رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عبير العقاد: الجيل الجديد لايعرف عن جدى غير أنه شارع فى مدينة نصر

حوار - صلاح البيلى

ندوته الأولى كانت بحديقة الحيوان وكان مشهورا بين تلاميذه باسم «الزرافة»

سكن فى روكسى سبعة وثلاثين عاما.. ووزارة الثقافة وضعت لافتة مكتوبا عليها «هنا عاش العقاد»




عبير عامر العقاد, حفيدة العقاد وابنة سكرتيره الشخصى آخر عشر سنوات فى حياته عامر العقاد «ابن شقيقه الأكبر أحمد العقاد سكرتير محكمة أسوان» سمعت عبير من أبيها عشرات القصص عن العقاد الإنسان والذى رأته وهى طفلة وقد ألفت كتابا عنه بعنوان «قراءة بين السطور لحياة العقاد».

نشأت عبير العقاد مع أسرتها فى الشقة التى خصصها العقاد لعامر فى مواجهة شقته ولليوم تحرص على ترميم وصيانة الشقتين فى منطقة روكسى بمصر الجديدة بجهد شخصى ومازالت تعيش على ذكرى العقاد وذكرياته مع تلاميذه ولكنها تشعر بالأسى، لأن الجيل الجديد لا يعرف عن عباس العقاد غير أنه شارع فى مدينة نصر!.

تطرق حوارنا معها حول علاقة عباس محمود العقاد بالمرأة، خاصة ما أشيع عن انتحار ابنته «بدرية» يوم وفاته وهى قصة نفتحها هنا لأول مرة وأجابت عنها عبير كما سمعتها من أبيها الذى كان أقرب شخص للعقاد، خاصة فى آخر عشر سنوات من حياته، كما ظل عامر العقاد يواظب على إحياء ذكرى عمه العملاق حتى رحل سنة 1985.

كما قصت علينا قصة «جمعية العقاد الأدبية» التى ترأسها عدد من تلاميذ العقاد حتى الجيل الثالث ولكن انتهى بها الحال للتلاشى.

إنه حوار يذكرنا بواحد من رواد نهضتنا الفكرية وينبهنا لهؤلاء الأعلام الذين صنعوا بستان الوجدان المصرى والعربى ودافعوا عن حياضه وينشط ذاكرة الأجيال الجديدة التى ظنت أن العقاد مجرد شارع!.

وإلى نص الحوار:




بداية.. ماذا عن كتابك عن العقاد؟

عبير عامر العقاد: هذا الكتاب جاء كلمسة وفاء بحكم القرابة وبحكم أننى نشأت فى بيته, فهو عم أبي, لقد رأيت النور فى بيته وبين خزانة كتبه ورأيت صوره فى كل جانب على جدران البيت وكبرت على حكايات والدى عنه, فسكن فى قلبى الفضول لأبحث خلف هذا العملاق الذى ملأ الدنيا وشغل الناس, إنه العقاد القريب إلى بنسبى إليه والبعيد عن جيلى الذى لم يعايشه, صاحب الثقافة الواسعة ومؤلف العبقريات والسير الذاتية, إنه المفكر الذى سألوه فى آخر حياته: هل لاتزال تحب الحياة؟.. فأجاب: «لم يتغير حبى للحياة ولم تنقص رغبتى فى طيباتها ولكنى اكتسبت صبرا على ترك ما لابد من تركه وعلما بما يفيد من السعى فى تحصيل المطالب وما لا يفيد وزادت حماستى الآن لما أعتقد من الآراء ونقصت حدتى فى المخاصمة عليها، لقلة المبالاة بإقناع من لا يذعن للرأى والدليل وارتفع عندى مقياس الجمال فما كان يعجبنى قبل عشر سنوات لا يعجبنى الآن, فلست أشتهى منه أكثر مما أطيق, كنت أحب الحياة كعشيقة تخدعنى بزينتها الكاذبة والصادقة, فأصبحت أحبها كزوجة أعرف عيوبها وتعرف عيوبي, لا أجهل ما تبديه من زينة وما تخفيه من قبح ودمامة, إنه حب مبنى على تعرف وفهم».

لقد صحب والدى العقاد آخر عشر سنين, كان فيها سكرتيره الشخصى ومراجع مقالاته وكان يراه حريصا فى مراجعة آيات القرآن والأحاديث النبوية فى مقالاته، كما كان حريصا على اقتناء أحدث الكتب الغربية, ونادرا ما رد كتابا لصاحب مكتبة, إن الكتب هى كل شيء فى حياة العقاد لدرجة أنها زحفت على الشرفات والممرات, وكان يقول إنه يقرأ ليعيش حيوات فوق حياته, ولما سألوه عن كثرة الكتب عن الحيوان والحشرات فى مكتبته؟ قال: إن الأحياء الدنيا هى مسودات الخلق التى تتراءى فيها نيات الخالق كما تتراءى فى النسخة المنقحة وقد تظهر من المسودة أكثر مما تظهر بعد التنقيح.

لقد تكبد العقاد الأموال الكثيرة فى سبيل الوصول لأصول الكلمات لاسيما فى اللغات الأوروبية وغضب مرة على صحفى نشر أن مجمع اللغة العربية يتكلف كذا من الجنيهات للوقوف على تحقيق كلمة.

يومها قال العقاد: لو يعرف هذا قيمة الكلمة لما استكثر أى مبلغ يصرف عليها, إن الأكاديميات الغربية تصرف الملايين لتحقيق أصول الكلمات, فهل نحن أقل منهم غيرة على لغتنا العربية؟

عرف العقاد بمحافظته على مواعيده وسمعت ذلك من والدى ومن تلاميذه وكان يقول إن احترام المواعيد مقياس الشعور بالمسئولية ورجل مثل العقاد كان وقته مقسما بين القراءة والكتابة وساعات الراحة وحضور جلسات لجان المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والمجمع اللغوى ووزارة الثقافة والصحف التى يكتب فيها وأسهم فيها وغيرها ولو لم يفعل ذلك لما أنجز شيئا.

كيف انتهى الحال ببيت العقاد فى روكسى بمصر الجديدة؟

لا أمل فى ترميم البيت أو إنقاذه, لأننا سمعنا كلاما كثيرا لم يتحقق منه شىء, وقد جاء إخوة عرب أفاضل منذ سنوات لترميمه فرد عليهم د. جابر عصفور - إبان كان وزيرا للثقافة- بأن العقاد كان فخرا لمصر وهى أولى به ولكن لم يتحقق شىء, ولما سقط جزء من بلكونة البيت شكونا للحي, فأتوا لنا بلافتة من النحاس وضعوها على مدخل البيت وفيها: «هنا عاش عباس محمود العقاد» واللافت أن روكسى كلها لم تعد كما كانت, ولا حى مصر الجديدة ومعظم الأدوار الأرضية بالبيوت القديمة, تحولت لمحال فارهة, وبعض البيوت اندثرت وحلت محلها عمارات شاهقة الارتفاع والكثير من الشقق السكنية تحولت لأنشطة تجارية, ولأننى ولدت فى بيت العقاد بروكسى وأحبها كمنطقة, أسست موقعا باسم «هليوبوليس» وأطالب فيه بإنقاذ مصر الجديدة كلها من العشوائيات وليس بيت العقاد فقط, إننى أحاول بجهدى الشخصى ترميم بيت العقاد وإنقاذ ما بقى من آثاره ومتعلقاته من صالون بال وترابيزة سفرة دائرية وبعض صوره وكلماته على الحائط.

لقد عاش العقاد فى بيته هذا، سبعة وثلاثين عاما, وعرف البيت والشارع باسمه مع أنه كان مجرد مستأجر للشقة بسعر ثلاثة جنيهات وسبعين قرشا, وقد استأجر شقة أخرى مواجهة لشقته لأقاربه من أسوان وهى التى سكنها والدى عامر العقاد. ولقد رفع العقاد بداية شعار: أن وقته ليس ملكه ولا يتسع للآخرين ليجعله مضيعة بين الزائرين!.

كيف إذن عقد فيه ندوته الأسبوعية صباح كل يوم جمعة؟

بعد ذلك اختار العقاد من يزوره وخصص لهم يوم الجمعة يلتقيهم فيه وكان يقدم لهم طباخه «عم أحمد حمزة» مشروب الليمون أو القهوة, وبدأ ندواته الأسبوعية فى بيته منذ سنة 1935 فى الحجرة الأولى التى تقع على يمين الداخل, وكانت تضم تمثال بطله السياسى سعد باشا زغلول, وملهمه الروحى الشيخ محمد عبده, وتمثالا نصفيا له من عمل محمود مختار وصورة بريشة أحمد صبرى وصورة لمحمد عبده من رسم حسن عنبر وهو من تلاميذ الجيل الثالث للعقاد, ولوحة أنس الوجود فى أسوان والتى كتب فيها العقاد قصيدة مطلعها:

رعى الله من أسوان دارا سحيقة – وخلد فى أرجائها ذلك القصرا أقام مقام الطود فيها وحوله – جبال على الشطين شامخة كبرى.

وكان العقاد فى ندوته هادئا مازحا مع قدامى التلاميذ, عاصفا حادا مع الزوار الجدد إذا لم ينسجموا معه وكثيرا ما طردهم!.. وبعد كل ندوة يدعو صديقه وتلميذه طاهر الجبلاوى لتناول الغداء معه. ولكن أول ندوة عقدها العقاد لتلاميذه كانت فى حديقة الحيوانات بالجيزة. ثم انتقلت الندوة لمقهى بشارع عدلى حل محلها الآن «جروبى» ثم انتقلت لبيته.

أين تقبع مكتبة العقاد حاليا؟

كانت مكتبة العقاد حال حياته تبلغ 24 ألف كتاب وقدرت وقتئذ بخمسة آلاف جنيه وقد أخذتها وزارة الثقافة وشونت فى صناديق حتى كانت سنة 1987 وجرى احتفال بذكراه فى قصر ثقافة مصر الجديدة بحضور وزير الثقافة آنذاك د.أحمد هيكل، وألقيت كلمة الأسرة وطلبت منه الإفراج عن كتب العقاد حبيسة الصناديق, فاستجاب لنا وخصص لها قاعة بالدور الثالث فى مبنى دار الكتب على كورنيش النيل وسمعنا أن بعض القراء اختلسوا بعضها!.

وهناك إلى جوارها يوجد تمثال نصفى للعقاد، أما بقية متعلقاته من «بدل وملابس وكوفية وطرابيش وعصى وأقلام وأحذية وشباشب وغيرها» فقد نقلت للمتحف الموجود باسمه فى أسوان.

أما الحجرة الرابعة فى بيت العقاد فضمت بدله الرسمية وكان يعلقها على شماعات حتى تتطهر من «العتة» وكان بها سلال مملؤة بالتمر الجاف الذى كان يأتيه من أسوان, وبجوار الباب كانت توجد شهادة الدكتوراة الفخرية من حكومة إيطاليا, وجائزة الدولة التقديرية سنة 1961 ووسام الشرف من الدرجة الأولى سنة 1961ونوط مجلس الشيوخ المصرى الذى كان عضوا به منذ سنة 1948 حتى سنة 1952 عند إلغاء النظام الحزبى بمصر.

فى أى دار نشر تطبع كتبه حاليا؟

دور نشر كثيرة, من دار الهلال للدار المصرية اللبنانية للمكتبة العصرية فى بيروت لنهضة مصر, حيث مر عليه أكثر من نصف قرن وسقط حقنا كورثة فى المطالبة بحقوق الملكية الفكرية وأصبح من حق أى دار طبع كتبه.

أى كتب العقاد أقرب إليك؟

لم أقرأ كل كتبه ولكننى قرأت «عبقرية عمر» فى المدرسة وقرأت من كتبه: «الله» و«خديجة بنت خويلد» و«بلال بن رباح داعى السماء» ورواية «سارة» أما كتبه السياسية فلم أقرؤها لأننى لا أميل للسياسة.

ما هو مصير جمعية العقاد الأدبية؟

بعد وفاة والدى سنة 1985 تولى رئاستها د. عبداللطيف عبدالحليم «أبو همام » حتى سنة 1988 وهو من الجيل الثالث لتلاميذ العقاد, ثم تولاها د. أحمد كشك عميد كلية دار العلوم الأسبق لعامين, ثم أحمد حمدى إمام, وكانت فى أزهى عصورها برئاسة الشاعر شوقى هيكل, وكنا نعقد ندوة شهرية فى الجمعة الثالثة من كل شهر, وكنا نستضيف أعلام الفكر من طارق حجى لأحمد عمر هاشم وغيرهما, وقد تلاشت حاليا, ولكن العقاد باق.

لماذا اختار تمثال البومة رمز التشاؤم ليوضع على مكتبه؟

أراد أن يطارد أوهام الناس فى التشاؤم منها وكان يقول إن الناس ظلمت هذا الطائر ويرى أن نجيبها فى الظلام كان دليلا على إخلاصها كأنثى للذكر إلى أن تموت، كما سكن فى البيت رقم 13 تحديا للتشاؤم من هذا الرقم وكتب كتابه عن «ابن الرومى» تحديا لمن قالوا إن كل من تناولوا قصة حياته أصابهم مكروه!

حقا لم يتزوج العقاد ولكنه أحب ثلاثا, أليس كذلك؟

أحب العقاد ثلاثا هن على التوالى «مى» وكانت تتحدث ست لغات, و«سارة» وكانت تتحدث لغتين, والفنانة «مديحة يسرى», أما سارة فاسمها الحقيقى «أليس داغر» ومديحة يسرى اسمها «هنومة خليل» وكانت تلميذة بمدرسة التطريز بشبرا قبل التحاقها بالتمثيل, وقد أهدته «بلوفر» من الصوف من صنع يديها, وكنا نصفها «بالفاتنة السمراء» وكانت دون العشرين والعقاد قد اقترب من الثامنة والخمسين, وجل شعره فيها نشره فى ديوانه «أعاصير مغرب» وغضب عليها لما وقعت عقود أفلامها الأولى وطردها من بيته وحياته وطلب من الفنان صلاح طاهر رسم لوحة عبارة عن «تورتة» يعلوها الذباب ليتذكرها باستمرار على هذا النحو!. أما «سارة» فقد كتب فيها لما قاربت قصتهما على النهاية:

إذا لم يكن بد من الكأس والطلى – ففى غير بيت كان بالأمس مسجدى وسألوه مرة: ماذا تقول لها إذا رأيتها فى سن الشيخوخة؟ وكانت قد هاجرت خارج مصر, فقال شعرا: وإذا رأيتك فى الطرق فما –بر يرنو لعابرة وطيف سار.

كما أحب تلميذته الصحفية صوفى عبدالله، حب الأب لابنته وكانت تجيد الفرنسية وتطلعه على كل جديد فيها وكذلك من تلميذاته صافيناز كاظم وأفكار السقاف وكانت مخطوبة يوما للملك السنوسى ملك ليبيا.

وقد سئل مرارا لماذا لم يتزوج؟، فكان رده أنه لما كان فى سن الشباب كان عرضة للمطاردة والسجن، فلم يشأ أن يضع بيته فى حرج, ولما كبر فى السن لم يشأ أن يأتى بممرضة فى صورة زوجة, ولم يكن عدوا للمرأة كما أشيع عنه, وفى حديث صحفى أجرته معه صافيناز كاظم سنة 1958 لمجلة الجيل، قال إن حبه لسارة أعقبه فترة نفور من كل النساء ثم تعود حياة العزوبية, وكيف لزوجة يتركها زوجها ليقرأ فى غرفة مستقلة ليوم أو أكثر؟! ومما قاله إنه يحب الأطفال ولكنه لا يقوى على احتمال موتهم, وقد كره نباح الكلاب بعد موت كلبه «بيجو» وأكد أنه يؤمن بالحب وكان أعظم حب بين أبيه وأمه وكثيرا ما كان يقول لأمه كلما طلبت منه أن يتزوج: إذا وجدت امرأة مثلك سأتزوجها فورا. وقد مات أبوه وهو صغير وربته أمه مع أخوته «أحمد وياسين وعبداللطيف وأخته فاطمة».

نقل عن تلميذ العقاد محمد خليفة التونسى أن العقاد تزوج وكانت له ابنة اسمها «بدرية» انتحرت يوم وفاته, فما وجه الحقيقة فى ذلك؟

أصل الحكاية كما سمعتها من والدى عامر العقاد أن العقاد سكن فى منطقة الإمام الشافعى أول ما نزل إلى القاهرة وكان فى ضائقة مالية وكانت الغرفة المجاورة له بها زوج وزوجة من الميسورين فساعداه لفك ضائقته المالية, ثم مات زوجها وتزوجت من مقاول وتبدلت حياتها, وماتت وهى تنجب طفلتها «بدرية» ونوت أختها الكبرى أن تذهب بها لملجأ فرفض العقاد.

وعد بأن يتكفل بكل نفقاتها من تعليم وغذاء وكساء وفاء لجميل أمها معه, وكانت تتردد عليه مع أختها أسبوعيا, ولما سمعت بنبأ وفاته جاءت تبكى وانهارت, وانتحرت يوم دفن العقاد لأنها اعتبرته أباها. والعقاد كان لا يهمه أحدا, فماذ يمنعه من إعلان خبر زواجه وإنجابه بنتا, لقد سمعت هذا الكلام من والدى وهو عكس ما يردده المشنعون عليه لتشويه سمعته.

من المعروف أن العقاد تعرض لتهديدات جماعة «الإخوان » يوم ناصر صديقه محمود فهمى النقراشى؟

بالفعل تعرضت حياته للخطر أكثر من مرة, من الإخوان ثم من الشيوعيين سنة 1956 بعد صدور كتابه «الشيوعية والإنسانية فى شريعة الإسلام» حيث أطلقوا الرصاص عليه فى حجرة مكتبه ونجا كما يقول بكرامة سيدنا الحسين, إذ رن جرس التليفون فى السادسة صباحا, فقام ليرد فسقطت علبة كانت تضم مصحفا خطيا مكتوبا بماء الذهب مع قطعة من الاستبرق المقصبة كانت على ضريح الحسين, وكان أهداها له خادم ضريح الحسين فى كربلاء بالعراق بعد تأليفه كتابه «الحسين أبو الشهداء» فلما جلس يلتقط محتويات العلبة انهمر الرصاص من أسفل على شرفته فظل جالسا حتى انقطع الرصاص, وسمع صوت موتورى السيارتين أسفل البيت انطلقتا بسرعة, لكنه لم يبلغ البوليس وقتها حتى لا يظن القتلة أنه جبان ويخاف الموت!.

وفى يوم آخر دق جرس الباب وفتح لأن طباخه عمى أحمد حمزة لم يكن موجودا, ودعاه للصالون وهو لا يعرفه, وعاد الطباخ فقدم له الليمون, فاعترف الزائر أنه جاء مكلفا بقتله وأخرج السكين من ملابسه ولكنه فوجئ بكرمه واستقباله وهو لا يعرفه فرفض تنفيذ المهمة, ولم يفصح عمن أمره بذلك, وقدم له العقاد خمسة جنيهات ومضى لحال سبيله. وبعده رفض العقاد استقبال أى إنسان ما لم يكن بموعد سابق.

ألفت كتابا عن العقاد وألف والدك كتابين عنه فماذا بعد؟

أتمنى يوما أن أضع كتابا عنوانه «قالوا عنه» لأننى أحزن من أن الجيل الجديد لا يعرف عن العقاد غير أنه شارع فى مدينة نصر أو من الضباط الأحرار!.

كما أتمنى أن تعيد الدولة تكريم كل رواد نهضتنا ومنهم العقاد لأنهم باقون بأفكارهم، أما والدى فقد نشر 14 كتابا وكان عضوا باتحاد الكتاب وأصدر عن العقاد كتابين هما: «غراميات العقاد» و «لمحات من حياة العقاد» وساهم فى صياغة سيناريو مسلسل «العملاق» عن حياة العقاد والذى كتبه عصام الجمبلاطى سنة 1980 وانتهت أحداثة بقيام ثورة 23 يوليو 1952 وهو من إخراج يحيى العلمى وبطولة محمود مرسى، حيث قام بدور العقاد وقامت شهيرة بدور «مى» وصفاء أبو السعود بدور «سارة» وهناء ثروت بدور «مديحة يسرى» وأسامة عباس بدور «المازنى» وعبدالرحمن أبو زهرة بدور «طاهر الجبلاوى» وعلى الشريف بدور طباخه «أحمد حمزة» والذى من فرط حبه له سافر لأسوان يوم مات العقاد ولم يعد للقاهرة وفضل أن يكون قريبا من مدفنه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق