نظمت جامعة القاهرة، امس احتفالية كبرى بمناسبة إحياء الذكرى الـ46 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وتضمنت الاحتفالية ندوة بعنوان «شعب لا يعرف المستحيل» شارك فيها الكاتبان الصحفيان ابراهيم حجازى أحد ضباط حرب أكتوبر، وعبده مباشر المراسل الحربى للأهرام فى حرب أكتوبر، أعقبها حفل فنى لأوركسترا وكورال الجامعة، بحضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، والأساتذة والطلاب.
وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، فى كلمته، إن الجامعة هذا العام حريصة على الاحتفال بانتصارات أكتوبر بطريقة مختلفة، لإعادة فهم الحرب بطريقة جديدة، مشيرا إلى أن حرب أكتوبر كانت استثناء فى تاريخ مصر، متسائلًا: لماذا لم يتحول هذا الاستثناء إلى أسلوب حياة؟.
وأكد رئيس الجامعة، أن مصر استطاعت أن تصد أكبر هجوم عسكرى فى معركة عين جالوت فى مواجهة التتار الذين لم يوقفهم أحد، كما استطاعت فى حرب أكتوبر 73 أن تظهر قدرات الشعب المصري، ولكن هذه الروح اختفت بانتهاء الحرب وعدنا مرة أخرى لطرق التفكير القديمة وعجزنا عن استرداد روح أكتوبر مرة أخرى حتى الآن، مؤكدًا أن حرب أكتوبر كان بها تغيير فى طرق التفكير، وعليها تحقق النصر العظيم الذى أبهر العالم، لما فعله الجندى المصرى داخل أرض المعركة، مضيفا أن مصر لن تتقدم إلا بتطوير العقل. ووجه رئيس الجامعة والطلاب التحية للجيش مرددين هتاف يحيا الجيش المصري.
ومن جهته تحدث الكاتب الصحفى عبده مباشر، عن قرار المعركة وخطة الخداع الاستراتيجي، موضحا أن قرار الحرب كان لابد من اتخاذه لطرد الغزو الاسرائيلى بعد العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956، الذى اتاح لإسرائيل حق المرور بخليج العقبة وقناة السويس، مشيرًا إلى أن إسرائيل بعد عام 1967 تحولت إلى امبراطورية، حيث احتلالها مساحة كبيرة داخل سيناء تعادل 3 أضعاف مساحة إسرائيل، واستفادت من ذلك عسكريا ومدنيا واقتصاديا، موضحًا أن السادات طالب بالتخطيط للهجوم واقتحام قناة السويس بالقوة، وتم وضع خطة للخداع الاستراتيجى قائمة على المراوغة فيما يتعلق بالإعلان عن قرار الحرب، وزرع أشرف مروان فى إسرائيل. وأضاف مباشر، أن من أهم الخطوات التى مهدت للحرب القضاء على مراكز القوى والتخطيط الجيد والاستفادة من الجانب الاسرائيلي، لافتا إلى أن إمكانات الجيش المصرى فى ذلك الوقت كانت محدودة مقارنة بالجيش الاسرائيلى فى الكم والكيف عدا سلاح المدفعية، موضحًا أن عدد الخطط العسكرية خلال عامى 1971 و1972 بلغ 18 خطة.
وقال الكاتب الصحفى إبراهيم حجازي، إن الشعب المصرى رفض الهزيمة، وجدد ثقته بالقيادة، وكان الفضل للشباب المصرى خلال الـ6 أعوام السابقة للحرب فى تحمل الظروف الصعبة من أجل تمويل الجيش للتسليح، فكان بمثابة البطل الملهم والقوة المؤثرة فى القرارات المصيرية، مشيرا إلى ضرورة استدعاء الدروس المستفادة من حرب أكتوبر، والوقوف خلف الجيش ودعمه فى حروبه الحالية ضد الإرهاب، متابعًا أننا الآن نمر بظروف صعبة تتطلب منا استعادة روح أكتوبر التى كان الشعب يتحمل فيها الصعاب بسعة صدر، مؤكدا أن الجيش والشعب يمثلان دوما جسدًا واحدًا, وتابع حجازي، أنه لابد من زيادة وعى الشباب بمخاطر الحرب التى نواجهها الآن، والتى تتمثل فى الشائعات والكراهية والأكاذيب، لافتًا إلى عدم استخدام الشباب كأدوات فى هذه الحرب القائمة بعدم نشر وتداول الأخبار والمعلومات الخاطئة، مؤكدًا أن العبرة ليست فى السلاح ولكن فيمن يحمله.
رابط دائم: