شاهدت الكثير من المسرحيات والمسلسلات وأيضا قليل جدا من أفلام السينما لأخرج بأن أيا من هذه الأعمال فى حاجة إلى ورق جيد، بمعنى كتابة جيدة، تقدم للمؤدى الممثل الفرص الحقيقية لإبراز مواهبه فى التمثيل.
إن أهم ما خرجت به منذ أكثر من 50 عاما هو أن لدينا أزمة حقيقية فى النص، فهو الأصل قبل كل شىء، بل هو الدافع أيضا لأن يتحرك الجميع بصورة جيدة فى عملهم، سواء الديكور أو الموسيقى أو الاستعراضات وغيره وغيره من أصول العمل الفنى، سواء للمسرح أو التليفزيون أو السينما.
إذن بما أننا فى وضع أقرب للتأكد من الداء، فعلينا معالجته أو على الأقل المساعدة فى إبرازه وتشجيع المبدعين فيه وهو الكتابة.
منذ أكثر من شهرين شاهدت عملا يحمل اسم «نصيبى وقسمتك» فى البداية بدا العنوان بالنسبة لى غريبا بعض الشىء، لكن ما تأكدت منه أن الكاتب هنا يحمل موهبة يمكن أن نقول إنها فى بدايتها.. لكن بالفعل يملك موهبة الكتابة التى تشد المتفرج للشاشة ولا تجعله إما أن يغلق التليفزيون أو يقوم بتغيير المحطة على أقل تقدير.
مع وجود أسماء العاملين تصدر الكاتب أمامى لأعرف أن اسمه عمرو محمود ياسين وكنت قد تعرفت عليه شابا صغير السن فى إحدى رحلاتى الصحفية إلى أمريكا.
لم أصدق أن هذا الشاب الصغير هو ذلك الذى دفعت بحقيبتى إليه ليحملها نيابة عنى وللأسف أو الشىء الجيد فى الوقت نفسه أن الحقيبة وهى هاندباج كانت مليئة بالكتب تلك التى دائما ما تزن أكثر من أى أشياء آخرى.
بالطبع ليست هذه الواقعة هى التى دفعتنى للكتابة عنه، لكن فقط تذكرت هذه الحكاية وأنا أشاهد حاليا عملا آخر يحمل الجزء الثالث من هذا العمل الذى كنت شاهدته منذ أكثر من شهرين.
موهبة حقيقية يقدم من خلالها ما يجرى بيننا وعلاقاتنا ببعضنا البعض فى سهولة ويسر وأيضا دون «زعيق»، ذلك الذى يفضله معظم كتاب التليفزيون.
إن الكتابة مرة أخرى هى الأمل الحقيقى فى رفع مستوى معظم، بل كل أعمالنا الفنية، وأعتقد أيضا أنها موجودة بالفعل، بل ينقصها تتبع المشاهد وأخذها مأخذ الجد حتى ينال الكاتب المكانة التى يستحقها.
رابط دائم: