رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إفريقيا.. الأمل الأخضر

مها صلاح الدين

«الجدار الأخضر العظيم» ليس عنوانا لقصة من قصص الخيال العلمى، أو وصفا لمشهد من مشاهد أفلام ديزنى الأسطورية، وإنما مبادرة إفريقية طموحة تسعى للتغلب على ظاهرة التغير المناخى بطريقتها الخاصة ، عبر زراعة نحو 250 مليون فدان من الأشجار بعرض 16 كيلومترا، وبطول يتجاوز 8 آلاف كيلومتر، يمتد بين ساحلى القارة، من أقصى الشرق حيث توجد جيبوتى، وحتى أبعد نقاط الغرب، ممثلة فى السنغال.

المبادرة، التى تشمل 20 دولة إفريقية، انطلقت للمرة الأولى عام 2007، وتسعى بحلول عام 2030 ليس فقط لوضع حل جذرى لمشاكل التصحر، الذى يزحف بخطى ثابتة على أراضى دول القارة، بل أيضا لخفض الانبعاثات الكربونية، التى تعجل بالتغير المناخى، بنحو 250 مليون طن، فضلا عن توفير أكثر من 10 ملايين فرصة عمل لشباب القارة السمراء.

ليس ذلك فحسب ، بل كشفت دراسة حديثة عن أن المشروع سيعمل بحلول موعد الانتهاء منه على خفض درجات الحرارة في منطقة الساحل الإفريقى، والمناطق المحيطة به بمعدلات تترواح ما بين درجة إلى درجتين مئويتين، فضلا عن زيادة معدلات هبوط الأمطار ما بين 2 ملليمتر وحتى 4 ملليمتر، وهى معدلات كبيرة جدا فى زمن الاحتباس الحرارى. وبالرغم من كل هذا، يواجه المشروع الطموح، الذى سيكون أكبر صرح حى على مستوى العالم، ضعفا شديدا فى التمويل، فحتى الآن لم تتجاوز ميزانيته حد الـ 8 مليارات دولار، مما أدى إلى إنجاز 15% منه فقط. وفي هذا الصدد، يقول فرناندو ميريليز أحد أبرز داعمى المشروع، إن» الجدار الأخضر العظيم يجب أن يكون قضية العالم أجمع، لأنه سيغير قواعد اللعبة في إفريقيا»، موضحا أن « كل دولة من دول الساحل الإفريقى لديها مشاكلها السياسية والاقتصادية الخاصة ، على نحو ينذر بتفاقم معدلات الهجرة والنزوح صوب أوروبا وأمريكا بشكل لا يحتمل خلال السنوات القادمة». وتابع: « الحل بسيط ، وهو أن نساعد الناس على البقاء».

تصريحات ميريليز دعمتها دراسة حديثة لمركز أبحاث «بيو» البريطانى، عندما أكدت أن أكثر من مليون ونصف المليون مواطن فروا من دول جنوب الصحراء لأوروبا مند عام 2010 فقط ، موضحة أنه لدى استطلاع آراء الشباب عن خططتهم للهجرة فى المستقبل القريب، أكد 44% من الشباب السنغالي على سبيل المثال عزمهم الانتقال لدولة أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق