رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لا يصح أبدا

بريد;

ورد في الصحيحين أن رسول الله قال: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا»، أي وصلوا إلى ما قدموا من عمل وسوف يحاسبون عليه.. وبرغم هذا التوجه النبوي المفعّم بالمعاني السامية التي حثنا عليها الدين الإسلامي إلا أننا كثيرا ما نصادف أنه بمجرد الإعلان عن خبر وفاة شخص ما كانت له أفكار مناهضة لفكر معين، ينتشر على مواقع التواصل وعلى بعض الألسنة سيل من عبارات التشفي والشماتة والسب واللعن يبلغ بها الشطط إلى اعتبار أن وفاته، انتصار للإسلام، وكأن هذا الشخص قد أصبح في منافسة مع الدين، فبقاؤه على قيد الحياة مهددٌ لكيان الدين، وأن بقاء الدين عاليا مرهون بانقضاء عمره.. ألا يدرك هؤلاء أنهم يُهينون الدين بإنزاله من مقامه العالي إلى مصاف إنسان مهما يكن قدره، كما لو أن هذا الدين أصبح هشا وضعيفا للدرجة التي يزلزل كيانه ويهز أرجاءه رأي أو تصرف من كائن أيا كان، والغريب أنهم يعتبرون أنفسهم يحسنون صنعا في سبيل مناصرة للدين ورفع شأنه.. إننا أمام «مفارقة غريبة» تكشف عجز هؤلاء عن فهم حقيقة وعِظمة هذا الدين بكونه مختمرا ببهائه ونوره في حشايا النفوس والقلوب، وحاشا لله أن يَطوله وهن أو فتور حتى لو اجتمع على ذلك قوم بعضهم لبعض ظهيرا، فمهما اختلفنا أو اتفقنا مع شخص، فلن يستطيع ذلك أن يفصم عُرى مشاعر وتعاليم وأفكار قويمة تمتد جذورها عميقة راسخة كالطود العظيم لا تزعجه رياح تأتيه من هذا أو ذاك .. وكيف لا والله جل جلاله بانى هذا الدين والمتعهد بحفظه مهما توالت الأيام والدهور، فهل يريح هؤلاء أنفسهم ويُبعدون الدين عن مستنقع صراعاتنا الدنيوية ليظل نبراسا نمشي على خطاه في سبل الرشاد؟.

عبدالحى الحلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق