- تحية لمن يعيش اللحظة قبل أن تؤول لماض.
- تحية لمن يستمسك بالموجود قبل أن يمسى مفقود.
- لمن يستعيض تزيين مضارعه، عوضا عن التحسر على الماضى الجميل.
- لمن يدرك أن حاضره هو مصنع ذكريات مستقبله.
- وتحياتى لمن يقدرون الآن..الآن، وليس غدا.
تحية للفعل المضارع
- تحية لروح الملكة «فاطمة السنوسى» التى علمتنى صناعة كعكة طيبة من حنطة حاضرها دون إضافات لمسحوق «الحسرة» على ملك ماض زال.
- تحية لمن يرى الجميل فى يومه لا فى قصة الأمس.
- للملتفتين للمتوافر، عوضا عن العسعسة عن النواقص.
- لمن يعى أن أربع ساعات من الهموم، تهزمهما عشرون ساعة صفو، إن أقسمنا على البحث عن المتلألئ فى ليلتنا.
- تحية لمن يلمح الحزن خلف الصور المبتسمة، وألف تحية لمن يوقن أن الواقع ليس بهذا المرار، وأنه بإزاء كل لوحة قاتمة، ألف «بورتريه» لنعم مغبونة، لا يحمد الله عليها، لتعامى الكنود عن رؤيتها أو ليعمينا عن الإطلاع عليها درءا للحسد.
- طوبى للمستمتع بشمس الصيف فى آب، مستعينا عليها بمظلة.
ولفاتح فاه لأمطار الشتاء أو للمحتمى منها بمعطف.
وقاتل الله قوما احترفوا استفقاد صيفهم فى شتائهم، وشتائهم فى صيفهم.
تحية للفعل المضارع.
- تحياتى للمنتبهين لخيرية الفلاح فى الحقل ولتضحية الجندى فى الخندق ولتركيز الطيار فى السماء ولمثابرة الممرض فى وردية المساء، أثناء دوامهم لا حال انقطاعهم عن العمل.
- تحية لمن تجدوا خدوشا فى طاولاتهم ونقصا فى صحونهم وشموعا ذائبة على موائدهم، فذاك دليل استخدامهم «للنيش» وتمتعهم بهدايا الوهاب.
وأسفى على من يرجئ الترف، إدخارا لضيوف المستقبل المجهولين.
- يقولون إن الإحسان دين والانتقام مسرة، فالله على من يكافئ شريكه، بالعرفان بالإحسان إليه وهو بين ظهرانى، وأف لمن يجعل نصيب زوجه من التقدير منشورا على منصات التواصل، فينعيه بدمع سخى، سخى سخين لكن، لكن بعد فوات الحياة.
- تحية لمن يهدون الورود للأحياء.
تحية للفعل المضارع
- تحية لروح الأديب «محمد زكى عبدالقادر» الذى علمنا أنه «حرى بالإنسان عدم سفح أيامه كما يسفح دموعه، فلا الأيام ستعطينا حاجتنا، ولا الدموع ستعزينا عما نسفح الدمع عليه».
- طوبى لمن تمتع بسواد شعره قبل المشيب ولمن قنع بمشيب شعره قبل انحساره بالمرض.
وتحية لمن يقدر وظيفته قبل التقاعد.
وتحايا لمن تحرر من قيد الوظيفة، فصبر على صعوبات المعاش قبل الإحالة من قيد الحياة.
- طوبى لمن تتباكم عن شيخ الأحزان الماضى لتستبصر العوض فى المضارع
فترضى بقدم صناعية بعد بتر قدميها.
أو تقنع بشعر مستعار عقب العلاج الكيماوى.
أو تمتن لنعمة الخالة الحنونة، كربيبة تعوض عن رحيل أمها.
- سلام على من يقرر كبح جماح صارى الهموم، وفرد شراع السرور.
تحية للفعل المضارع
- لمن لا يعطى هواجس المستقبل فوق ما تستحق.
ولمن لم تهزمه هموم أرزاق الغد فتحرمه فرحة النصر بوفرة خبز اليوم.
ولمن يطالع فى نهاره حليات أبهى من مغريات غدا البراقة.
ولمن لا ينجرف للرهان على «لوتاريا» باكر، بادخار لوازم السعادة للمستقبل، فساعة حظك، هى كل حظك.
- طوبى لمن يجتر بهجة مقتنياته: كأس براق، محارم زهرية، إرث من فخاريات عتيقة أو نحاسيات القدور. جماد يوصف كحطام الدنيا، لكنه كفيل بصب سطل من عصير السرور عليه.
- طوبى لمبصرى الضياء حال سطوعه، لا المتحسرين عليه بعيد انقطاع النور.
- بارك الله لمن يستعذب الماء حال تدفقه، لا ساعة انقطاعه عن السريان فى الجدول.
- بورك لمن يتعمد الابتعاد عن المشهد فاصلة، ليطالع الصورة عن بعد، دون التركيز فى الصغائر.
- وصلنا من العلامة عدنان ابراهيم أن «المسرة ليست سرمدية، بل طيف متذبذب كما بأجهزة قياس ضربات القلب».
فلنشكر الله لا على النعم فحسب، بل على ديمومة إحساسنا بها. فبكل مرة تشغلون محرك السيارة ويعمل، أو تبحثون عن مكان لصف مركباتكم، فتجدون.. ليته يرن فى أذانكم جرس منبه لأهمية تناول لحظة التساهيل ومضغها بتمهل لتعملقوا طيف بهجتكم أو لتستشعروه بشكل واع ومدرك لكل نعمكم، الممنوح منها والممنوع، والمعلوم منها والمجهول.
- تحية لمن يكبس زرا، فإن وجده يضارع ويعمل، ارتفعت أسهمه الخضراء فى بورصة راحته وشعر أن الله يصب على أقداره من السكينة، صب الهوينى.
- رحم الله من يرى فى قوارير مؤن بيته الربع ممتلئة، طمأنينة.
- تقديرى لمن تدعس قدماه على البسط، فيغوص فى رفاهة ويتصاعد لذهنه طيف ذكريات صعوبات البدايات،يوم بات فى دور حليقة من الترف، فيتضاعف منسوب تقديره لنعمه الآنية.
تحية للفعل المضارع
- لمن ينتبه لحتمية التعامل مع هدايا السماء كمعجب بنجمه المفضل، لا كزوج امتلك زوجته بعقد مؤبد، فإن فقد هداياه، فلقد كان يعلم سلفا أنها لم تكن من ممتلكاته.
- تحية لأزواج لا يفتأون ينبشون عن حلاوة سلام أول لقاء بأيديهم.
- حيا الله من عجز سارق الأحزان من نشل محافظ أفراحهم إلا كمختلس شلنات السعد، التارك لمجوهرات الراحة، وأصول الرضا وعقارات السكينة والحبور.
- سلام على من وصفهم الدكتورعدنان بأنهم «يتعاملون مع نعم المنعم على أنها شيء «غير عادي»، فضلا عن سعيهم لاستبقاء مشاعر الدهشة كالأطفال.. إذ «ليس عاديا» أن يعود زوج لبيته محملا بالمؤن من فاكهة، وأطايب، سيما لو قارنا بينه وبين من يعود سكران، جائشا. و«ليس عاديا» أن يجد الزوج طعامه محضرا وبيته مرتبا وزوجته الصينة بانتظاره، بدليل وجود شريكات مهملات وخائنات، و«ليس عاديا» أن تجد وظيفة تمولك، موهبة تحققك أوعائلة تساندك، بينما هناك أطنان ممن يعانون البطالة والضياع أو يتصارعون على شهادة نسب كما ذكر المفكر نفسه».
- طوبى لمن يدرك النعم الجليلة فيما يراه سواه «عاديا»، فليس عاديا أن يعود الزوج من السفر غانما، بل الغنيمة فى سلامة عودته.
- ويا حسرة على من ينسون تسول الفرحة من بالونات فقاعات الصابون.
وأسفى على من لا يرون المجد فى الأوراد والروعة فى الأعشاب كما كتب الشاعر «ويليام ووردز وورث».
تحية للفعل المضارع
- وسلام على من بر آباءه قبل أن يمسوا ترابا.
ولمن يترفق بابنه قبل أن يفقده.
درهم تقدير تمنحه لأخيك اليوم، خير من رثائه غدا بمليار جنيه ذهبى.
- طوبى لمن يتوضأ بنخب مديح الأحياء وتعسا لمن يغتسل بدمع رثاء الموتى.
رابط دائم: