كثير من الجدل و التساؤلات والانتقادات طالت العملات الرقمية فى السنوات الأخيرة وعلى رأسها «البيتكوين» و«ليبرا»، حتى باتت محل حديث جميع المنتديات الاقتصادية العالمية، فمتى وكيف بدأت؟!
فى عام ١٩٩٨ ، تحدث مهندس برمجيات صينى يدعى وى داى عن فكرة نظام عملة مشفرة افتراضية يتم تداولها عبر الإنترنت، لم يكن يحكمها فى ذلك الوقت أى هيئة تنظيمية لتصبح الحكومة المتحكمة فى العملة هى نفسها الأفراد الذين يمتلكونها.
وفى عام ٢٠٠٩، ظهرت «البيتكوين» كأول عملة رقمية يتم تداولها. وهى عبارة عن شفرة تميز كل مستخدم عن الآخر دون الإشارة إلى هويته وتخزن فى محفظة إليكترونية سرية ترسل وتستقبل الأموال ولا يمكن معرفة صاحبها ولها قواعد خاصة منها سجلات المستخدمين الرقمية وسجل «بلوك شين» الذى يراقب ويعالج كل التعاملات.
ورغم ظهور عدد لا حصر له من العملات الرقمية منذ عام 2014 وأشهرها«ريبل» و«نيم» و«إيثريوم» إلا أن البيتكوين هى التى تتربع على عرش العملات الرقمية الآن فبدأت سعرها الرسمى فى عام ٢٠٠٩ عند مستوى ٠،٠٠١ دولار، وتجاوزت الدولار للمرة الأولى فى ٢٠١١ عند ١٫١ دولار، ثم قفزت أعلى من ١٠٠ دولار لأول مرة عام ٢٠١٣، بينما تراجعت أمامه عام ٢٠١٤ بعد أن خسرت ٥٧ ٪ من قيمتها و سرعان ما قفزت عام ٢٠١٧ بعد أن تداولها أكثر من ٥ ملايين مستخدم، والآن تشهد انتعاشا لم يسبق له مثيل ليتجاوز الـ ٨ آلاف دولار . ورغم ما أثارته البيتكوين فى القطاع المالى العالمى من جدل لاستخدامها فى المعاملات غير القانونية مع سهولة الاختراق حيث تشكل تربة خصبة للقراصنة ورجال العصابات، إلا أن بعض عمالقة القطاع المالى استخدموا هذه العملة وعلى رأسهم «جولدمان ساكس» .
أما مشروع العملة الرقمية الجديدة»ليبرا»التى أعلنت شركة «فيسبوك» إطلاقها بحلول عام ٢٠٢٠ بالشراكة مع أعضاء آخرين فى اتحاد ليبرا، فتواجه الآن أزمة قد تتسبب فى عرقلة عملية ظهورها فى موعدها بعد مغادرة شركة «باى بال» الرائدة فى مجال الدفع عبر الإنترنت الاتحاد، لتصبح أول عضو يخرج من المجموعة، فى الوقت الذى تعيد فيه شركات كبرى النظر فى مشاركتهما فى ليبرا بعد مخاوف أثارها مسئولون فى الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبى من تداولها مع وجود علامات استفهام بشأن الاستقرار المالى وغسيل الأموال ومخاطر خصوصية البيانات. وتختلف عملة الفيسبوك المقترحة عن العملات الرقمية الأخرى فى أنها توفر عنصر الحماية والأمان، حسبما يزعم فيسبوك،حيث تستند إلى أصول تتكون من عملات رسمية حقيقية مستقرة على النقيض من البيتكوين التى تفتقر تماما إلى هذا العامل.
ووفقا لآخر المؤشرات، فقد بلغ إجمالى القيمة السوقية للعملة المشفرة فى منتصف ديسمبر الماضى ١٠٠ مليار دولار وهو أكبر من الناتج المحلى الإجمالى ١٢٧ دولة. ومن المتوقع أن تتجاوز القيمة السوقية للعملات الرقمية التريليون دولار فى المستقبل القريب. هذا بالإضافة إلى أن المستثمرين يجدون فى العملات المشفرة ملاذا آمنا عند تقلبات الأسواق ولاسيما فى حالة تراجع الدولار الأمريكى، كما بدأت بعض الدول بالفعل اقتحام قطاع العملات الرقمية وفى مقدمتها الصين التى تعتزم إطلاق أول عملة مشفرة رسمية ستكون الأولى التى تصدر عن بنك الشعب الصينى ليصبح أول بنك مركزى حول العالم يصدر نسخة رقمية ، وذلك من خلال آلية تضمن استخدام اليوان الصينى فى التعاملات اليومية حول العالم.
رابط دائم: