بريد السبت - يكتبه: أحمد البرى..
الأمل قائم

ما أن قرأت أن إيران تبنت لهجة تصالحية فى خطابها مع السعودية مؤكدة أنها صديقة للمملكة ومختلف دول المنطقة حتى انتابنى شعور بالسعادة مشوب بالحذر! وزاد على ذلك ترحيب إيران بدعوة محمد بن سلمان ولى العهد السعودى إلى الحوار، واندهشت من حوار على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى قوله: «الالتفات السعودى إلى الحوار سيسهم فى إيجاد الحلول بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية»، وقد عرض الجانب العراقى بغداد كمكان لتنظيم قمة سعودية ـ إيرانية محتملة .

وبرغم توجّسى أن تكون هذه لعبة من حيل القوى العظمى إلاّ أن ما قيل من التصريحات الأخيرة ذكّرنى بما كان يخطر على فكرى دائما من تمنيات، وأنا أنظر إلى خريطة المنطقة، فأرى السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران والعراق وسوريا والأردن واليمن، وأمامها عبر البحر الأحمر مصر والسودان وليبيا والمغرب العربى بجميع دوله، ولولا تضخم أوهام إعادة الامبراطورية العثمانية عند تركيا أردوغان على حساب الأمة بالإضافة إلى حلمهم البعيد بالانضمام للاتحاد الأوروبى لكانت إضافة كبيرة لها، وأتعجب وأسأل نفسى: كيف لا يعود هذا التجمع الإسلامى كيانا قويا يحسب له العالم ألف حساب، كما كنا خاصّة إذا اتّحد ونبذ الخلافات وإثارة النزعات العرقية والطائفية والمذهبية، وهو يملك الموارد الطبيعية الجبارة عصب الاقتصاد العالمى .

وبرغم ما يحدث لهذه الأمّة ما بين انهيار وتمزق وتقسيم واحتضار لبعضها، فإن الأمل قائم لو تمت مبادرات مخلصة بين بعضها البعض، ولو اتبعنا تعاليم الدين الإسلامى الصحيح لاستطعنا استرجاع أمجاد الحضارة الإسلامية فما زالت عندنا الثروات والعلم والعلماء والجيوش التى تستطيع الدفاع عن هذا الكيان ضد الطامعين والمغتصبين على ألاّ نسمح لهم ببث الفرقة ودق الأسافين بين دولنا وحكامنا، ولنأخذ العبرة من دول الغرب، فتختفى النزاعات بينهم مهما كبرت عند تلاقى المصالح ضد أى عدو خارجى، وبرغم الخلافات الشديدة بين المذاهب المختلفة عندهم، ولو كان ما أفكر فيه أضغاث أحلام إلاّ أننا يجب أن نتأسّى بكل الأمم التى استيقظت من نومها العميق وتغلبت على مشكلاتها بالجهد والعزيمة والإصرار على اللحاق بركب الأمم التى سبقتها بل والتفوق عليها.

د. مصطفى شرف الدين