رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«دخان المنشطات» يغطى سماء الرياضة فى العالم..
ما حدث لـ«أوناش مصر» صورة مكررة من السيناريو الروسى

> المنشطات كابوس يهدد الدول الكبرى فى اللعبات الفردية

  • الجميع «مذنب» بشهادة المراقبين .. والإصلاح يبدأ من الكواليس

 

بين كل ليلة وضحاها.. تطل على الساحة الرياضية ظاهرة المنشطات بوجهها القبيح، فلم يعد الأمر مقصورا على دول الصف الثاني، بل إن أصحاب الصفوف الأولى بات لهم نصيب الأسد فى هذه الفضائح، وهو ما كشفت عنه التقارير المتتالية للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، وشملت القائمة أسماء كبيرة لها وزنها وفى المقدمة روسيا التى عانت ولا تزال من هذا الوباء ودفعت له ثمنا غاليا من خلال الغياب عن بطولات عالمية ودولية بخلاف التلويح بحرمانها من الدورات الأوليمبية.

واذا كانت رفع الاثقال المصرية دخلت فى هذا الاتون خلال الأيام القليلة الماضية بعد الكشف عن ايجابية عينات عدد من الرباعين والرباعات، مما يدق ناقوس الخطر لباقى اللعبات لاسيما الفردية، فإن التجربة الروسية القاسية فى هذا الجانب تفتح الباب لكيفية مواجهة انتشار هذا الفيروس الخطير الذى يهدد بنسف الشفافية والمصداقية فى الرياضة.

وتعود فضيحة المنشطات الروسية الى تقرير اللجنة المستقلة التابعة للوكالة الدولية عن روسيا بانتهاج «أسلوب تنشيط منظم» للرياضيين لديها، وذلك برعاية حكومية وبعلم وتستّر من مسئولين فى الاتحاد الدولى تقاضوا رشى مالية.

واعترفت الحكومة الروسية بالحاجة إلى إصلاحات فى مؤسساتها الرياضية وهى تقوم بذلك فعلا، وايضا عزمها على التعاون مع اللجنة العالمية لألعاب القوى وتقديم جميع التسهيلات لقيامها بالرقابة والتفتيش.

ويرى الخبير الروسى فلاديمير شاخوف أنه بغض النظر عن قرار اللجنة الدولية بشأن إعادة عضوية روسيا فى الاتحاد الدولى لالعاب القوى من عدمه، فإن فضيحة تعاطى الرياضيين الروس للمنشطات تعكس الحال الذى وصلت إليه الرياضة العالمية، وروسيا ليست الوحيدة فى هذا المجال، فما يحدث فى الملاعب شيء وما يحدث فى الكواليس وبعيدا عن الأضواء شيء مغاير تماما.

وأوضح أن قضية تعاطى الرياضيين الروس للمنشطات ليست الوحيدة، فقد أظهرت الفترة الماضية كما كبيرا من الفضائح المدوية ابتداء من فضائح الفساد الكبرى التى لاحقت الاتحاد الدولى لكرة القدم، مرورا بقرارات لجان التحكيم لمنح شرف استضافة المسابقات العالمية فى عدد من البلدان.

واعتبر شاخوف أن تواطؤ مسئولى الاتحاد الدولى لألعاب القوى يمثل مؤشرا خطيرا على مدى استشراء الفساد فى الرياضة التى يفترض أن تقدم مثالا راقيا للأخلاق والمسئولية، مضيفا أن هذا كله يشير إلى أن منظومة الرياضة العالمية برمتها أصبحت مسرحا لعمليات تداول رشى مالى وفساد، كما أنه يدلل على وجود شبكات تتعدى الرياضيين لتصل إلى المؤسسات الرياضية بإدارييها وأجهزتها الرقابية.

وعبر شاخوف عن اعتقاده بأن الإجراءات العقابية واستبعاد المتورطين ومثول مسئولين كبار للمساءلة القانونية تمثل رسالة قوية من شأنها تطهير المنظمة الدولية من الفساد، وأن تبعث رسالة ردع للمؤسسات الرياضية الدولية الأخري.

وتصادفت هذه الكلمات مع قرار الاتحاد الدولى لالعاب القوى برئاسة البريطانى سيباستيان كو باستمرار ايقاف الاتحاد الروسى، وبالتالى غيابه عن بطولة العالم الأخيرة فى قطر.

ورغم محاولات مسئولى الرياضة الروسية إصلاح ما أفسدته منشطات العاب القوي، فإن الأمر امتد إلى السباحة، فقد كشفت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية بنشر تقرير لها أكدت من خلاله وجود نظام منهجى لتناول المنشطات داخل رياضة السباحة الروسية خلال السنوات العشر الأخيرة.

ووصف تقرير الصحيفة البريطانية، الذى استند فى المعلومات التى أوردها على عدد كبير من المصادر والشهود، حال السباحة الروسية بالمخزي، مشيرا إلى أن هناك العديد من العوامل التى تكفى للحديث عن ثقافة تناول المنشطات بشكل منظم. وأثار التقرير رد فعل قوى من قبل الاتحاد الدولى للسباحة والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «وادا»، اللذين أعلنا بدء سلسلة من التحقيقات.

وكشفت «ذا تايمز» أن السباحة الروسية تستعين بمعامل غير قانونية وتعمد إلى إخفاء نتائج العينات الإيجابية، كما أشارت فى تقريرها إلى سيرجى بورتوجالوف المدير الطبى السابق لاتحاد ألعاب القوى الروسى المعاقب بالإيقاف فى الوقت الراهن.

وأوضح التقرير أن بورتوجالوف كان يقوم بتزويد السباحين بالمواد المحظورة من أجل رفع مستوى الأداء لديهم.

ووصل عدد حالات تعاطى المنشطات المكتشفة فى رياضة السباحة الروسية إلى 40 حالة فى العقد الأخير، لتحتل روسيا المركز الأول عالميا فى هذا الشأن، حسبما أكدت «ذا تايمز»، وكانت آخر الحالات التى تم اكتشافها فى السباحة الروسية تتعلق ببطلة العالم يوليا يفيمو.

وبعد ذيوع أمر التقرير، طالب الاتحاد الدولى للسباحة الصحيفة البريطانية بإمداده بجميع المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، حتى يتسنى له البدء فورا فى إجراء تحقيقات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق