رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دمـاء كريم

علاء عبدالحسيب
المجنى عليه في صورة قبل الحادث

بركان غضب سرعان ما انفجر في المنطقة لحظة تلقي سكانها خبر وفاة «كريم» الذي كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفي.. الأهالي كانوا يتوقعون في البداية أن إصابته ربما كانت خفيفة خاصة أنها في الفخذ بعيدا عن المناطق القاتلة في الجسم.. لم يتوقع أحد أنها النهاية التي أودت بحياته.. حتي أصدقائه قرروا تبني حملة علي صفحات «السوشيال ميديا» تطالب بالقصاص لصديقهم الشهم الذي راح ضحية الغدر.. بل تحولت واقعة مقتل الشاب إلى قضية، تحتاج لحلول جذرية وعاجلة منعا لتكرارها.

عقارب الساعة كانت تشير إلي الثامنة صباحًا وقت الذروة .. الشارع كان مكتظًا بالمارة ما بين موظفين كانوا في طريقهم إلي العمل، طلبة يقصدون مدارسهم في الصباح الباكر.. بشارع المدرس بمنطقة الطالبية كان يمكث الشيطان برفقة شقي معروف بين الجميع بسلوكه السييء.. مجرم كان يستعد لارتكاب جريمة جديدة في سلسلة الجرائم التي اقترفتها يداه طيلة أعوامه الخمسة والأربعين التى قضي معظمها ما بين التنقل بين أقسام الشرطة وأسوار السجون.. لم يكن يتوقع أحد السبب الذي كان وراء وقوف هذا العاطل في هذا المكان.. هل كان ينتظر ارتكاب جريمة خطف لأحد طلاب المدارس ؟.. ولم لا وقد سبق اتهامه في وقائع سرقة من قبل.. وسبق اتهامه في قضايا مخدرات وبلطجة وسلاح أيضا، وقد سبق أن ألقي رجال المباحث القبض عليه أكثر من مرة وقررت النيابة حبسه أكثر من مرة في قضايا عدة، لكن كل هذه الأمور لم تردع هذا المتهم.. وقرر أن يواصل مسلسل إجرامه.

الخلافات لم تهدأ بين الشيطان، و«كريم» الذي كان يري دائما أنه لا بد أن يقف في وجه هذا العاطل الذي يروع أهل المنطقة باستمرار.. كان دائما يحذره من أساليب البلطجة التي كان يمارسها علي جيرانه .. كان يراه دائما الأفعي التي تبث سمومها من المخدرات والاستروكس في دماء الشباب ويجب الخلاص منه.. كان يري أن الوقت دائما يسمح بالوقوف في وجه هذا المدمن مهما يكلفه الأمر من تضحيات .. حذرته أسرته أكثر من مرة بالابتعاد عن هذا الشيطان، لكنه كان يري أنه من الجبن أن يسمع منه الاساءة ولا يتحرك.

الخلافات بين العاطل «نبيل» و«كريم» الشاب، الذي لم يكمل العقد الثالث من عمره، لم تكن وليدة الساعة، حيث نشبت بينهما مشادة كلامية في إحدي جلسات الصلح التي عقدت في المنطقة علي خلفية مشاجرة نشبت بينهما خلال عيد الأضحى الماضى، بعدما احتدم خلافهما عقب اعتراض الشاب علي طريقة حديث العاطل السييء مع أحد كبار الجلسة، حيث صدرت منه عبارات سب وإهانة في الجلسة انتهت بالاشتباك بالأيدي.. حاول إثرها الحضور حل الخلاف وتهدئة الوضع بصعوبة.

منذ هذه اللحظة همس الشيطان في إذن رفيقه «نبيل»، يصور له أن ما حدث نهاية لإمبراطوريته وجبروته الزائف، وإهانة كبيرة له تستوجب الانتقام من هذا الشاب خاصة أنه يصغره بقرابة عشرين عامًا .. فانتظر العاطل في الصباح لحظة خروج «كريم» إلي عمله وانهال عليه أمام الأهالي بالضرب بسلاح أبيض، مسددا له طعنة نافذة في الفخذ أفقدته اتزانه وسقط إثرها أرضا.. إلا أن هذه الطعنة وفقا لما أكده الأطباء بمستشفي الهرم تسببت في قطع شريان متصل بالقلب، وأدت إلي وفاة الشاب قبل وصوله إلي قسم الاستقبال. وفور إخطار اللواء علاء سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، تمكن فريق البحث من إلقاء القبض علي المتهم وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة، وتبين أنه يدعي نبيل إبراهيم مسجل خطر فرض سيطرة فئة «ب»، وسبق اتهامه في قضايا اتجار في مخدرات وحيازة سلاح بدون ترخيص وكذلك فرض سيطرة. وأمر اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بإحالة المتهم للنيابة في حراسة مشددة بإشراف العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وأخطرت النيابة التي قررت حبسه علي ذمة التحقيقات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق