفاد البشرية في مجال: الكيمياء والفيزياء والطب والأدب والسلام العالمي. مولود الميزان قد يبحث طيلة حياته عن التألق وبريق الثروة واللمعان، وفي أوج فرحته بالنجاح يتذكر أن كل شيء زائل.. يبتهج بجمال الشمس، لكنه يشعر بالحزن، لأنه يعلم أن التألق الذهبي للشمس وقت الغروب، ليس إلا إنذارا باقتراب الليل، وفي الظلام لن يتبقي له سوي إنسانيته!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق