رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ناقوس الخطر

بريد;
بريد الأهرام

أصبحت قضية التغيرات المناخية مثار قلق واهتمام العالم أجمع، شماله وجنوبه وشرقه وغربه، والشغل الشاغل للبشر عموما، وذلك لما ينجم عنها من تأثيرات بيئية بالغة الضرر والخطورة على الكائنات الحية بما فيها الإنسان والحيوان والنبات، بل وأيضا على الجماد من مبان وجسور وطرق وكبارى ووسائل مواصلات.. إلخ، وتتمثل تلك الآثار فى أيام شديدة الجفاف أو شديدة الحرارة، أو فيضانات مدمرة وهلاك وفناء، وتلك الأضرار والمخاطر ليست ببعيدة عن أيامنا التى نحياها الآن، بل هى بالفعل واقع قائم فى حاضرنا الراهن!.. أما فى القرن المقبل كما يتوقع خبراء البيئة، فمن المنتظر جراء الانبعاثات الحرارية ـ إذا استمرت الحال على ما هى عليه ـ أن يرتفع مستوى سطح مياه المحيطات والبحار بمقدار نحو 1/2 متر نتيجة ذوبان كميات هائلة من الثلوج والجليد والأنهار الجليدية على سطح الأرض، وبالتالى سينعكس ذلك حتما على سكان الأرض، ومن فيها، وعلى الحياة عموما!..

لذا فقد استحوذت قضية المناخ على قدر بالغ من اهتمام وتركيز دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة فى نيويورك، وحظيت بوقت كبير من الأوقات المخصصة لمناقشة مشكلات العالم وقضاياه المتعددة المتشابكة المعقدة، وتأتى قضية المناخ فى مقدمتها، حيث أتيح لها فى وجود قادة العالم، وخاصة فى حضور رئيسى أكبر دولتين يتسببان فى القضية وهما الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وهما اللذان لا يدليان بدلوهما بالقدر المناسب فى حلها، فى حين كشفت المنظمة العالمية للأرصاد إلى جانب منظمات علوم المناخ فى العالم أن الفجوة صارخة وآخذة فى التزايد والاتساع، وذلك بين الأهداف التى سبق الاتفاق عليها فى اجتماعات دولية سابقة بمعالجة ظاهرة الاحتباس الحرارى، وبين الواقع الفعلى لتحقيق تلك الأهداف، ودلالة على ذلك ما حدث بالنسبة لاتفاقية باريس 2015 التى وقع عليها رؤساء 175 دولة فى مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وكان من بين أهدافها على سبيل المثال وضع 100 مليار دولار أمريكى كمساعدات تخصصت لمجال المناخ فى الدول النامية، على أن يعاد النظر فى هذا المبلغ عام 2025 على أقصى تقدير، ومن المفارقات أن تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقية فى العام التالى 2016 بعد تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، وأمريكا كما هو معروف أكبر دول العالم فى تمويل المساعدات والمعونات!.

إزاء ذلك وبدافع من الإحساس بالمسئولية، قام الأمين العام للأمم المتحدة بعقد قمتين للمناخ فى اجتماع المنظمة الأخير، الأولى هى قمة الشباب للمناخ، وعقدت للمرة الأولى، وفيها تحدثت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب عن مطالبة الشباب بعمل جرىء فاعل تجاه مشكلات المناخ، وهددت رؤساء العالم وزعماءه مستقبلا أمام صناديق الانتخاب إذا لم يتخذوا الإجراءات المناسبة، أما القمة الثانية، فهى المخصصة لحضور قادة وزعماء العالم، وكانت كلمة الأمين العام البليغة خير معبر عن الموقف البيئى الراهن، والمنتظر، وكأنه يدق ناقوس الخطر والإنذار بقوله: «لن أقف شاهدا صامتا على جريمة تدمير حاضر العالم ومستقبل الأجيال المقبلة، الطبيعة غاضبة ونحن نخدع أنفسنا إذا كنا نعتقد أن بمقدورنا خداع الطبيعة!».

أخيرا فدائما ما يتبادر إلى الذهن سؤال حول البيئة، وهى كما عرفها العلماء ببساطة «إجمالى الأشياء التى تحيط بنا وتؤثر على وجود الكائنات الحية على سطح الأرض، بما فيها الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ.. إلخ».

والسؤال هو: أين عالم البيئة والناشط البيئى الكبير ومؤسس منظمة التحالف لحماية المناخ، والحاصل على جائزة نوبل فى مجال تغير المناخ، وهو السيد آل جور نائب الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون.. وليته يسهم فى حل قضايا البيئة؟.

جلال إبراهيم عبد الهادى

مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق