جثة مجهولة خلف العمارة

مع أنهم أطفال إلا أنهم يعيشون كغرباء في بيوتهم بعدما فقدوا آباءهم وأمهاتهم الذين لايزالون علي قيد الحياة، فبسبب الإنانية في صراعاتهم وعنادهم وتعنتهم، دمروا حاضر أطفالهم وأفسدوا مستقبلهم كل ذنبهم انهم اصبحوا فقط و سيلة لضغط كليهما علي الآخر.

واحدة من تلك الفئة البائسة طالبة انفصل والداها منذ سنوات وتزوج كل منهما بآخر وصارت له حياته، وعاشت مع أبيها حتي بلغت تسعة عشر عاما وطيلة كل هذه السنوات كانت تتحطم كلما شاهدت زميلاتها ينعمن باستقرار الحياة وتمنت بعد أن كبرت وأصبحت فتاة تتوق لأن ترتمي في أحضان والديها فقد باتت على بعد خطوات من إنهاء دراستها وتنتظر مجئ العريس كأي فتاة لكن الأم مشغولة بحياتها فى بيتها الآخر ولكن الفتاة قررت منذ 6 أشهر أن تترك بيت أبيها لتعيش مع أمها وأختها غير الشقيقة لعلها تجد الدفء الأسري وخلال الأشهر الستة التي قضتها مع الأم والأخت، بدا الموت أقرب إليها من قرار العودة لبيت أبيها فقررت أن تذهب بإرادتها إلي الموت نفسه في غفلة من الجميع.

كان حارس العمارة التي تقيم فيها مع والدتها قد فوجئ بحضور رجال دورية الشرطة الليلية ليخبروه بعثورهم علي جثة خلف العمارة وأثناء استفسار رجال الأمن عما إذا كانت الجثة لفتاة من المقيمين بها حضرت والدتها لتؤكد أنها ابنتها ليفاجأ الجيران بأن هذه السيدة سبق أن أخبرت الجميع بأن لديها ابنة واحدة ولم تذكر أن الفتاة التي حضرت للإقامة معها منذ ستة أشهر هي ابنتها الأخري التي أنجبتها من زواج سابق وكانت تعيش مع طليقها في وسط القاهرة.

وقبل أن تنهي الفتاة المنتحرة حياتها أرسلت لأختها رسالة عبر هاتفها تطالبها بأن تسامحها وتعتني جيدا بدروسها ولا تجعل المشاكل بين والديها والتفكك الأسري وذهاب الوالد للزواج بأخري تسيطر عليها.

كما أرسلت رسالة أخري الي والدتها تشكرها علي الفترة التي قضتها معها وأنها ستترك الحياة وتنتقل إلي الآخرة فلعلها تجد هناك مكانا يسعها بعد ان ضاقت بها الأرض.

وكان المقدم هاني الحسيني رئيس مباحث الدقي قد تلقي بلاغا  بسقوط فتاة من أعلي عمارة سكنية بأحد شوارع الحي، وفور إخطار اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بتوجيه فريق بحث لمكان الواقعة، وتبين  من معاينة اللواء عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وجود جثة فتاة ألقت بنفسها من الطابق الخامس بسبب مرورها بأزمة نفسية.

ومن خلال سماع العقيد عمرو البرعي مفتش المباحث لشهود العيان تم التوصل إلي أن الضحية تقيم بصحبة والدتها وأختها غير الشقيقة داخل شقة بالطابق الخامس وأن لا شبهة جنائية في الحادث..وتم نقل الجثة إلي مشرحة المستشفي وأمر اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بإخطار النيابة التي تولت التحقيق.