عالـم بلا نقود

قبل عامين تقريبا، أطلقت شركة «أمازون» عملاق تكنولوجيا المعلومات الأمريكى أول متجر إلكترونى ذكى، أو يمكن أن نقول فائق الذكاء. فالعميل يمرر بطاقته الائتمانية أمام شاشة على باب المتجر، الذى يبدأ بدوره فى محاسبة عملائه لدى سحبهم لأى منتج من رفوف العرض، ليسجله على الفاتورة بمجرد وضعه فى حقيبة الشراء. فالمتاجر الغربية لم يعد أغلبها يتعامل بالعملات النقدية خوفا من عمليات النصب أو التزوير أوالسرقة أو أخطاء المحاسبة. وبالتالى لم يعد هناك حاجة لوظيفة «الكاشير».

هذا التطور ليس جديدا، فهو المسار الطبيعى للتاريخ. ففى عام 5000 قبل الميلاد، عرف الإنسان العملات النقدية لينهى عصر المقايضة ويبدأ عصرا جديدا من التبادلات المالية. وتم اختيار المعدن لصك العملات لتوفرها وسهولة التعامل بها.

وتم تصنيع العملات الوليدة حينها من معدن يمزج بين الذهب والفضة، وحملت أول عملة فى التاريخ صورة أسد يزأر. وعلى الرغم من أن الغرب كان أول من عرف العملة المعدنية، إلا أن كل دولة بدأت فى تصنيع عملتها المميزة.

وسرعان ما انتقل العالم من عصر العملات المعدنية إلى عصر العملة الورقية، وكانت المبادرة هذه المرة من الصين، لتنتشر العملة الجديدة فى عام 960 قبل الميلاد.

والآن يواجه العالم تطورا جديدا، يستغنى من خلاله تماما عن المعاملات النقدية السائلة ويركز بدلا من ذلك على المعاملات والعملات الرقمية الصاعدة بقوة. فى هذا الملف سنلقى نظرة على هذا التطور القادم، والتحديات والمخاوف العالمية التى تواجهه.