وشم الزمن الذى يعلو أناملها يكاد يقترب من المائة عام.. وبالرغم من ذلك ما زالت تلك الأنامل تتحرك بإصرار وصبر بين خيوط الغزل التى يتم جلبها من صوف الضأن ووبر الإبل وشعر الماعز، لتتشكل بين يديها تحفا فنية من التراث العتيق، الموشك على الرحيل بعد أن تساقطت معظم أيادى صناعه وبدأ عشاقه فى الانقراض!.
فى منطقة أبو شحيمة التى تقع فى قلب صحرائنا الغربية، تعيش الحاجة سعدة خوير وهى من مواليد 1920.
بدأت منذ 49 عاما فى الاعتماد على عملها كمصدر دخل وحيد لتربية أولادها الستة بعد وفاة زوجها، حيث تقوم حتى الآن بعمل السجاد اليدوى البدوى الشهير بنوعيه «السيفى» و»النويري» بالاضافة إلى غزل الحوايا وهى أغطية من الصوف وأحذية للبدويات من جلد الماعز وتساعدها فى ذلك ابنتها الصغرى عائشة البالغة من العمر67 سنة.
«يارب اعدى العمرة» هكذا تدعو سعدة بلكنتها البدوية مرتجية زيارة لبيت الله وقد أوشكت عقارب ساعة العمر على التوقف، كما تتمنى أن تحرص الفتيات الشابات على تعلم مهنة الجدات والحفاظ على تراثهن.
رابط دائم: