حلم الحصول علي الجنسية الإسبانية يراود عشرات الآلاف من اليهود خاصة الذين ُطرد أجدادهم منها عام 1492 ، فبعد أربع سنوات من سن إسبانيا لقانون الجنسية الذي يتيح لأحفاد اليهود الذين طردوا من إسبانيا والبرتغال أثناء فترة محاكم التفتيش التى أسسها الملك فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا الأولي عام 1478 كانت مهمتها الحفاظ علي العقيدة الكاثوليكية في الممالك الإسبانية من خلال التفتيش في ضمائر اليهود والمسلمين الذين تحولوا للديانة المسيحية بعدما صدرت مراسم ملكية عام 1492 وعام 1502 طالبة من اليهود والمسلمين إما تحويل دينهم أو مغادرة إسبانيا.
واستمرت محاكم التفتيش حتي تم إلغاؤها عام 1834 في عهد الملكة إيزابيلا الثانية وقد تبين أن هناك, وطبقا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية، 132.226 يهوديا يعيشون خارج إسبانيا يقولون ان لهم جذورا في إسبانيا، تقدموا بطلبات الحصول علي الجنسية الإسبانية وجميعهم تقريبا ليسوا إسرائيليين لكنهم يهود يعيشون في دول أمريكا اللاتينية وعلي رأس هؤلاء يأتي يهود المكسيك الذين قدموا حوالي 20 ألف طلب للحصول علي الجنسية الاسبانية ويأتي بعدهم يهود فنزويلا (حوالي 15 ألفا) ثم يهود كولومبيا 14 ألفا ومن الأرجنتين بلغ عدد من تقدموا بطلبات حوالي أربعة آلاف شخص.
أما طلبات الحصول علي الجنسية والمقدمة من يهود إسرائيل فمازالت قليلة نسبيا حيث يبلغ عدد من تقدموا من إسرائيل حوالي 3000 شخص. وقد أعلنت وزارة العدل الإسبانية ان فترة تقديم الطلبات للحصول علي الجنسية قد انتهت وهي نفس الخطوة التي كانت قد اتخذتها دولة البرتغال لكن البرتغال مازالت مفتوحة لطالبي الحصول علي جنسيتها من اليهود، وطبقا للتقديرات فإنه من بين 13 مليون يهودي في العالم هناك ما بين 20% إلي 30% منهم يهود إسبان يعيش غالبيتهم في إسرائيل، وسبب قلة عدد يهود إسرائيل من راغبي الحصول علي الجنسية الإسبانية هو صعوبة شروط الحصول علي الجنسية ومنها المرور باختبارات خاصة بالثقافة والقانون في إسبانيا والإلمام باللغة الإسبانية وهي لغة يهود إسبانيا والبرتغال والتي تحتوي علي كلمات وتعابير عبرية. ويحق لطالبي الجنسية الاسبانية الاحتفاظ بجنسيتهم الحالية رغم أن إسبانيا لا تسمح عادة بجنسية مزدوجة. واليهود الراغبون في الحصول علي الجنسية في إطار هذا القانون الجديد ليسوا مطالبين أو ملزمين بالانتقال لإسبانيا، فإجراءات الحصول علي الجنسية تتم داخل القنصليات الاسبانية في الدول التي يعيشون فيها أو في دولهم الأصلية.
وقد أعلنت وسائل الإعلام الإسبانية من جانبها أن هناك طفرة أو زيادة في عدد الطلبات المقدمة للحصول علي الجنسية قبل فترة وجيزة من انتهاء فترة التقديم وعدد من قدموا طلباتهم في شهر سبتمبر وصل إلي 67 ألف شخص.
يقول روخيو سانشيز. وهو باحث من كولومبيا، إن غالبية مقدمي طلبات الجنسية هم شباب تتراوح أعمارهم بين 25 35 عاما من بينهم أندروز فيجاس وهو مهندس كولومبي كاثوليكي كان ضمن مقدمي الطلبات، فبعد أن بحث في جذوره بواسطة وثائق من الكنيسة اكتشف ان أحد جدوده ويدعي كريستوفال دوكاسترو وحكم عليه بالإعدام في فترة محاكم التفتيش في اسبانيا والبرتغال بسبب ديانته اليهودية وتم تنفيذ الحكم في كولومبيا التي كانت في ذلك الوقت جزءا من الامبراطورية الاسبانية وهي الفترة التي تعرض فيها اليهود والمسلمون للتعذيب في القرون الوسطي.
وفي مقابل قانون الجنسية الإسبانية لمن طردوا من إسبانيا فإنه في عام 2015 صدر قانون الجنسية البرتغالي لمن طردوا من إسبانيا والبرتغال، وشروط الحصول علي جنسية البرتغال تعد أسهل نسبيا من إجراءات وشروط الحصول علي جنسية إسبانيا، حيث لا يشترط الإلمام باللغة البرتغالية نهائيا فالأمر لا يتعدي سوي اختبار في التاريخ البرتغالي أو السفر للبرتغال لإنهاء الاجراءات، وتستغرق فترة الحصول علي الجنسية البرتغالية حوالي عامين وصغار السن يستطيعون تقديم طلب الحصول علي الجنسية شريطة أن يكون أحد والديهم مواطنا برتغاليا. وعلي عكس القانون الإسباني فإن قانون الجنسية البرتغالي غير محدد بمدة فكل شاب بلغ 18 عاما يستطيع أن يصبح مواطنا برتغاليا شريطة أن يكون من أحفاد من تم طردهم من اسبانيا والبرتغال إبان فترة محاكم التفتيش وليس له سجل جنائي أي لم يرتكب أي جريمة في موطنه الذي يعيش فيه يعاقب عليها القانون .
رابط دائم: