من أجل ربط البحث العلمى فى مجال توفير الطاقه فى مجال تحلية المياه بالتطبيق العملى والتوسع فى نقل الخبرات على نطاق أشمل، أقيم أخيرا بمحافظة مرسى مطروح أسبوع للمدرسة الصيفية الأولي، أدارها مركز التميز لتحلية المياه بمركز بحوث الصحراء بالتعاون مع مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح تحت شعار «نحو مصادر مياه غير تقليدية مستدامة» بحضور ما يقرب من 25 شابا وفتاة من الطلاب الجامعيين الدارسين والمهتمين بهذا المجال، وعدد من الشباب العامل فى هذا التخصص بهدف توسيع القاعدة العلمية فى هذا العلم، والذى يعتبر من التكنولوجيات الواعدة لتحقيق الأمن المائى لمصر.
فى البداية يقول الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء: إن تكنولوجيا تحلية المياه تحتاج لتخصصات علمية متعددة وخبرات فى مجالات الهندسة وجيولوجيا الأراضى والمياه والهندسة الكيميائية، حيث ان علم التخصصات فيه غير متوافر ويحتاج لتنميته وزيادة الخبرات فيه لإيجاد فرق عمل مختلفة، فالهدف من فكرة هذه المدرسة هو تقريب المسافات لتكوين رؤى علمية موحدة واضحة فى هذا التخصص.
من جانبه قدم الدكتور حسام شوقى رئيس مركز التميز عرضا لبعض محطات التحلية فى مصر والتى تنتج 600 ألف متر مكعب يوميا بقدرات استيعابية متباينة ، حيث ينتج منها 157 ألف متر مكعب فى البحر الأحمر و 172 ألفا بمطروح و70 ألفا بجنوب سيناء و60 ألفا بكفر الشيخ و50 ألفا بشمال سيناء و35 ألفا بالبحيرة، فى حين ينتج على مستوى العالم 100 مليون متر مكعب يوميا لخدمة 300 مليون نسمة فى 150 دولة.
كذلك عرض الدكتور محمد عباس مبروك أستاذ الجيوفيزياء بمركز بحوث الصحراء مراحل استكشاف خزانات المياه الجوفية وكيفية معرفة قدرة الخزان الجوفى الاستيعابية، سواء كان خزانا حرا أو تحت الضغوط البيئية ، كذلك استعرض سيناريوهات السحب الآمن لتحديد فترات السحب يوميا وعدد الساعات وكميات المياه.
وفى زيارة لمحطة تحلية المياه بمنطقة الرميلة بمطروح أوضح الدكتور ابراهيم خالد، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بمطروح أن مشكلة نقص المياه فى مطروح، لم تحل إلا بعد دخول محطتى الرميلة 1 و 2 للخدمة، والآن الرميلة 3 والتى تعد الأولى فى الشرق الأوسط باعتبارها أحدث المحطات والتى تعمل وفق القياسات الألمانية، ومن المنتظر أن يصل إنتاجها إلى 12 ألف متر مكعب يوميا بجانب محطة كليوباترا ، حيث يصل إجمالى مياه التحلية إلى 100 ألف متر يوميا، بالإضافة إلى 20 ألف متر مكعب تصل لمطروح من مياه النيل، ولذلك نحن بصدد إنشاء محطتين قريبا بقدرة استيعابية 70 ألف متر مكعب يوميا .
وفى جولة داخل أروقة محطة تحلية الرميلة 1 و 2 أوضح المهندس أشرف محسن أن استجلاب المياه من البحر يتم عن طريق ماسورة فى مستوى أقل من سطح البحر يتم من خلالها المعالجة لإزالة الأعشاب والأسماك، ثم مرحلة إزالة الرمال تليها فلترة للمياه حتى 5 ميكرون ، ويضيف أن المحطة مزودة بأجهزة حديثة تقلل استهلاك الطاقة فى التحلية بنسبة تصل إلى 50%، وأخيرا تتم إضافة الأملاح لتعويض المياه عما فقدته من أملاح فى عملية التحلية.
كذلك تمت زيارة لنموذج محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية بمركز التنمية المستدامة بمطروح حيث أوضح الدكتور مصطفى ابو الفضل أستاذ كيمياء المياه بمركز التميز أن المحطة قابلة للتحرك والتنقل من مكان لآخر لتناسب البيئة الصحراوية، وتحصل على المياه من خلال آبار إنتاج يتم استقدامها من البحر ويتم إلقاء المياه المالحة المتخلفة عن عملية التحلية فى آبار صرف أرضية متصلة بالبحر وهى طريقة جديدة.. كذلك أوضح أنه قبل إجراء عملية التحلية لابد من وضع الدراسات الجيولوجية والهيدروليكية لاختيار المكان المناسب لإقامة محطة التحلية ، مع مراعاة أن تكون بئر الصرف أعمق من بئر الإنتاج، وتحديد نوعية الطاقة المستخدمة بالرياح أو الشمسية أو مزيج منهما وأيضا تحديد طرق السحب .
وقد تم توزيع الطلاب على مجموعات عمل للتدريب فى معمل الميكروبيولوجى للكشف عن مدى وجود ميكروبات فى المياه وتحديد أنواعها، كذلك فى معامل قياس الأملاح الموجودة فى المياه لتحديد كمياتها بشكل ممنهج، فضلا عن زيارة وادى الحديرة على بعد 120 كيلو مترا من مدينة مطروح لدراسة مناطق حصاد السيول وزيارة الآبار الرومانية الجوفية، حيث أوضح الدكتور محمد يوسف أستاذ الجيولوجيا بمركز بحوث الصحراء كيفية الحصول على معلومات بتقنية الاستشعار عن بعد وتوظيفها فى الاكتشاف والبحث عن المياه الجوفية ومصادر الخزان الجوفى وطرق توظيف صور الأقمار الصناعية فى تحديد مسارات مياه السيول ومخرات السيول والجريان السطحى .
وعن تقييم الدورة من قبل الحاضرين، أشارت الدكتورة نورا شاهين مدرسة مساعدة بكلية الهندسة بإحدى الجامعات إلى أن تنوع الموضوعات طرح رؤية جديدة من أهل الخبرات بجانب الزيارات الميدانية لرؤية محطات التحلية وطريقة حصاد مياه السيول وطرق مواجهتها ببناء السدود، والفروق بين الآبار والخزانات الجوفية وطرق تصميمها وتطهيرها وقياسها، ومع نهاية الدورة وعلى غير العادة قدم الطلبة الحاضرون درعا للفريق العلمي.
رابط دائم: