-
الرئيس الأمريكى ينفى إعطاء تركيا «ضوءا أخضر» للغزو.. ويؤكد: «الأكراد ليسوا ملائكة»
فى الوقت الذى أكد فيه مجلس الأمن الدولى أمس أنه يشعر بالقلق من مخاطر تدهور الوضع الإنسانى فى شمال شرق سوريا وهروب أسرى مقاتلى تنظيم «داعش» الإرهابى بسبب الهجوم التركى فى المنطقة الذى بدأ قبل أسبوع، وجه النواب الأمريكيون فى مجلس النواب أمس توبيخا شديدا إلى الرئيس دونالد ترامب أمس على قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وأيد الأعضاء الديمقراطيون والجمهوريون فى المجلس قرارا فى هذا الشأن، وافق عليه ٣٤٥ نائبا وعارضه ٦٠ فقط.
ووصف القرار أكراد سوريا بـ«شركاء» الولايات المتحدة فى الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى، داعيا تركيا إلى إنهاء عمليتها العسكرية فى شمال شرق سوريا، وحث القرار البيت الأبيض على "تقديم خطة واضحة ومحددة لهزيمة داعش بشكل دائم".
ومن جانبها، قالت رئيسة المجلس نانسى بيلوسى إن اجتماع الزعماء الديمقراطيين مع ترامب فى البيت الأبيض جرى اختصاره بعد أن "انفجر ترامب غضبا" جراء تصويت المجلس بأغلبية ساحقة لصالح قرار يندد بانسحابه من سوريا.
من جهتها، ذكرت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة أن واشنطن دعت أنقرة إلى وقف هجومها فى سوريا وإعلان وقف فورى لإطلاق النار، فى الوقت الذى أوضح فيه السفير الروسى أن تركيا أكدت لموسكو أنها ستحترم وحدة الأراضى السورية.
فى غضون ذلك، أكد ترامب أمس أنه يريد من تركيا أن تفعل «الصواب»، مشيرا إلى أن موقف الولايات المتحدة «رائع من الناحية الإستراتيجية» فى هذه المنطقة، ذلك أن جنودها ليسوا فى طريق الخطر. وقال للصحفيين فى البيت الأبيض، خلال استقباله الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا: «نشاهد، ونجرى مفاوضات، ونحاول دفع تركيا إلى القيام بالأمر الصواب، لأننا نريد وقف الحروب دون تمييز على أساس إنساني»، ونفى الرئيس الأمريكى إعطاء نظيره التركى رجب طيب أردوغان «ضوءا أخضر» لشن العمليات ضد المقاتلين الأكراد فى سوريا. وقال: «قرار الرئيس أردوغان لم يفاجئنى لأنه أراد أن يفعل ذلك منذ فترة طويلة.. وهو يحشد القوات على الحدود مع سوريا منذ فترة طويلة.. لم أعطه الضوء الأخضر، بل عكس الضوء الأخضر».
وأوضح ترامب: «هناك العديد من الدول التى تكره تنظيم «داعش» بقدر ما نكرهه. وأحيانا أكثر منا»، مضيفا أن هذه الدول يجب أن تحل محل الولايات المتحدة. وقال ساخرا: «يمكن أن تحصل سوريا على مساعدة من روسيا، لا مشكلة فى ذلك، فهناك الكثير من الرمال هناك؛ هناك الكثير من الرمال التى يمكنهما الاستمتاع بها».
واستطرد الرئيس الأمريكي: «أفضل دوما استخدام القوة الاقتصادية أكثر من القوة العسكرية، لأن القوة الاقتصادية لا تقتل أحدا»، وذلك فى إشارة إلى فرض عقوبات على تركيا أخيرا عقب العملية العسكرية التى تشنها أنقرة فى شمال شرق سوريا.
وأشار ترامب إلى أن الأكراد الذين تشن تركيا هجوما ضدهم فى شمال سوريا منذ انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة «ليسوا ملائكة.. هم محميون بشكل جيد»، مؤكدا فى الوقت نفسه أن حزب العمال الكردستانى أسوأ من «داعش». وذكر أن تركيا عضو فى منظمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، وأنه يجب أن يكون هناك توافق بين الحلفاء داخل التحالف العسكري، مؤكدا أن الأسلحة الأمريكية فى تركيا آمنة، وقد توجه وفد أمريكى رفيع المستوى أمس لأنقرة، بقيادة مايك بنس، ومايك بومبيو وزير الخارجية، وروبرت أوبراين مستشار الأمن القومى لدفع تركيا لوقف عدوانها على الأراضى السورية.
ومن المقرر أن يلتقى كل من بنس وبومبيو الرئيس التركى اليوم، ذلك بعدما أعلنت الرئاسة التركية تأكيد عقد اللقاء عقب مطالبة الرئيس أردوغان بلقاء نظيره ترامب فقط وليس نائبه.
وهدد الرئيس الأمريكى فى وقت سابق نظيره التركى بفرض «عقوبات مدمرة» على بلاده، فى حال لم ينجح اللقاء الذى من المتوقع أن يجمعه مع بنس.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركى أن وزارة الخارجية تجهز ردا على العقوبات الأمريكية عليها، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ المسئولين الأمريكيين بوضوح أن تركيا لن تعلن وقفا لإطلاق النار، ولن تتفاوض مع المقاتلين الأكراد بسوريا.
وقال إيراهيم كالن:«التهديدات بفرض العقوبات والإدانات لن تثنينا عن حماية مصالحنا الوطنية»، مضيفا : «عمليتنا ستستمر بلا هوادة حتى تحقيق أهدافها».
رابط دائم: