لعبت الأعمال الفنية الوطنية دورا كبيرا فى وجدان المشاهد المصري، وكان لها أثر فعال حينما تم إنتاجها وتقديمها على الشاشات منذ فترات بعيدة، بينما اختفت فى الفترة الأخيرة وندرت هذه النوعية من الأعمال ، التى تحث على الولاء والانتماء للوطن.
ومن الأعمال الدرامية والسينمائية التى قدمت منذ زمن بعيد وخلدت بعض البطولات العظيمة «رأفت الهجان» و «دموع فى عيون وقحة» وفيلم «الطريق إلى إيلات» وغيرها من الأعمال التى أبدع فيها الكتاب والمخرجون والممثلون.
وفى هذا التحقيق نتساءل عن غياب الأعمال الوطنية وافتقاد الشاشات لها.
وفى هذا الصدد أشار السيناريست محمد السيد عيد، إلى أن الأعمال الفنية الموجودة على الساحة ما هى إلا أعمال اجتماعية ، مع وجود نوعية أخرى من الدراما ليس لها علاقة بالمجتمع تصور العنف والقتل والمخدرات، وهذه النوعية هى التى يستسهلها غالبية المنتجين ويَرَوْن انها تعود عليهم بالربح، موضحا أن الأعمال الوطنية تحتاج إلى موافقات من جهات عديدة وتستغرق وقتا كبيرا، بالإضافة إلى تكلفتها العالية التى لا يستطيع التصدى لها المنتج العادي، فيستلزم تصويرها تأجير معدات بتكلفة باهظة ، ولذلك لابد من إجراء تسهيلات للمنتجين الذين يريدون تقديم هذه النوعية المهمة من الأعمال، أو السماح بالتصوير بالمجان .وقال: إننى لا أتحدث من فراغ ولكن لى تجربة سابقة بعمل وطنى وتوقف العمل بها بسبب ضخامة التكاليف، وطالب عيد بأن تقدم الجهات التسهيلات لمن يكتبون الأعمال الوطنية التى تتناول البطولات العسكرية، متمنيا أن يتم تكليف الجهات الحكومية بإنتاج هذه الأعمال.
وبدوره قال المخرج والمؤلف بشير الديك : إن الزمن اختلف فقد كنّا نعمل فى فترة الحرب ونتعايش مع الحياة والظروف وكان كل أبناء الجيل يتحدون الصعاب ويحاولون النهوض بالوطن، ليس فى مجال الفن فقط ولكن فى كل المجالات، فقد صنعنا أعمالا وطنية تؤكد حبنا للوطن وترسخ قيمة الولاء والانتماء له.
وأشار بشير الديك ، إلى أنه لابد أن توجد جهة للإنتاج تهتم بالأعمال الوطنية والأعمال الفنية التى تناقش قضايا مهمة ، منها محاربة الإرهاب مؤكدا أن وجود عمل قوى يتطلب رؤية حقيقية تكون بعيدة كل البعد عن الربح المادى ، وتهتم فقط بالهدف والإبهار والصورة والفكرة الجيدة لخروج عمل جماهيرى ناجح.
رابط دائم: