رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إنها مسئولية جماعية

بريد;

لن نسامح أنفسنا ما لم نظل ندق نواقيس الخطر ونحن نتلوى بأوجاع تراجع القيم وأنماط السلوك بشكلٍ مروع فكم سالت دماء على ثياب كل المعاني القيَمة، وكأن مجتمعنا يقف على أطراف أصابعه، مما يدفعنا إلى محاولة الإجابة عن سؤال جوهري هو: ما الذي أسهم في وصولنا إلى هذه الحالة؟.. هل هي الحياة وتطوراتها وما صاحبها من ظروف جديدة أصابت داخلنا؟.. أم هو الانفصال عن الماضي والتعلق بالتطوير والتحديث، متناسين أنه يجب أن يكون ذلك مبنياً على ما أنجز لا التنكر له، أم هو ناتج عن معطيات ثقافتنا الحياتية التي أماطت عن طريقنا مقولة "حب لأخيك ما تحب لنفسك"، وتحل محلها المقولة العوجاء "أنا ومن بعدي الطوفان"، أم إلى نيران الفيس بوك التي صرنا مواقعيها، ولا نجد عنها مصرفا، تلحف أفكارنا وعاداتنا بما يسبب صدأ القلوب، وعته العقول والانصراف نحو سلب القوامة الأخلاقية، أم إلى هؤلاء الذين دخلوا علينا، فطبقوا أفكارهم التي اكتسبوها من الخارج أو قرأوها في كتاب؟، أم هي الأعمال الفنية التي تسكب فينا فناً وواقعاً بعيداً عن مجتمعنا، وجعلت البعض يتحسر على حاله، فتحول هذا إلى شعور بالقهر نتجت عنه أساليب تفريغه ولو كان خارج الدائرة الانضباطية قريباً من الشر والعنف، أم إلى عجزنا عن فهم الحرية الشخصية والتي تحكمها ضوابط محددة فانطلقت بنا إلى اتساع في فجوة الاختلافات، ونجمت عنها زيادة مساحات الصدام وتضارب المصالح مما أدى إلى المزيد من الحقد والغضب والكيد المتبادل؟، أم وصلنا إلى المرحلة التي اختل فيها التدين المغروس في أعماقنا فأخذتنا العزة بالإثم بعد أن زُين لنا سوء الأعمال فرأيناه حسنا؟ .. هذه الحالة التي وصلنا إليها تحتاج لتشريحها وتعليلها وهي ليست مسئولية الدولة فقط وإنما هي مسئولية جماعية تضطلع بها الدولة والنخب الثقافية والمواطنين من خلال "ذهنية جديدة" لها رؤية دينية ودنيوية تستدعي أصل الفطرة المصرية التي ترعرعت، وهي ترتوي شراب النقاء، وتأكل لقيمات الالتزام وتظل تقبع داخلنا كملاك حارس أمين يمد طوق النجاة، وينقذنا من أي خطايا أو أفعال تعصف بمسيرتنا الخيَرة في الحياة فتخرجنا من هذا المأزق.

عبد الحى الحلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق