تابعت على مدار السنوات القليلة الماضية ما عرف بخطة تطوير التعليم، وهو شىء مطلوب وضرورى للارتقاء بالمنظومة كلها، وبالتالى تخريج جيل فاهم وليس حافظا، وكنت أميل إلى الفكرة، ولكن عند اصطدامى بمنهج الصف الأول الثانوى، فوجئت بما يلى:
ـ مطلوب من الطالب دراسة ثلاثة عشر منهجا فى كل فصل دراسى الذى لا تتعدى مدته ثلاثة شهور ونصف الشهر، والبحث والتحرى والتنقيب عن مواد علمية تدعم النقطة الدراسية من خلال منظومة التابلت، وكذلك الإجابة عن أسئلة مناظرة ومماثلة لما هو موجود فى كل منهج، وبالمناسبة فإننى مع ذلك قلبا وقالبا، لأنه ينمى ملكة الفكر لا الحفظ.. وإنى أتساءل كيف لصبى فى المرحلة الأولى من التعليم الثانوى أن يلم بمناهج ثلاثة عشر كتابا فى مدة قصيرة، ومطلوب منه إعمال العقل والفهم وتدعيم رؤيته من خلال منظومة الكتاب المفتوح والتابلت الذى لم يصل للمدارس حتى الآن.
ـ أليس الأجدر بدء هذا النظام من المراحل الأولى لرياض الأطفال، وبناء أجيال من البداية؟، وترميم البنية التحتية للمدارس حتى تواكب النظام الحديث؟، وأيضا القضاء على التعليم الموازى الذى يضرب منظومة التعليم فى مقتل
ـ كان الصف الأول الثانوى فى كل فصل دراسى يختص بدراسة حوالى سبع مواد، وأعتقد أن ذلك كان جيدا، فالعبرة بالكيف وليس بالكم.
------------
د. أحمد محمد هاشم
أستاذ الكيمياء غير العضوية بالمركز القومى للبحوث
رابط دائم: