واقع اجتماعى معاصر قدمه فيلم الافتتاح «الغابة الصغيرة» ضمن أسبوع أفلام كوريا الجنوبية بمصر، من خلال إمرأة قررت التخلص من حياة المدينة باضطراباتها والعودة إلى قريتها للاستمتاع بهدوء الحياة وبساطتها مع أصدقاء الطفولة، لنرى أنفسنا أمام واقع يعيشه كثيرمن البشر حيث الصراع بين العيش فى المدينة بصخبها لتحقيق الطموح مقابل التوتر والقلق النفسى، والتضحية بالطموحات مقابل الهدوء والسلام والاستمتاع بالحياة.
صراع حسمه الفيلم برؤية فلسفية اتسمت بالبساطة فى طرح الفكرة والرؤية الإخراجية وأداء الممثلين بتعبيرهم عنه بسلاسة أبرزت الفرق بين الحياتين بعمق،لتكون رسالة الفيلم: الانسان يعيش مرة واحدة وعليه إختيار ما يحقق له السلام والهدوء والاستقرار النفسى، ودعمت الصورة السينمائية هذه الرسالة بتصوير الطبيعة بكل تفاصيلها فى علاقة المرأة بأصدقائها، وتعاملهن مع التفاصيل الحياتية.
ومن العصر الحديث إلى عصر مملكة تشوسون أوجوسون آخر فترة ملكية لكوريا يوضح فيلم المحقق كى:سر الأرملة الفاضلة طبيعة المجتمع آنذاك من خلال تكليف الملك المحقق كى بتحقيق العدالة ومعرفة أمور المملكة من الداخل للحفاظ على مبادئ الكنفوشيو فى المجتمع وبين الناس.
هذه المبادئ تنسب إلى الفيلسوف الصينى كونفوشيوس الذى أسس هذا المذهب معتمدا على التقاليد الصينية فى إبراز القيم الأخلاقية على المستوى الشخصى والاجتماعى،وأن الحكومة ذات مرتبة أخلاقية مرتفعة لدى الشعب، الذى يجب أن تخدمه انطلاقا من هذه الدرجة الأخلاقية الرفيعة. وكانت هذه الفلسفة منتشرة بعمق بجانب الصين فى كل من: كوريا واليابان وفيتنام وتايوان.
فكرة الفيلم أبرزت بوضوح أهمية رفعة الأخلاق لدى الحكومة، وأنها فعلا قدوة للشعب وتسعى لخدمته بعد ما كشف المحقق كى استغلال الوزير سلطاته فى تحقيق أهداف شخصية،وحكم عليه الملك بالسجن..بخلاف أن أحداث الفيلم أوضحت إعتناق الشعب آنذاك للمبادئ الكونفوشيوسية فى تعاملاته اليومية،كشفت عمق العلاقة بين كوريا والصين اجتماعيا، اقتصاديا فى هذه الحقبة الزمنية.
وبرغم أن فكرة الفيلم تقوم على الإثارة والعنف المائل للدموية فى بعض المشاهد،لكن صناعه تمكنوا من تخفيفهما بإدخال الكوميديا ضمن عناصرالعمل،من خلال المحقق ومساعده الذى أعتمد عليه فى صناعة الضحك تارة باستغلال أبعاده الجسمانية،أو قدراته الذهنية التى تضعه فى مواقف رغم العنف الموجود بها ـ تولد الضحك،لنجد أنفسنا كمشاهدين أمام سينما تمزج بين الضحك والعنف دون إبتذال على مستوى الفكرة، أو الأداء، أو الإخراج، بل على العكس تقدم دراما جعلت الجمهور فى الصالة منتبها لما سيأتى رغم الضحك الذى ضجت به قاعة العرض فى سينما «الهناجر» قبل أن يختتم الأسبوع أيامه الثلاثة الأولى فى القاهرة متجها إلى بورسعيد لعرض الأفلام فى الايام الثلاثة أيام اللاحقة لتشهد هذه المدينة الباسلة ختام الفاعليات مساء الخميس.
رابط دائم: