«مقبرة إيزادورا»، من أهم المزارات الأثرية والسياحية بمنطقة تونا الجبل التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، وهي أيضا شاهد علي ما تحتاجه هذه المنطقة من ضرورات التطوير والترويج لها كمركز سياحي.
وتتميز «إيزادورا» ومرقدها الخاص بسمات لافتة، فقد شيدت مقبرتها من الطوب اللبن المغطي بطبقة من الجص، وتتكون من حجرتين صغيرتين مرتفعتين عن مستوي الأرض، وحتي يصل الزائر إليها عليها إعتلاء سلم محدود الدرجات ، يؤدي الي شرفة شيد عليها مذبح، وخلف المذبح يقع باب رئيسي يؤدي إلي الحجرة الأولي االمطلي جدرانها ذات النقوشات البديعة.
أما الحجرة الثانية، فتضم مومياء «إزادورا»، ببنائه الحجري علي هيئة أسد تعلوه قوقعة ذات زخارف ترمز الي المعبودة الفرعونية إيزيس، وفوق هذا المرقد، جثمان إيزادورا.
أما قصة صاحبة المرقد المهيب، فهي فتاة منعمة بنت حاكم مدينة «انتينوبولس»، الاسم القديم لمدينة «الشيخ عبادة» حاليا، عاشت في عهد الإمبراطور «هادريان»، وأحبت أحد الجنود، فرفض والدها هذا الحب، فقرر الحبيبان الهرب إلي العدوة الأخري من النهر، فقد سبقها الحبيب صباحا، وانتظرت هي حتي يحل المساء وأخذت قاربها، الذي انقلب بها لتغرق. انتشل الوالد المكلوم جثمان إزادورا وشيد لها المقبرة المهيبة، ونظم في رثائها الشعر الذي حفر حفرا:، ومنه «وداعا يا صغيرتي فأنت الآن حورية».. ووفقا لسيد عبد المالك عبد الحميد، كبير مفتشي آثار ملوي، فإن الأثري المصري الشهير سامي جبرة، هو من اكتشف مقبرة إيزادورا في الثلاثينيات.
وفصول القصة لا تنتهي، فقد أصبحت ملهمة للكاتب الكبير طه حسين، الذي تجاورت استراحته مع مقبرتها. فأطلق عليها لقب «شهيدة الغرام»، وكان يزور قبرها مساء، حاملا البخور والشموع، وترجح المصادر أنه استلهم من فجيعتها، فكرة روايته «دعاء الكروان».
ومازالت إيزادورا تشغل بال الكثيرين، فيتناقل حراسها القصص حول رؤيتها أحيانا متجسدة أمامهم مساء في سماء « تونا الجبل».
رابط دائم: