..المدينة الأعلى حرارة

معاناة لم يرها أحد من سكان العالم سوى سكان مدينة «جاكوب آباد» الباكستانية التي تعد الأكثر حرارة فى العالم، حيث ترتفع درجات الحرارة فيها تدريجيا سنويا بشكل ملحوظ حتى حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أنها لن تعد صالحة للحياة فيها قريبا بعد أن تجاوزت الحرارة فيها هذا العام ٥٣ درجة مئوية في فصل الصيف.

تعاني جاكوب آباد ، التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة ، من انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يستمر لمدة ١٢ ساعة وعندما تتوافر الكهرباء ، فإن أسرا قليلة يمكنها توفير مكيف هواء فيضطر الأغلبية فى ارتداء ملابس قطنية فاتحة جيدة التهوية مناسبة للطقس ، وعند اللجوء للاحتماء أسفل شجرة هربا من حرارة الشمس لم يجدها حيث أن معظمها تم إزالتها من أجل الحطب. وفى المساء تصل درجات الحرارة إلى ٤١ درجة مئوية، لذا يضطر سكان المدينة الحارة عند النوم إلى استبدال المراتب على الأسرة بأخرى منسوجة من الجلد تتيح للهواء الدوران أسفل الجسم، حتى الألواح الشمسية التي تدير المراوح نهارا لا تعمل ليلا وفي كلا الحالتين ،تكون ليالي الصيف فى جاكوب آباد نادرا مريحة.

ومع كل هذه المعاناة التى يعيشها سكان جاكوب آباد ورغم محاولات العثور على طريقة للتكيف في مواجهة الحر ،تتصاعد معدلات الوفيات ولاسيما بين كبار السن والأطفال بل تصيب في بعض الأحيان الكثير بأمراض مميتة كالفشل الكلوي وتسمم الدم ،بالإضافة إلى أمراض نفسية.ففي اليوم الواحد ،تتلقى الوحدات الطبية في المدينة الساخنة ما يصل إلى ١٠ مرضى مصابين بالحمى والسكتة الدماغية وسط توقعات ارتفاع معدلات الإصابة في السنوات المقبلة.

ويمثل تغير المناخ في هذا البلد أخطر تهديد وجودي يواجه باكستان فالحرارة في جاكوب آباد ليست قاتلة فحسب، بل إنها مدمرة اقتصاديا حيث تكلف البلاد من ٧ مليارات دولار إلى ١٠ مليارات دولار في العام.