رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الجونة تتنفس فنا

الجونة ـ محمود موسى

  • أفلام تنتصر لقضايا المرأة  والإنسانية وتواجه العنصرية والإرهاب
  • «لما بنتولد»  يكسر التابوهات ويدعو للحب و«آدم» المغربى يتناول الأمهات العزباوات
     

يواصل مهرجان الجونة السينمائى تميزه للعام الثالث على التوالى بأفلامه والحضور والفعاليات والأنشطة الكثيرة التى بدأت مع افتتاح الدورة الثالثة له ليلة الخميس الماضي، حتى ختامه بعد غد الجمعة ويشهد 80 فيلما تجعل المتابع للمهرجان لا يكاد يجد وقتا كافيا لرؤية كل ما يدور ويقدم لرواده من أفلام مميزة وندوات ونقاشات.

كما العامين الماضيين حرصت إدارة المهرجان على أن يتميز ليس فقط بالإبهار والشكل بل على تقديم مضمون ونقاشات تفيد صناع المحتوى والحرص فى اختيار الأفلام وجاءت عروض الأفلام التى حملت معها تحديا جديدا سعيا لتأكيد التميز فى اظهار الجهد الذى قدمته ادارة المهرجان فى انتقاء أفضل منتج سينمائى فى العالم ليكون هدية المهرجان الفكرية لجمهوره.

وتلك واحدة من أهم الأشياء التى تصنع حدثا كبيرا وحتى ليلة الاثنين الماضى استمتع جمهور المهرجان بمشاهدة حصيلة وافرة من المواضيع التى تشغل بال المبدعين من مختلف أنحاء العالم.

استهل المهرجان انطلاقته السينمائية ليلة الافتتاح بالفيلم البديع إخراجا وتصويرا وأداءا «آد أسترا» بطولة النجم العالمى براد بيت وإخراج جيمس جراى، وكان قد عرض للمرة الأولى فى الدورة الـ 72 من مهرجان فينيسيا السينمائى ويصطحب براد بيت فيه الجمهور إلى حافة النظام الشمسى وهو يجسد دور روى مكبرايد الذى يحاول درء خطر جديد على كوكب الأرض وينطلق فى رحلة للعثور على والده، وهو رائد فضاء يجسد دوره النجم تومى لى جونز، الذى فقد قبل أكثر من عقد خلال مهمة إلى كوكب نبتون لكن تتحول الرحلة سريعا لرحلة اكتشاف للذات.

ومن بين الأفلام المهمة التى عرضت فى المهرجان الفيلم الفرنسى «البؤساء» للمخرج لادج لي، ولاقى إشادات كبيرة بل إجماعا بأنه من أفضل الأفلام التى عرضت خصوصاً أنه شارك فى الدورة الماضية لمهرجان كان السينمائي، ونافس على السعفة الذهبية

وتناول قضية العنصرية الفرنسية ضد من ترجع اصولهم لاصول غير فرنسية افارقه وعرب ويحذر الفيلم بشكل واضح من خطر جماعة الاخوان المسلمين وسماهم بالاسم كجماعة ارهابية تمسك السلاح فى يد والأخرى القرآن.


> لقطة من الفيلم الفرنسى «البؤساء»

ومن الافلام المهمة أيضا فيلم أخوات السلاح للمخرجة الفرنسية، كارولين فوريست، والذى تعرض من خلاله مقاومة المقاتلات الكرديات والمتطوعات من مختلف دول العالم اللاتى حاربن تنظيم «داعش» الإرهابى فى شمال سوريا والفيلم مستوحى من قصة حقيقية، وتدور أحداثه بصورة رئيسية حول امرأة كردية إيزيدية، اختطفتها «داعش» الإرهابية، ولكن تتمكن من الهروب وتنضم الى كتيبة من المقاتلات من دول مختلفة يجمعهن هدف واحد هو الكفاح ضد التنظيم الارهابى وتمت الاستعانة بمشاهد حقيقية حدثت فى الواقع لبعض النساء اللاتى تعرضن للإرهاب الفعلي.

وبحفاوة استقبل حضور المهرجان الفيلم السودانى «ستموت فى العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، وبحضور كل أبطال العمل،وهو سابع فيلم روائى فى تاريخ السودان، وأول فيلم روائى طويل لمخرجه السودانى أمجد أبو العلا، وحصد جائزة «أسد المستقبل» لأحسن عمل أول من مهرجان فينسيا والفيلم مستوحى من قصة «النوم عند قدمى الجبل» للروائى حمور زيادة، وبطل العمل يدعى مزمل، طفل يولد فى إحدى القرى السودانية، ويتنبأ له أحد الشيوخ بأنه سيموت فى سن العشرين، ويعيش الطفل حتى يبلغ هذه السن، وهو فى حالة من الانتظار للموت المحقق، وتشاركه أمه الحالة أيضاً الى ان يقابل السينمائى العجوز سليمان، الذى ينصحه بحب الحياة، وينجح فى أن يؤثر فى قناعاته، وتأتى سن العشرين ولا يموت مزمل حسب نبوءة الشيخ، فتتغير حياته.

حب مسلم ومسيحية

وبحماس وترقب استقبل جمهور المهرجان فيلم لما بنتولد ليكون عرضه العالمى الأول فى قسم «أفلام خارج المسابقة» من تأليف الكاتبة الراحلة نادين شمس، وإخراج تامر عزت فى ثانية تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة بعد فيلمه الأول الطريق الدائري، كما قدم فيلما تسجيليا يحمل اسم مكان اسمه الوطن والفيلم بطولة عمرو عابد، وسلمى حسن، والمطرب أمير عيد عضو فرقة كاريوكي، وابتهال الصريطي، والفنان سامح الصريطى والفنانة حنان سليمان الفيلم إنتاج مشترك بين تامر عزت ومعتز عبد الوهاب وتدور أحداثه فى إطار رومانسى غنائي، ويحتوى الفيلم على ثلاث حكايات منفصلة الأولى حكاية فرح المسيحية التى تقع فى حب أسامة الشاب المسلم، مع ما تحمله قصة الحب من ازمات لاختلاف الديانتين.

والحكاية الثانية للشاب أمين الذى يعيش مع زوجته وأفراد عائلته فى نفس الشقة ويعانى من اجل توفير أبسط الأشياء ويضطر للتنازل عن مبادئه الأخلاقية من أجل توفير المال والحكاية الثالثة لشاب يرغب فى تحقيق حلمه ليصبح مغنيا ولكن والده يرفض لرغبته فى أن يعمل ابنه معه فى الشركة، وقال المخرج تامر عزت ان الفيلم ينحاز الى الاختيار الحر لكل انسان ليحيا حياته بالطريقة التى يريدها بعيداعن العقبات سواء كانت دينية او اجتماعية.

الأمهات العازبات

تواصل السينما المغربية تصديها لقضية الحمل خارج إطار الزواج وهذه المرة من خلال فيلم ادم الذى شارك فى مهرجان كان ومهرجانات اخرى واستقبل بحفاوة كبيرة ويشارك فى بطولتة نسرين الراضى ولبنى ازبال واخراج مريم التوزاني.

وتدور حكاية فيلم آدم حول الأمهات العازبات من خلال سامية، وهى فتاة تحمل خارج إطار الزواج وتقرر عند بلوغ حملها الشهر الثامن التخلى عن مولودها.

قضايا الطفل

شهدت ايام وليالى المهرجان الكثير من الفاعليات المهمة ففى ليلة الافتتاح أعلنت النجمة منى زكى باعتبارها سفيرة لليونيسيف عن اتفاقية بين مهرجان الجونة واليونيسف وهى الاتفاقية التى تستمر خمس سنوات، مؤكدة أن الاتفاقية هدفها مناقشة قضايا الأطفال من خلال مهرجان داعم للقضايا الإنسانية منذ دورته الأولي.

جائزة الافتتاح

منح النجم المصرى العالمى مينا مسعود، الفنانة المغربية نسرين الراضى جائزة مؤسسته الخيرية لمساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة، وذلك عن فيلمها آدم، الذى يحكى معاناة سيدات من شمال إفريقيا. من جانبه قال مينا مسعود إن هذه الجائزة تم تصميمها لتكرم الفنانين ذات الجنسيات المختلفة، وإنه سعد هذا العام بمشاهدة العديد من الأفلام المختلفة من الثقافات، وتأثر بكل ما شاهده، مؤكدا أنه وقع فى غرام فيلم «آدم»، لأنه يروى قصة العديد من الاجيال من خلال ثلاث سيدات من شمال افريقيا غير عاديات لديهن قوة والتزام ذكره بوالدته واخواته وبالطريقة التى تربى عليها.

قضية اللجوء

اهتم المهرجان بقضية اللاجئين وعقدت ندوة لدعم ومساندة أصوات اللاجئين فى السينما.. وبدأت الجلسة شادن خلف رئيسة وحدة السياسات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بالحديث عن كيف تلعب الأفلام والدراما دورا كبيرا فى تناول حياة اللاجئين.

وقالت شادن ان إقليمنا العربى يشهد نحو 40% من حجم اللاجئين فى العالم، بعد الصراعات الإقليمية الدائرة منذ سنوات طويلة، سواء بسبب الحروب الأهلية، او النزاعات المسلحة بين القبائل المتناحرة فى أنحاء الإقليم، وفيما بين بين الفصائل على حدود الدول.

وقالت ثريا اسماعيل المديرة التنفيذية لمؤسسة منتور العربية المختصة بمتابعة الشئون الإنسانية والعمل الاجتماعي، ان الشق الإنسانى للمهرجان يميزه عن سائر المهرجانات المماثلة فى العالم حيث يجمع بين رسالة الفن، والإنسانية، وهى من أهم الرسائل التى يتم الجمع بينها، خاصة أنه يوجد منصة شابة تهتم بالشباب للتعبير عن قضاياهم خاصة تلك التى تتعلق بالنزاعات، واللجوء، والنزوح، وللأسف أصبحت هذه القضايا هى القضايا الملحة فى منطقتنا العربية وإقليمنا المشتعل. وعبر المخرج عمرو سلامة عن سعادته بإقبال الحضور على هذه الجلسة، فى الوقت الذى تتمزق فيه المنطقة بسبب الصراعات المسلحة.

أما الممثل السورى قصى شيخ نجيب فعبر عن سعادته البالغة بعودة تصوير الأعمال الفنية مرة أخرى فى بلاده، وقال إن أهم القضايا التى سيهتم بها خلال الفترة الحالية والقادمة هى مناقشة وعرض قضايا اللجوء والنزوح وما تخلفه من أثر عنيف على إنسانية ككل، وأكد أن للاجئين قصصا مهمة فى الكفاح والنجاح والصمود فى جميع المناطق التى نزحوا إليها، وهى إحدى أدوات دعم اللاجئ نفسياً، ومن هذه القصص حكاية أسرة من الأطباء لجأت غادرت الى كندا، وفشلت فى معادلة شهاداتها للعمل، لكن اليأس لم يطرق بابها وقررت صناعة نوع من الشيكولاتة المنزلية أسموه السلام بالشيكولاتة ووزعت فى السوبر ماركت الكبري، وحققت أرباحا ضخمة. وعن تجربتها تحدثت الممثلة صبا مبارك مع مسلسل عبور الذى أنتجته، ومثلت به، وتناولت فيه قصصا مختلفة لحياة اللاجئين فى احد المخيمات بالأردن، واستعرضت فيه الجانب الإنسانى لحياة اللاجئين، وأنها عاشت حياة اللاجئين بنفسها من حكاياتهم، وان كل ما دار بالمسلسل من سيناريو وحوار وقصص جاء بالفعل من رواة حقيقيين

أما دانيلا ساتشيلا مدير عام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، قالت إن أهم مايمكن التركيز عليه فى أثناء تناول قضية اللاجئين هو الكلام مع اللاجئين وليس الكلام عنهم، وهذا يدعم مبدأ الإنسانية بوضوح.

السنيما الإفريقية

أجمع المشاركون فى حلقة نقاشية على أهمية الفن بكل صوره وأشكاله، وفى جميع القارات والدول مهما تكن ثقافتها، مشددين على أن الفن بقارتنا الإفريقية له طبيعة خاصة للغاية ربما بسبب التنوع الكبير بين ثقافات ودوّل القارة، وكذلك الجماعات التى تعيش فرادي، وأيضا هؤلاء الذين غادروا دولهم بالقارة، ومع ذلك لايزالون يحتفظون بهويتهم الإفريقية ويصرون عليها. وتحت عنوان السينما الافريقية بين الماضى والحاضر والمستقبل، قال الحضور انه من الصعب للغاية تقديم تعريف واحد للسينما الافريقية يعبر بالأساس عن ثقافة واحدة لنحو 54 دولة، تضم دول العالم العربي، والجنوب الإفريقي، وغرب افريقيا ووسط القارة، ودوّل المغرب العربى أيضا. وعن حجم الانتاج السنيمائى الذى تنتجه بلدان القارة وصفه المشاركون بالمحدود للغاية بالقياس لعدد البلدان والشعوب الافريقية التى تعيش على ارض القارة، وقالت جانا ولف مديرة التسويق والإعلان لمؤسسة سوق الأفلام الأوروبية efm ان فرنسا مثلا تنتج سنويا نحو 300 فيلم سينمائى 70% منها أفلام فرنسية خالصة، ونحو 30% أخرى موزعة بين انتاج مشترك وأفلام خاصة. وشكك نبيل عيوش «منتج ومؤلف ومخرج فرنسى من أصل مغربى»، فى نيات المنصات العالمية الكبرى التى تعرض الأفلام مثل نتفليكس، وقال انها للأسف تستحوذ على المنصات المحلية الافريقية، وتستأثر بمحتواه للعرض فقط على منصتها.

وأشار عيوش الى ان القرصنة لا تزال أم المشكلات التى تعانى منها صناعة السينما فى القارة الافريقية، خاصة فى ظل تجاهل الحكومات بالدول الافريقية دورها فى مواجهتها. وقال نبيل ان المجتمعات الافريقية لاتزال حكوماتها تؤمن بجدوى منع الأعمال الفنية فى الوقت الذى يحدث فيه العكس تماما، فالتجربة أثبتت أنه كلما زاد التضييق والمنع حظى العمل الفنى بزخم أكبر وسعى أكبر للمشاهدة.


> مينا يسلم نسرين بطلة فيلم آدم جائزة مؤسسته


> صناع فيلم « لما بنتولد»

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق