بدأت قصتى منذ ليلة زفافى، وفى اللحظة التى رحبت فيها بزوجتى معبراً عن مشاعرى نحوها، حيث كانت المرة الأولى التى أختلى بها بعد خطبة استمرت شهرين فقط.. وقتها تحدثت معها بحب، وقلت لها إنها ستكون لدىّ كريمة عزيزة، وأن أبنائى منها ستكون معزتهم لدىّ أكبر لأنهم أبناؤها مع أننى لم أكن أعرفها من قبل، ولم تكن لى أى علاقات عاطفية سابقة، فإذا بها تقول لى بالحرف الواحد «أنا وحشة وأنت حتكرهنى»، ولن أستطيع وصف صدمتى من هذه الإجابة، وحاولت استيعاب الموقف، ثم مضت الأيام لأكتشف أنها كانت صادقة حين قالت تلك الكلمات، حيث تبين لى أنها مهملة جدا فى بيتها ونفسها، حتى إن الروائح الكريهة قد تفوح فى المنزل دون أن يظهر أى تأثير عليها!
لقد تزوجتها وهى خريجة جامعة، ولم تعمل، إذ كنت حريصا على ألا أتزوج امرأة عاملة حتى تتفرغ لرعاية المنزل، ولم أكتف فقط بتوجيه الملاحظات إليها فيما يخص هذه المشكلة، ولكنى حاولت مساعدتها، فأعددت نظاما لتنظيف المنزل وعرضته عليها، فقالت إنه جميل خاصة أن شقتنا مساحتها حوالى سبعين مترا مربعا، وأخبرتها أننى سأتابع تنفيذها هذا النظام، ولكنها لم تلتزم به، وتحاول أن تقضى أغلب ساعات النهار فى عيادة التأمين الصحى للكشف على أحد الأبناء، وتحدثنى عن متاعب الانتظار والذهاب والعودة، لكنها لا تشغل بالها، ولا تلتزم ببذل الجهد اللازم فى تنظيفه، وتسعى دائما إلى أن تضعنى أمام الأمر الواقع، وليس هذا تخمينا، ولكنها صرحت بذلك، ولم ألجأ معها إلا لأسلوب الهجر لعلها تتغير.. لقد هجرتها فى شقتنا، ثم انتقلت إلى شقة العائلة بالمنزل نفسه مع أمى وأخوتى حتى تشعر بأنها تفقدنى، ولكى أبعد أيضا عن الصدام بها لدرجة أن أمى رحمها الله كانت تحزن لأجلى، وكنت أعد طعامى لنفسى بعد رحيلها، ولكنها استحسنت بعدى عنها، بل تفاقم الوضع، وازدادت إهمالا، فوجدتنى أستعمل معها الضرب والإهانة، وهو ما لم أتصوره عن نفسى قبل الزواج أبدا!، ولم تكن هناك فائدة من الشكوى لأحد من أهلها خاصة أمها بعد وفاة والدها، لأننى أدركت أنها أحد أسباب المشكلة وكنت أندهش من نزول زوجتى إلىّ من وقت لآخر لكنى فهمت مقصدها بعد فوات الأوان! وهو الإنجاب ثم الإنجاب حتى تكبلنى بالأولاد، وتحتمى بهم بعدما أدركت أننى يمكن أن أستغنى عنها يوما ما، وقد كنت أفكر فى ذلك فعلا على أساس أن أحتفظ بها لتربى الأبناء، وأتزوج بأخرى تمنحنى بيتا أشعر فيه بآدميتى، ولا أتهرب بسبب عدم نظافته من استقبال أى ضيف.
وبالفعل فكرت فى الارتباط بأرملة تصورت أنها تحتاج لزوج وأب بديل لأولادها وتكون على قدر المسئولية بالنسبة لبيتها، ويصبح كل منا الحل المناسب للآخر، وقد وجدتها بالفعل، ولكنها لم تراع قدرتى المادية، وحاولت الحصول على أكبر قدر من المكاسب قبل الارتباط، ففشل مشروع زواجى بها، وحاولت مع أخريات لكنى اكتشفت أن عدم انفصالى عن زوجتى يجعل فرص القبول بى كزوج لأى امرأة أرملة أو مطلقة تقريبا منعدمة، خاصة وقد بلغت سن الثالثة والخمسين، ومازلت أعيش فراغا عاطفيا هائلا رغم أنى عاطفى بطبعى، وأصبحت أشعر ببعض الفتور فى علاقتى بأبنائى إلا الأصغر منهم بسبب فتور علاقتى بزوجتى، فلا يوجد بينى وبينها أى حوار، بل إن مجرد حديثى معها كفيل بإثارة دهشتهم حتى الطلبات والنقود تطلبها عن طريق الأولاد، ولقد هممت بطردها من المنزل لأنها تخاف كثيرا على صورتها أمام الأقارب، وكل ما يهمها أن تظهر أمام الناس بمظهر الزوجة الناجحة المستقرة، وكذلك يفكر أهلها حتى ولو كنت أقيم فى شقة أخرى بنفس المنزل، ولقد حصلت على إجازة من عملى لكى أمنعها من دخول المنزل لكن عيد الأضحى كان على الأبواب فأجلت الفكرة، والآن المدارس على الأبواب.
ولقد أصبحت الآن على قناعة كاملة بضرورة إنهاء علاقتى بها ولو على سبيل التنفيس عما فى صدرى ولأبدأ مرحلة جديدة من حياتى بخلق واقع جديد ولو كنت فى هذه السن، لأنى أشعر بتعرضى لخداع كامل بزواجى من تلك السيدة بدليل كلامها لى فى الدقائق الأولى لحياتنا الزوجية، فبماذا تشير علىّ؟.
> ولكاتب هذه الرسالة أقول:
الحقيقة أن النساء وحدهن هن من يقومن البيت أو يهدمنه، ويقع النصيب الأكبر من مسئوليته والتخطيط للمستقبل على عاتقهن، فإذا كانت الزوجة مهملة فهذا نذير بانهيار المنزل ولو بعد حين، فلا يوجد رجل يستطيع أن يؤدى دورى «الزوج والزوجة» و«الأم والأب» معا عكس المرأة التي قد تؤدى الدورين معا بسهولة، فإذا كانت زوجتك مهملة، فتعامل معها بهدوء، وحاول مشاركتها فى بعض الأعمال الخفيفة، وقد قلت أنها تذهب إلى عيادات التأمين الصحى لتمريض أبنائكما باستمرار، وهذا دور مهم كان يجب عليك مشاركتها فيه أيضا كما كان يجب عليك أن تظهر لها الفرق بين البيت النظيف وغير النظيف وأن تخفف بعض الأعباء الواقعة عليها، فتؤديها عنها، ولا تقارنها بأخريات، فهناك فروق فردية بين البشر ومن ثم ينبغى ألا تجعل مقارنة زوجتك بأخريات أفضل منها هى حديثك طول الوقت حيث تربي المقارنات الضغينة في نفسها، وساعدها بأن تكون أنت مدير أعمالها بوضع جدول أعمال مقسّم بالساعات والمهام، ويشمل كل أيام الأسبوع، وعليك أن تضيف بعض الخانات لأعمالك أنت ومساعداتك في المنزل لتشعر بالمشاركة، وضع لها حافزا أو أحضر لها هدية كلما زاد التزامها بالمهام.. وقل لها كلمات طيبة بدلا من الضرب والإهانة.
إن ما تفكر فيه بمنعها من دخول المنزل، أو الزواج بأخرى يدل على أنك لم تع كيفية إدارة أمور الحياة الزوجية، ولا تعرف ألاعيب بعض السيدات فى التغرير بالرجال، وإنى أربأ بك أن تقدم على هاتين الخطوتين، وعليك إصلاح ما أفسدته، وكن أكثر عقلانية حتى لا تهدم بيتك، والله المستعان.
رابط دائم: