تعددت مصادر الضوضاء فى مدننا حتى أصبحت بلادنا من أكثر دول العالم تلوثا سمعيا وبصريا.. لن أُعدد هنا مصادر هذه الضوضاء، فكلنا يعيشها يوميا، لكن نوعا جديدا ظهر أخيرا، وربما يكون أقل حدة من حيث الصوت لكنه أطول مدة وأكثر «رزالة»، فأحيانا تكون فى سيارتك منتظرا شخصا أو فى مصلحة حكومية انتظارا لدورك حين يصادفك صانع الضوضاء، وهو لا يحمل طبلة ولا رقا ولا زمارة بائع غزل البنات، ولا ميكروفون الباعة الجائلين.. إنه لا يحمل إلا هاتفا محمولا، لكنه قرر أن يحل كل مشكلاته العائلية والمالية ومشكلات العمل مرورا بتوجيه السباب وبأقذع الألفاظ إلى كل من يأتى ذكره فى المكالمة التى تستغرق وقتا طويلا جدا، وبصوت عال جدا ضاربا عرض الحائط بكل من حوله وغير مبال بأن كل الناس قد عرفت بخلافه مع زوج اخته وبالجمعية التى ستقبضها السيدة والدته أول الشهر.
لا أملك حين أتعرض لموقف كهذا إلا أن أدعو من قلبى أن ينفد شحن بطارية الموبايل.!
د. عاطف شاهين
رابط دائم: