يشهد شهر أكتوبر من كل عام احتفالات مصر والقوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر 1973 المجيد، وتحتفل القوات الجوية هذا العيد بالعيد السابع والثمانين لها ، وقد سطرت قواتنا المسلحة فى حرب اكتوبر ملحمة بطولية شهد لها العالم ، وجاءت بطولات قواتنا الجوية فى الطليعة ، ومنها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه .
الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية عقد مؤتمرا صحفيا بهذه المناسبة ، والقى كلمة، استعرض خلالها نشأة القوات الجوية فى مصر، منذعام 1932 ودورها فى حرب أكتوبر 1973 ، ومراحل تطورها حتى يومنا هذا ، ودورها فى القضاء على الإرهاب وخطط التنمية فى مصر .
وأكد الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، أن القوات الجوية مستمرة فى تنفيذ مهامها بكل عزيمة واصرار دفاعًا عن سماء مصر، وردعًا لأى عدوان على مجالها الجوي، وأنها حريصة على تطوير وتحديث قدراتها من نظم وأساليب القتال الجوى طبقًا لمسرح العمليات المحتمل ، والتهديدات المتوقعة بما يمكنها من حماية ركائز الأمن القومى المصرى ، جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة الاحتفال بالعيد السابع والثمانين للقوات الجوية .
كما أكد الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية، انه تَمْ تَحِديث أُسطُولِنا الجَوى مِن خِلاَل أَحدَث الطَائِراتْ المُجَهزة بالتِقنِيات الحديثة والتيِ يمكنها الوصول لأِبعد مًدى ، لِمجَابَهة ما يُهَدد أمن مصر القُومى .
واشار الى أن القوات الجوية تمتلك قدرات قتالية عالية من أحدث أجيال الطائرات المقاتلة « وطائرات الانذار المبكر وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوي، والاباتشى الهجومية ومنظومات الطائرات الموجهة بدون طيار ، بالإضافة الى المنظومات الأرضية الخاصة بالصيانة والاصلاح والتدريب التى تدعم قدرة القوات المسلحة علي فرض السيطرة الجوية على جميع المحاور الإستراتيجية للدولة .
مؤكدا وصول كافة التشكيلات الجوية الى اعلى درجات الاستعداد والكفاءة القتالية، التى تمكنها من تنفيذ كافة الأنشطة التى تسند اليها ، خاصة فى ظل ما تنفذه القوات المسلحة من مهام غير مسبوقة ، لاقتلاع جذور الإرهاب وتأمين حدود الدولة، مشيرا الى تنفيذ العديد من التدريبات والمناورات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة .
ومؤكدا الدعم المستمر الذى تقدمه القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة للقوات الجوية، وذلك لتطوير وتحديث قدراتها من نظم واساليب القتال الجوي . وقال قائد القوات الجوية خلال كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى بالاحتفال بالعيد السنوى للقوات الجوية : إننا نَستعيدُ فى الاحتفال أَعظم الذكريات وأغليَ البُطولاَت وأَروعْ الملاحِم التى سَطَرهَا رِجالْ القوات المسلحة ، وَمِنهم رجال القوات الجوية خِلال حَربْ أُكُتوبَر المَجِيدة ، التى أَعَادت للأمة شَرفَها وللعَسكرِيةِ المصرية كِبريَاءَها وشِمُوخِها ، وأَثبتتْ بالدَلِيلُ الدَامِغُ والبرهان القَاطِعُ أَن النَجاحُ لا يأتى صُدفة ، وأَن إراَدةْ المصريين لاَ تَعلوهَا إرادة بَشَريِة أُخري ودُروسٌ التَاريِخ خَير شَاهِد علَى ذَلِكْ ، فَالمصِريوٌن إذا تَوافَرتْ لَديِهم عَوامِل النَجَاح وتَجَمعواُ خَلَفْ هَدَفْ وَاحِدْ لاَ يُمكِنْ أَن يَصُدهُمْ عَائِقْ أو يَعْتَرِضْ طَريِقُهم حَاجزْ .
معركة المنصورة الجوية ملحمة يتم تدريسها فى المعاهد العسكرية
مستمرون فى تنفيذ المهام بكل عزيمة واصرار دفاعًا عن سماء مصر
وقال الفريق محمد عباس : إننا فِيِ مِثلَ هَذِه الأيَامِ مِنْ كُلْ عَامْ نستَعِيدْ مَعاً ذِكريَ إحدى بُطُولاَتْ نُسُورِ مَصرْ مِن رِجَال قُواتِكمْ الجَويِةْ، وهِى مَعرَكَةْ المَنصُورةْ الجَويةْ يَومِ الرَابِع عَشَر مِنْ أُكُتوبَر عَام 1973، تِلكَ المَلحَمةْ الَتِى يَتِمْ تَدرِيِسْ تَفَاصِيلِها فِى المَعَاهِدِ العَسكَريِةْ ، فَقدْ أَبهَرَ الطيَارُونْ المَصرِيُونْ العَالَم كُلهُ باحترافهم وَشَجَاعَتهِم وَإصْرارِهْم عَليَ تَحقيقِ النَصرْ.
وأكد قائد القوات الجوية إننا خَرجِنا مِن هَذهِ المَعركةٍ المَجيدةٌ بِدروسٍ وعِبَرْ وهى ضَرورة أن نَمتَلك قُواتٌ جويةٌ عَصرية حَديثةْ ومُتطَورةْ، تُواكِب وتُنَافِس أَحِدث المَنظومَات القِتالية فيِ العَالم ، وألا يَكونَ اعتمادنا عَلى مَصدَرْ واَحدٍ لِلسِلاَح بَل نَتنَوع فيِ مَصَادر التَسِليحْ وأَنواع الطَائرات .
مراحل تطور القوات الجوية
وخلال المؤتمر الصحفى عرض الفريق محمد عباس مراحل تطور القوات الجوية منذ إنشائها ، حيث أوضح أنها أنشئت فى عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصري، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية فى ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ، ومراقبة الحدود ومن وقتها شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر ، بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية .
وفى عام 1955 تم البدء فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية ، وهى تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح ، وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل ( الميج و اليوشن والسوخوى ) وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهى الدفاع عن قناة السويس(العدوان الثلاثى 1956) .
وفى نهاية حرب 1967 قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور ، وتصدوا لطائرات العدو وتم منع الطيران الاسرائيلى من اختراق المجال الجوى ، وفى أثناء فترة حرب الاستنزاف فى المدة من 1967 إلى 1970، تمت إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينة للطائرات ، وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 و ميج 19 وسوخوي7 ، وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من المهام ، ومنها توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة فى قلب سيناء ضد جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوي، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدي، ومناطق تجمع قواته فى بداية الحرب، و توفير الغطاء الجوى لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور ، و توفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء وتنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.
تنوع مصادر التسليح
وتأتى المرحلة الثالثة وهى بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر 1973، بدأ تطوير القوات الجوية وكان فى ذلك دروس بارزة مستفادة منها تنويع مصادر التسليح، ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 ، قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا ، وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع ، وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية ، والطائرات المروحية الهليكوبتر، وبعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه».
وفى المرحلة الرابعة مع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يوليو ، والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران كان لابد من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة ، وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة ، وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة، وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتى القوات الجوية فى الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
ملحمة بطولية فى حرب أكتوبر
وعن دور القوات الجوية خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم ، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة ، حيث قامت بالعديد من البطولات ومنها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب ، حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973م ، فى هذا اليوم حاول العدو تنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا ، بهدف إضعاف التجمع لها وإفقادها القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية ، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة، والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة ، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين ، وقد أظهر خلالها طيارونا جرأة وإقداما و مهارات فائقة فى القتال الجوي، واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة ، تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة ، فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة رغم تفوقه النوعى والعددى ، مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة .
مهام جديدة بعد ثورتى يناير ويوليو
وألقى الفريق محمد عباس الضوء على مهام جديدة للقوات الجوية بعد ثورة يناير وحتى الآن حيث أوضح أنه ترتب على قيام ثورتى - 25 يناير ، 30 يونيو- وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط ، وبالأخص دول الجوار مما فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً ، مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهامً إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة، بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة، فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات ، كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية (حق الشهيد) بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء، بمناطق رفح و الشيخ زويد والعريش ، وكذلك مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود ، والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية، التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بالتنسيق مع جميع عناصر القوات المسلحة ، مشيرا إلى انه على الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية، لم يتوقف التدريب لإعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتكمل مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات و مختلف الظروف.
وعن منظومة التطوير فى القوات الجوية ، أكد الفريق محمد عباس أنه يتم التطوير فى القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة ، والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ، وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية ، مجالات مختلفة منها مجال التسليح ، حيث تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام - الرافال- والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح قدرات فنية وقتالية عالية، الطائرات الموجهة المسلحة ، وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضاً طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع ، والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
وأكد قائد القوات الجوية ، أن مجال التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة وتطوير التدريب فى القوات الجوية، يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية ، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم ، لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصي.
والكلية الجوية تستخدم أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية، وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم ، ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية، فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم ، ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران ، كما يتم إعداد الطالب نفسياً وبدنياً بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة ، لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
كما تقوم جهات التأمين الفني، بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم ، لتقديم الدعم الفنى المتكامل كما يتم توفير الرعاية الطبية الشاملة للضباط، وضباط الصف والجنود وتقديم الرعاية الصحية والتأمين الطبى .
وعن الظروف العصيبة التى تمر بها بعض دول الجوار من حالة عدم الاستقرار ومخططات التقسيم ، واستهداف المنظمات الإرهابية لها لتحقيق أطماعها ، فهل هذا كان الدافع وراء تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية؟ ، أكد الفريق محمد عباس، أن ذلك يعد أحد العوامل المؤثرة والتى يتم اتخاذها فى الاعتبار، لأنه يمس جوهر الأمن القومى المصرى لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة تبنى فى الأساس على طبيعة المهام ، والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى ، بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية ، واذا استدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
وحول أهم التدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة وأوجه الاستفادة من هذه التدريبات ، قال الفريق محمد عباس : إن القوات الجوية المصرية دائما محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات ، لتبادل الخبرات ومهارات القتال ..، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام ، مثل (اليرموك) مع الجانب الكويتي، والتدريب المشترك (زايد) مع الجانب الإماراتى ، والتدريب المشترك (حمد) مع الجانب البحرينى ، و التدريب المشترك (فيصل) مع الجانب السعودى ، وهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة ، مثل النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والايطالى ، والتدريب المشترك كليوباترا مع الجانب اليوناني، بالإضافه إلى التدريب المشترك (ميدوزا) مع الجانب اليوناني، والتدريب المشترك (حماة الصداقة)مع الجانب الروسى ، والكثير من الدول الأخرى ،وفى إطار تلك التدريبات تتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات .
وعن تأهيل الفرد المقاتل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب طيارينا والكوادر الفنية خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى الراهن ، أكد الفريق محمد عباس، إن الفرد المقاتل هو الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها ، وهو المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة ، وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب ، يمتلك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادرا على استخدام أحدث المعدات، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل، بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولاً إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى ، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية ، واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب، كما نمتلك نظاماً لتقييم نتائج الاشتباكات الجوية وهو من أحدث النظم فى هذا المجال ، بالإضافة لبرامج تبادل الزيارات والبعثات الخارجية للاستفادة من خبرات الدول المختلفة وردا على سؤال حول مشاركة القوات الجوية أجهزة الدولة فى دعم مسيرة التنمية والمعاونة فى خدمة المجتمع المدنى ، قال الفريق محمد عباس إن القوات الجوية تقوم بدور مهم لمصلحة أجهزة الدولة والقطاع المدنى ، لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية فتكون دائماً فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة، لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين ، وكذلك مكافحة الحرائق كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة.
رعاية آبناء وأسر الشهداء
وأكد الفريق محمد عباس أن القوات الجوية لم تنس أبناءها من أسر الشهداء (الضباط وضباط الصف والجنود) مشيرا إلى أن الوفاء ورد الجميل هو صفه أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء فى لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام ، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى .
كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ (دار القوات الجوية نوادى القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
ووجه الفريق محمد عباس كلمة فى نهاية المؤتمر الصحفى لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية ، هنأ فيها رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، قائلا : أشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر، أنكم تضربون كل يوم مثالاً للتضحية والبطولات، وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجياً لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها، وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه، وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غال ونفيس من أجل الوطن، وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى .
وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية، فهم دائما يقفون مع إرادة الشعب العظيم ضماناً لاستقراره ورخائه، وصوناً لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حرةً أبية .
رابط دائم: