رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حصون سيناء وقلاعها.. أسرار العمارة والتاريخ

كتبت ــ فتوح سالمان

سيناء صاحبة التاريخ ومالكة ناصية الكثير من التراث والفنون، كل يوم تكشف جديداً عن قديمها وحاضرها. وإحدي أهم تفاصيل سيناء هي حصونها وقلاعها التي تكشف الكثير من أسرار التاريخ والعمارة ليس بأراضي سيناء فقط، وإنما تكشف عن أهم حقب التاريخ المصري والعربي. وفي كتاب صدر للباحث المصري والمتخصص في الآثار الإسلامية، دكتور سامي صالح عبد الملك بعنوان «سيناء..حصونها وقلاعها..الفراغ الاستراتيجي في عصر صلاح الدين الايوبي»، قدم الباحث دراسته التي كانت أساس دراسته لنيل درجة الماجستير بعد تطويرها.

يتناول عبد الملك الحقبة التاريخية بدءا من الفتح الإسلامي وحتي نهايات العصر الفاطمي، مع كثير من التركيز علي عهد ما يسمي في بعض الأدبيات بالحروب «الصليبية»، والتي يصر الباحث علي تسميتها بـ«حروب الفرنجة» بديلا. يؤكد أن دور الحصون والقلاع «السيناوية» في بدايات هذا العهد كانت «غير محورية» لعدم وجود تهديدات جوهرية، وإنما فرضته الطبيعة الساحلية للمنطقة.

واتسمت الحصون والقلاع في هذه المرحلة، وفقا لعبد الملك، باستفادتها من طبيعة «الأرض المنبسطة»، التي منحت الحرية كاملة للمهندس المعماري فجاءت التصميمات «منضبطة» مستطيلة أو مربعة مزودة بأبراج وبوابات محصنة، كما في أمثلة «حصن الفرما» في شمال غرب سيناء، الذي يشغل 20 فدانا ومزود بـ 36 برجا، وثلاث بوابات رئيسية محصنة، وثلاثة أبواب سرية وجانبية، وحملت هذه الأبواب اسماء مثل «باب البحر» و «باب الشام» ، و«الفسطاط»، وتنيس».

وعلي نفس نسق حصن الفرما، هناك حصون «راية»، جنوب الطور، وحصن « أيلة» بخليج العقبة». وفي عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي، الذي جاء بعد احتلال «الفرنجة» كما يوضح عبد الملك لبلاد الشام في أواخر العصر الفاطمي وتكوين أربع إمارات مثلت خطرا شديدا بالنسبة لمصر، منها إمارة بيت المقدس وامتداد حدودها إلي شرق الأردن حتي خليج العقبة.

أدي ذلك إلي تركيز صلاح الدين علي تطوير قطاع القلاع والحصون، فحرر مثلا «قلعة صلاح الدين» بجزيرة فرعون في عام 1171 ميلاديا بعد احتلال دام عاما.

سيناء كانت قلب الاستراتيجية الأيوبية لمحاصرة «الفرنجة» وتوحيد بلاد مصر والشام، فدشن طريقا حربيا محصنا وآمنا عرف عند المؤرخين باسم «طريق صدر وأيلة» بوسط سيناء، وتم تحصينه بقلاع جبلية، كقلعة» صدر الجندي «التي اتخذت شكل الجبل الذي شيدت عليه، فجاء مجملها كهيئة سفينة وتوزعت داخلها الملحقات المختلفة كدار الوالي والمساجد والسجن والحمام وصهاريج المياه والطواحين والمخازن.

بخلاف الدور الأمني، كانت هذه الحصون والقلاع مركزاً لحياة اجتماعية مزدهرة. فالنقوش والوثائق التي تم اكتشافها، حكت عن الحياة الاجتماعية للجنود المرابطين.

فقلعة «صدر»، مثلا، كانت مركزاً لإقامة بعض المتصوفة من رجال الدين، واستخدمت كسجن للأمراء الخارجين علي النظام. كما استعملت قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون لإقامة كاتب الإنشاء الشهير «القاضي الفاضل» وهو في طريقه للحج.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق