هى والتوازن البيئى

فى رسالة مهمة للدكتور مصطفى شرف الدين ببريد الأهرام تحت عنوان «قليل من الجهد والتكلفة» استعرض الثروة السمكية المهدرة فى بحيرة التماسيح (ناصر سابقا)، نتيجة لتزايد أعداد التماسيح التى توحشت بالبحيرة والتى وصل عددها لأكثر من ستين ألف تمساح، يصل طول بعضها الى ستة أمتار، ويتغذى الواحد منها على ما بين عشرة وعشرين كيلو جراما من الأسماك يوميا، ونتفق معه على أنه طبقا لهذه الأرقام فإننا بذلك ننفق على هذه التماسيح ما يزيد على مليون كيلو جرام سمك يوميا فى الوقت الذى يعانى فيه المواطن غلاء أسعار الأسماك، بل قلة المعروض فى بلد نرى أنه ينبغى أن يكون غنيا بالأسماك المختلفة، بحكم موقعه الجغرافى الاستراتيجى، حيث تمثل الأسماك بالقطع بديلا مهما للحوم التى ارتفعت أسعارها الى حد بعيد وكونها تسهم عمليا فى تخفيض أسعارها.

فإذا كان هناك تجريم لمنع اصطياد هذه التماسيح تحقيقا للتوازن البيئى، فلا شك أن هذه الأعداد تمثل بالتأكيد خللا جسيما بالتوازن البيئى، ومن الضرورى التحكم فى هذه الأمور حتى تكون لبحيرة ناصر ـ وهى أكبر بحيرة صناعية فى العالم ـ أهميتها فى تنمية الاقتصاد الوطنى فى إطار توازن بيئى سليم، ولا تصل الأمور الى الإهدار الكامل لثروتنا السمكية، وعلى الجانب الآخر استعرض الاستفادة بالطرق العلمية من جلود هذه التماسيح، وذلك بالاستعانة بالشركات الأجنبية المتخصصة، فى اصطيادها دون أضرار، ولأن الأمر بات خطيرا، فقد كنت أتوقع أن يهتم أحد المسئولين بالرد على رسالته وتوضيح سبل المعالجة فى خطط مدروسة، والاستفادة بأكبر قدر من عوائد هذه البحيرة الهائلة وسبل معالجة القصور بها، فهل من توضيح لهذا الشأن؟

مجدى حلمى ميخائيل ــ النادى الدبلوماسى المصرى