ولد الفقيه وعالِم العقيدة والمستشار الحقوقي والشاعر والفيلسوف «جلال الدين الرومى» في 30 سبتمبر عام 1207 أي في القرن الثالث عشر. في علم الأرقام.. الرقم 30 هو رقم «المشترى» أكبر الكواكب مما يجعل مواليد هذا اليوم يتصفون بالطموح وحب التوسع والسفر، ويتمتعون بمواهب خلاقة وبذكاء شديد. ولد «الرومى» في أفغانستان وكبر وتعلم في بغداد، وأكمل دراسته في (قونية) تركيا حاليا، حيث عمل وعاش ومات.. عمل في تدريس العلوم الإسلامية من فقه وحديث، وناقش اللاهوت مع علماء الشريعة، ومع ذلك فإن حبه للمعرفة والسفر دفعه للانتقال إلي دمشق وهو في الثالثة والثلاثين من عمره ومكث بها 4 سنوات، درس خلالها مع نخبة من ألمع العقول الدينية في ذلك الوقت. ثم عاد إلي «قونية» وقد أصبح خطيبا وفقيها وعالما شرعيا يأتيه المريدون من كل صوب.
قال عنه المفكر (عباس العقاد): «يتنافس علي نسبة جلال الدين أربعة أوطان.. بلاد الأفغان وبلاد فارس، وبلاد العرب، وبلاد الترك التي اشتهرت ببلاد الروم. لقد ولد في (بلخ) ببلاد الأفغان في بيت عريق من بيوت العلم والإمارة، ونظم أشعاره بالفارسية والتركية والعربية، نسبه عربي صميم يرجع إلي الخليفة أبي بكر الصديق وعاش في بغداد حينا، وضريحه في (قونية) حيث وفاته. فلا جرم أن تنفتح الأبواب للتنافس عليه.. كل منافس يحرص علي هذه الدرة النفيسة وإنها للحق ذخيرة للحضارة الإسلامية وللإنسانية.. يأخذ منها من يشاء بنصيب موفور».
«جلال الدين الرومى» من برج الميزان (رمز العدل).. اشتهر بمساعدة الناس علي التمييز بين الحق والباطل ومعرفة الجوهر الحقيقي للأشياء.. فيقول مثلا: «توضأ بالمحبة قبل الماء، فإن الصلاة بقلبٍ حاقد لا تجوز». وبما أنه يحمل صفات «فينوس» كوكب الجمال والحب فهو يقدّر الجمال في كل شيء.. جمال الكلمة وجمال الفكر وجمال الأخلاق. يقول (الرومي): «ويسألونك أين تجد الجمال؟ قل لهم في الوجوه التي تستحي من الله». الشخص الميزان هادئ ومفكر ويمد العالم المندفع من حوله بشىء من النضج. كما أنه عاشق حقيقي لجمال الطبيعة والزهور ونلمح ذلك في أقوال (الرومي) الشهيرة ومنها: «ارتقِ بمستوي حديثك لا بمستوي صوتك، فالمطر ينمي الأزهار وليس الرعد». أهم شيء يميّز الميزان تقديره لقيمة الحب. «الحب» لدي الميزان هو الحياة وبالفعل يقول (الرومي): «الحب هو ماء الحياة»! إن فكرة الحب تروق كثيرا لمولود الميزان.. ويقول (الرومي): «قلت للحب: لن أموت حتي أعرفك، قال الحب: من يعرفني.. لا يموت». لذلك ما زالت كتابات الرومي وأشعاره في إعلاء قيمة الحب تعيش معنا.. لقد غنت «مادونا» نجمة البوب الأمريكية إحدي قصائده المترجمة للإنجليزية، وقالت عنه إذاعة الـ«بي بي سي» عام 2007 أنه أكثر الشعراء شعبية بالولايات المتحدة! لقد صدق حين قال: «لا تكن بلا حب، كي لا تشعر بأنك ميت، مت في الحب.. وابق حيا إلي الأبد».
رابط دائم: