ـ مهندسة نيرمين أحمد: لدى تعليق على رأى الدكتور حسام موافي، وتفسيره كلام الله بآخر من كلام الله فلطالما كان تفسيرى لآية «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن» مطابقا لتفسيره في وجوب التكافؤ والمقاربة في المستويات الاجتماعية والثقافية والمادية والعلمية والعمر بين الزوجين، فكما أنه ليس مقبولا من أستاذ جامعي أن يلقي محاضرة بجلباب مزارع، وليس لعامل بناء أن يعمل ببدلة قبطان, ويلوم الناس رجلا ثريا إذا ارتدى ملابس مهترئة, والمرأة العجوز إذا تزينت بزينة الفتيات الصغيرات، فإن على المرأة والرجل وهما لباس بعضهما البعض أن يكون كلاهما كفؤا للآخر، ولكن جاءت قصة بريد الجمعة «حبيبتى إلى الأبد» لتحيرني فكيف مع انعدام التقارب والتكافؤ أن تنجح زيجة اجتمعت فيها كل الاختلافات الأساسية من فرق عمر ومستوى اجتماعي وعلمي ومادي.. لقد تذكرت هنا الآية الكريمة الأخرى «ولباس التقوى ذلك خير».. أى أن لباس التقوى يغلب أي لباس للأغنياء والوجهاء والعلماء، فهو خير منه، وربما تزوج رجل فقير تقي امرأة غنية فحفظ لها مالها وأثمره، وكان خيرا لها من رجل غني جشع، طمع فيها وضم مالها إلى ماله, وربما يتزوج الرجل محدود العلم رفيع الخلق وتقى من امرأة عالمة فأكرمها وعرف لها مقامها، وكان خيرا من أستاذ جامعي يضربها ويهينها، وربما تزوج الرجل بسيط الحال من امرأة من علية القوم فوجد أنه قد ارتفع وارتقي بين الناس بمصاهرة عائلتها، فسعى إلى أن يسمو معها خلقا كما سمي بها مقاما فكان هذا خيرا لها من رجل عظيم النسب لكنه وضيع الخلق, وأخيرا ربما تزوج شاب من امرأة كبيرة فعفته وكفته عن فتاة صغيرة مدللة كثيرة الغضب عند أهلها بالشهور أو فتاة وضيعة الخلق تبتزه ماديا في علاقتهما الخاصة، وهذا يحدث، وقرأناه في بريد الجمعة كثيرا، وعليه فلو أن مقام الإنسان قد علا بالتقوى لغلب كل مقام آخر.
..............................
ـ «مشهد النهاية»: أنا صاحبة الرسالة التى تحمل هذا العنوان، وعمرى ثلاثون عاما، ومؤهلي عال، ولكن ما أريد أن أقوله إننى أود أن أصرخ لآخر نفس فى حياتي، وأن أنتقم من كل شخص آذاني وأكل حقى ونهش فى حاجتي وانتهك حرمة مكاني.. إننى الزوجة التي تفانت فى علاج زوجها إلى أن توفى وتكالبت عليها الديون، وبالكاد أصرف على نفسي من أكل وشرب، وفى نهاية القصة التي عشتها من كذب وغش وخداع منذ البداية، ندمت عليها، ورغم أننى تحملت كل شىء من أجل علاجه، لكنه مات، وتركني وسط الذئاب من أهله وأمه رأس الأفعى وأخواته الأفاعي الذين استغلوا وجودي خارج المنزل وقاموا بغلق الباب وغيروا الكالون، واقتحموا شقتي وانتهكوا غرفة نومي بكل ما تحويه من أغراضي وحاجاتي الخاصة، وعندما ذهبت لمحام يقف معي طلب مني مبالغ مالية، وطبعا ليس معي ما يسندني لأني بالكاد معي ما أطعم به نفسي ونجحت خطتهم فى طردي، وأصبحت أنا من أطارد فى أقسام الشرطة، وأنا فى وضع اجتماعي لا يسمح لي بأن أتردد عليها، وما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل، وبدلا من أننى كنت أترحم على زوجي أصبحت ناقمة عليه، لأنه لم يحمن منهم وأنه من يعرفهم أكثر مني، وهم من تطاولوا عليه قبل ذلك واستحلوا أمواله حتى نفضوا جيوبه، ولم يصبح معه حتى ثمن العلاج، وأنا لم تتوان عن مساعدته، واستدنت الكثير من الأموال لأجله حتى من قبل أن يتفاقم مرضه، وحينما طالبت من الجيران أن ينقذوني ويقفوا بجانبي ويأتوا معي لكي يفتحوا لي الباب رغم أنني كنت وقتها مازلت فى فترة العدة، اتهمني الجار بأنني أطلت مدة بقائي فى المنزل وأني كان من المفترض أن أمشي بعد «الأربعين».. إننى من داخلي أصبحت ميتة، وقد نظرت إلى أعينهم، وأنا أدعو الله أن يذوقوا مرارة ما أتجرعه، وأن يتجرعوا مثله، ولا أقول إلا عبارة واحدة «يارب يارب لا تفقدني إيماني وكفاني ما أعانيه.. الرحمة من عندك يارب» فإحساسي بأنني أصبحت وحيدة لا أم، ولا أب، ولا زوج، ولا رفيق، ولا حبيب، ولا ونيس.. إحساس يقتلني بدل المرة آلاف المرات.
كل شيء راح من حولى.. لا زوج ولا ابن ولا مال، ولا شئ بحوزتى، وكل ما أرجوه منكم أن تدعوا لى بأن ينصرنى الله عليهم، وهو سبحانه وتعالى موجود.
..............................
ـ أنا فتاة فى أوائل الثلاثينيات ضاعت منى أجمل سنوات عمرى، وهى سنوات الصبا والشباب، سنة وراء سنة، وأصبحت الآن بعد الثلاثين، وقد نشأت فى أسرة مستواها الاجتماعى والثقافى عال، فالأب كان يعمل بإحدى الجهات المعروفة، والأم كذلك أيضا، وواصلت تعليمى حتى حصلت على مؤهل جامعى، وطرق بابى الكثيرون من الشباب للزواج ورفضتهم واحدا تلو الآخر لعلل موجودة فيهم، فأنا ولله الحمد أتمتع بجمال الشكل، وعلى خلق ودين، وجميع من يرونى يستغربون ويتساءلون: كيف وأنا أتمتع بكل الصفات الحميدة لم أرتبط حتى الآن؟.. والحقيقة أننى لم أجد فيهم الشخص المناسب لى اجتماعيا وثقافيا، فمن يتقدمون لى بهم عيوب لا تحتمل مثل البخل ومنهم كان بلا عمل، ومن ليست لديه شخصيته المستقلة ومن كان مستواه الاجتماعى أو الثقافى ليس لائقا، ومنهم من كان يريد أن يتزوج فتاة تعمل لكى تساعده ماديا فى المعيشة، ومن ليس لديه شقة ليتزوج فيها، فأنا أبحث عن شريك لحياتى يكون مناسبا لى.. والنتيجة أننى أصبحت وحيدة بلا زوج يؤنس وحدتى، فهل ترانى أطلب شيئا مستحيلا، وهل لى أن أجد الشريك المناسب لحياتى الذى أحلم طول عمرى أن أجده؟.
ـ الزواج لا يقاس بهذ المنظور، فلا يوجد شخص بالمقاس، بمعنى أنه يتعين أن يكون هناك توافق بين الطرفين، وتكافؤ فى مختلف النواحى، مع التغاضى عن الجوانب غير المؤثرة، والتى يمكن أن تتحسن بمرور الوقت.
..............................
ك. م. ل: من حق الجار عدم إلحاق الأذى به أو بأي شيء مِن أغراضه، أو القيام برمي القمامة على باب منزله، ويجب رد السلام على الجار والتكلم معه بأسلوب لطيف ومهذب وعدم التعامل معه بتكبر أو تعال، وعدم إزعاجه بتشغيل مكبرات الصوت أو موسيقي عالية، وإذا آذاك جارك فيفضل أن تتحمل هذا الأذى، وتحاول أن تكتم غضبك؛ لكي لا يتسبب ذلك بحدوث مشاكل بينكما، وحاول أن تتحدث معه برفق لكي تمتص غضبه، لأنك إذا سكت على أذى جارك فسوف يكافئك الله ويزيد حسناتك، ومجاملة الجار في المناسبات، وتقديم الهدايا له، حيث يزيد ذلك مِن المحبة والألفة، ومواساة الجار في الضرّاء والفرح معه في السرّاء.
وإذا لاحظت وجود عيوب في جارك فيجب أن تستره ولا تفضحه بين الناس؛ لأنك إذا سترته في الدنيا فسوف يسترك الله في الآخرة، وعليك مساعدته عند حاجته لذلك، وإذا لاحظت أنه فقير فيجب أن تتصدق عليه وتساعده بقدر إمكانياتك؛ لكي يُضاعف الله لك في أجر صدقتك.. هذه أهم الأمور التي يجب أن يراعيها الإنسان عند تعامله مع جاره حتى يسود التآلف بينهما، ولو عامل كل جار جاره بما يُرضي الله، واتبع تعاليم الدين، فسوف يكون ذلك سببا في انتشار التآخي، والجيران أنواع ويجب الإحسان إليهم جميعا، فقد يكون جارك هو أخوك أو قريبك أو شخص لا تربطك به أي قرابة، أو قد يكون جارك شخصا يعتنق ديانة مختلفة عنك، فمهما كان جارك غريبا عنك أو قريبا مِنك فيجب أن تعطيه حقوقه وتعامله باحترام لما في ذلك مِن أجر وثواب لك عند الله تعالى.. ليتنا نتعلم هذه الآداب فى التعامل مع الجيران، فيسعد الجميع، وتعم الألفة والمودة.
رابط دائم: